آخر الأخبار

قطرة واحدة تكفي ليومين.. كيف يصنع العرب عطوراً تأسر أنوف أوروبا بلا كحول؟

شارك

تمكنت صناعة عربية من الدخول في منافسة صعبة ومعقدة مع نظيراتها الأوروبية الشهيرة في العالم. لم تنجح في ذلك فقط بل تبوأت مكانة في مقدمة السوق العالمية، إنها صناعة العطور العربية.

منتجات هذه الصناعة العربية الأصيلة تقف على قدم المساواة مع أشهر ما تقدمه دور العطور الأوروبية بتاريخها الطويل وإمكانياتها الهائلة، بل وتمكنت في بعض المجالات حتى من التفوق عليها عالميا، وأصبحت ماركاتها المتعددة المنتجة في الإمارات والسعودية وسلطنة عمان والبحرين مثلا، محط إعجاب محبي العطور في جميع انحاء العالم.

أسماء عربية عديدة أطلقت على الكثير من العطور تتردد الآن في كل مكان، ومعها تفوح أزكى الروائح تُسعد مستخدميها وتنقلهم إلى عوالم الشرق المدهشة، فما السر في ذلك؟

تعود أسباب النجاحات الكبيرة واللافتة التي حققتها صناعة العطور العربية إلى عوامل عدة منها التركيز على استخدام الزيوت الطبيعية بدلا من الكحول المعتاد في صناعات العطور الأوروبية.

تتميز العطور العربية أيضا بتركيزها العالي. قطرة واحدة من أجود منتجاتها كافية للبقاء ملتصقة ببشرة مستخدميها وثيابهم لفترة طويلة تزيد في المتوسط عن 10 ساعات.

مصدر الصورة

إضافة إلى ذلك تحتوي العطور العربية فقط على مكونات طبيعية من أصل نباتي أو حيواني، وفي كثير من الأحيان تدخل في تحضيرها مواد مشتقة تعتمد عليها.

من بين أهم مكونات العطور العربية والمواد الخام النادرة المستخدمة يحضر "العود" بقوة. هذه المادة الطبيعية التي تعرف باسم "الذهب السائل"، والتي تستخرج من أشجار "الأكويلاريا" الغنية بالراتنج، تعطي روائح خشبية زكية مركبة.

يدخل أيضا "المسك" الذي يستخرج من غُدد ذكر "غزال المسك" في صناعة العطور العربية، ما يكسبها دفئا خاصا ويزيد من ديمومتها وقدرتها على الصمود.

من بين الأسباب الأخرى التي أسهمت في نجاح صناعة العطور العربية، عدم تصنيفها في العموم حسب الجنس، وذلك لأن رائحتها تختلف باختلاف أنواع البشرة، ما يجعلها محط إقبال كبير في العالم.

بعض ماركات العطور العربية تتفنن كذلك في دمج علامات تجارية كبرى مع منتجاتها ما يُسبغ على "العطور الهجينة"، نكهة تجمع المعاصرة والتراث، تُقدم في عطور عامة وأخرى مخصصة للجنسين. كما يتعاون مصنعو العطور العرب مع أشهر المصممين الأوروبيين لابتكار عطور أكثر تنوعا وجاذبية.

من بين أسباب النجاح أيضا، محافظة صناعة العطور العربية على الطرق التقليدية مثل "التقطير بالبخار" وما يعرف بتقنية "النقع" ما يجعلها تتجذر في أصالتها. عملية تعتيق الروائح العطرية تنتج عطورا بطبقات متعددة تفوح طويلا.

مصدر الصورة

من ميزات العطور العربية الأخرى على سبيل المثال، أنها لا تُشم للتعرف على "نكهتها" كما هي العادة من الزجاجة، بل يتم الكشف عن جودتها بالكامل فقط باتصالها بالجلد. هذه الطريقة تُظهر جميع عناصرها بالكامل، وذلك لأن الروائح "تتفاعل" مع الحركة ودرجة حرارة الجسم والرطوبة.

في هذا الشأن، يقول مدير دار عطور "يوروفراجانس" أنطوان دو ريدماتن: "تاريخيا، كانت باريس ونيويورك ركيزتين لصناعة العطور. واليوم يحتل الشرق الأوسط مكانة بارزة على خريطة العطور العالمية".

موقع روسي متخصص في العطور يكشف سر الإقبال الكبير في أوروبا على العطور العربية بطريقة عملية مباشرة قائلا: "تجذب العطور العربية الزاهية والغامضة قلوب الأوروبيين وأنوفهم بشكل متزايد. يبدأ الأمر بالفضول: هذا عطر ذو قوام مختلف تماما. غالبا ما تفتقر العطور العربية الأصيلة إلى الكحول المعتاد، ولكن هناك زيوتا. تُدهشنا زيوت الشرق الساحرة، وتجذبنا، ثم لا تفارقنا.

نعشقها لأنها: تُبقي رائحة المرء زكية طوال اليوم. أو حتى لفترة أطول. بعض الزيوت تحافظ على رائحتها لمدة تصل إلى 48 ساعة، وتتحمل اختبارات الاستحمام وحتى غسل اليدين. العطور العربية قادرة على تحطيم جميع الأرقام القياسية في الثبات والدوام؛ إنها تُعبر عن شخصيتنا الفريدة".

المصدر: RT

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار