شهدت مدينة أوفيرا الواقعة شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية صباح السبت حالة من الاستقرار المؤقت، عقب أيام من مواجهات عنيفة بين القوات المسلحة الكونغولية ومتمردي حركة "إم 23" المدعومين من حلفائهم الروانديين، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
ورغم تنفيذ الجيش الكونغولي ضربات جوية استهدفت مواقع للمتمردين في مناطق كالوندو وكاتونغو وروتيمبا، التي كانت سابقا قاعدة لبعثة الأمم المتحدة (مونوسكو) وتحولت إلى مقر قيادة للحركة، فإن "إم 23" لم تصدر حتى الآن أي بيان رسمي. ويعد هذا الصمت غير مألوف بالنسبة لمجموعة اعتادت إصدار بيانات سريعة موجهة للرأي العام الدولي، مما يعزز الانطباع بأن إعلانها السابق عن الانسحاب كان أقرب إلى مناورة إعلامية منه إلى خطوة ميدانية فعلية.
وحسب تقارير إعلامية، لا يزال سكان أوفيرا يعيشون حالة من القلق والشلل رغم مرور 10 أيام على إعلان الحركة انسحابها من المدينة، إذ بقيت الأنشطة التجارية محدودة، في حين التزم كثيرون منازلهم خشية تجدّد المواجهات. ويعكس هذا التوتر فجوة واضحة بين الخطاب السياسي والواقع الميداني، حيث لم يلمس الأهالي أي تحسن ملموس في الوضع الأمني.
وتداولت منصات رقمية مرتبطة بحركة "إم 23" وحلفائها مزاعم عن إسقاط طائرة تابعة للقوات المسلحة الكونغولية، وهي رواية انتشرت على نطاق واسع يوم الجمعة، لكن لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن. وتظهر هذه التطورات، حسب مراقبين، أن العمليات العسكرية في شرق الكونغو لا تنفصل عن حرب معلومات مستمرة، حيث تلعب الشائعات والبيانات غير الموثقة والصمت الإستراتيجي دورا في تشكيل ميزان القوى.
وفي حين يستمر هذا الصراع المتعدد الأبعاد، تبقى مدينة أوفيرا وسكانها في مواجهة وضع أمني هش وغير مستقر، حيث يتقاطع القصف الجوي مع المخاوف الشعبية وحرب الروايات الإعلامية. هذا المشهد يبرز أن الأزمة في شرق الكونغو تتجاوز المعارك الميدانية، لتتحول إلى اختبار طويل الأمد لثقة السكان بقدرة الدولة على حمايتهم.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة