آخر الأخبار

الدفاع المدني بغزة: نتلقى 400 نداء استغاثة يوميا ولا نستطيع المساعدة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قال المتحدث الرسمي باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة الرائد محمود بصل، إن الجهاز تلقى أكثر من 400 نداء استغاثة من المواطنين، منذ ظهر يوم السبت حتى صباح الأحد، بسبب تطاير الخيام واحتياج النازحين إلى خدمات عاجلة، لكن الجهاز لا يمتلك ما يقدمه في ظل انعدام الوقود والإمكانيات اللازمة.

يأتي هذا التطور الخطر تزامنا مع ضرب منخفض جوي قطبي رابع لقطاع غزة منذ بداية الشتاء، تميز بشدة رياح غير مسبوقة أدت إلى تطاير خيام آلاف النازحين.

ورصد الدفاع المدني حالتي وفاة خلال هذا المنخفض، الأولى لطفل صغير غرق في مياه الأمطار المتجمعة، والثانية لامرأة قُتلت فورا بعد سقوط وانهيار جدار عليها.

وأضاف بصل -خلال مداخلة للجزيرة- أن ما يميز هذا المنخفض هو شدة الرياح التي اقتلعت خيام المواطنين بشكل كبير، خاصة في منطقة الميناء غرب مدينة غزة ليل السبت.

واضطر الرجال إلى الوقوف عند أعمدة الخيام لتثبيتها خشية من تطايرها، مؤكدا أن الدفاع المدني نفسه لم يستطع الوقوف أمام هذه الرياح الشديدة.

وفي سياق متصل بالتوصيف العلمي للظاهرة الجوية، يواجه سكان قطاع غزة منخفضا قطبيا وصلت فيه سرعة الرياح إلى أكثر من 50 كيلومترا في الساعة، مع هبات رياح تراوحت سرعتها بين 70 – 80 كيلومترا في الساعة.

وتُقاس شدة الرياح وفق مقياس بوفورت الذي يحدد خطورتها بحسب سرعتها ضمن 12 درجة، حيث تراوحت هبات الرياح في هذا المنخفض بين الدرجة السابعة وهي درجة الرياح الشديدة، والدرجة التاسعة وهي درجة الرياح العاصفة جدا.

وتنحني أعمدة الخيام بشكل حاد عند الدرجة السابعة من الرياح، وقد تُقتلع الأوتاد من الأرض، بينما عند الدرجتين الثامنة والتاسعة تحدث أضرار هيكلية تمزق أقمشة الخيام وتحطم أعمدتها، وربما تؤدي إلى اقتلاعها وطيرانها بشكل كامل.

كما تتسبب الرياح أيضا بانهيار بعض الجدران والمباني الآيلة للسقوط، لا سيما في أجزاء القطاع المدمرة من القصف الإسرائيلي.

خطورة المباني الآيلة للسقوط

وقدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ( أونروا) أن العواصف والأمطار في غزة أدت إلى انهيار 17 مبنى وتضرر أكثر من 42 ألف خيمة كليا أو جزئيا منذ العشرين من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

إعلان

وعلى صعيد الظروف المعيشية، شدد بصل على أن جُل سكان القطاع يعيشون حاليا في خيام لا تحمي قاطنيها، والأطفال يرتجفون من البرد، ولفت إلى أن درجة الحرارة وصلت إلى أقل من درجتين مئويتين، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على الأطفال والكبار والمرضى.

ومن جهة أخرى، حذر المتحدث من خطورة المباني الآيلة للسقوط التي يمكن أن تنهار في أي لحظة على السكان، ما سيخلف عددا كبيرا من الضحايا، ودعا السكان إلى إخلاء هذه المباني على الفور خشية من انهيارها، لكنه اعترف بأن المواطنين يواجهون معضلة حقيقية لأنه لا توجد بدائل آمنة أو صحية، ما يجعل كل المناشدات الموجهة إليهم غير مجدية عمليا.

وفي إطار التحديات التشغيلية، أكد بصل أن الجهود الموجودة داخل القطاع من المنظومة الخدماتية لا تكفي قطعا للتعامل مع هذا الواقع، وأشار إلى أن المفترض في ظل المنخفضات الجوية والعالم الذي يدرك ما يجري في غزة أن يُمد القطاع بإمكانيات وبمقدرات وبوقود، لكن الواقع يشير إلى نقص حاد في كل هذه الموارد الأساسية.

وعلى المستوى الوقائي والحلول المقترحة، طالب بصل المواطنين بالعمل على تثبيت الخيام بشكل أكبر، لكنه اعترف بأن الأقمشة والخيام الموجودة في القطاع غير كافية.

وأشار إلى أن المنخفض السابق دمر خياما كثيرة كان المفترض استبدالها، لكن لم تدخل خيام بديلة إلى القطاع قطعا، واليوم تطايرت وتمزقت خيام كثيرة أخرى، والمواطن يبحث عن بديل غير موجود.

ووجه بصل رسالة واضحة للعالم بأن "الخيمة غير مجدية"، مؤكدا أن هذه حقيقة يجب أن يدركها المجتمع الدولي، ودعا إلى أن تبدأ عملية إعادة الإعمار فورا تزامنا مع إدخال كرفانات وبيوت متنقلة، بحيث لا يتضرر المواطنون من جراء هذه المنخفضات الجوية المتكررة التي ستستمر طوال فصل الشتاء الطويل.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا