في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
واشنطن- أثناء مشاركتها في حفل البيت الأبيض بمناسبة عيد الهانوكا اليهودي، والذي استضاف فيه الرئيس دونالد ترامب قادة اليهود الأميركيين، وعلى رأسهم أعضاء الكونغرس اليهود وكبار رجال المال والأعمال والإعلام منهم، تعهدت المليارديرة الإسرائيلية الأميركية ميريام أديلسون بتخصيص مبلغ 250 مليون دولار لدعم حظوظ ترشح الرئيس دونالد ترامب لفترة حكم ثالثة.
وقالت أديلسون إنها تحدثت مع آلان ديرشوفيتز محامي ترامب المعروف بدفاعه المستميت عن إسرائيل، حول شرعية حصول ترامب على ولاية ثالثة، ووصفت أديلسون المحامي بأنه فقيه قانوني دستوري، وبروفيسور في جامعة هارفارد ، الذي أكد لها إمكانية حدوث ذلك.
وتعد أديلسون، وهي أرملة الملياردير شيلدون أديلسون، من كبار داعمي حملات ترامب الانتخابية، ويراها الكثير من أكثر الشخصيات تأثيرا على ترامب، في ما يتعلق بقراراته الكبيرة المتعلقة بالشرق الأوسط، خاصة نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس ، والاعتراف بهضبة الجولان السوري المحتل على أنها أراض خاضعة للسيادة الإسرائيلية، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ودعا ترامب ميريام للمنصة لتقول كلمة قصيرة، وأثارت كلماتها حماس ما يزيد عن 200 مدعو للحفل، وبدأ الحاضرون في الهتاف بـ "أربع سنوات أخرى"، في إشارة لفترة حكم ثالثة لترامب من عام 2028 إلى 2032، وهو ما يعد مخالفا للدستور، لكن الرئيس عقب على هذه الدعوة بالقول "قالت لي فكر في الأمر، سأعطيك 250 مليون دولار أخرى".
استخدم ترامب معظم خطابه في حفل حانوكا للتفاخر بإنجازاته لإسرائيل، مؤكدا التزامه الدائم بدعم اليهود الأميركيين، ومشددا على أنه قدم كثيرا لإسرائيل.
لكنه بالمقابل، حذر الحضور من أن نفوذ إسرائيل في الولايات المتحدة يتراجع، وقال ترامب إن "النفوذ السياسي المؤيد لإسرائيل في واشنطن، كان هو الأقوى بين جماعات الضغط قبل أكثر من عقد، لكنه لم يعد كذلك في الوقت الراهن"، كما حذر مما وصفه بـ"تنامي مظاهر معاداة السامية " داخل الساحة السياسية الأميركية، ولا سيما في الكونغرس.
ويُذكر أن ترامب وخلال كلمته أمام الكنيست في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أشاد بميريام أديلسون وبتبرعاتها السخية لحملته الانتخابية، ولدورها في قراراته الخاصة بإسرائيل، ومزح بالقول "إنها تحب إسرائيل أكثر من أميركا".
يروّج ستيف بانون وهو أحد المنظرين الرئيسيين لحركة " ماغا "، والمستشار السابق للرئيس ترامب، أن الأخير سيكون رئيسا في عام 2028، حيث قال في حديث مع بودكاست مجلة "إيكونوميست" قبل شهرين "الناس عليهم أن يتقبلوا هذه الفكرة".
وعقب ذلك، رد ترامب على أسئلة صحفيين حول رأيه في مقولات بانون والمطالب بترشحه لفترة حكم ثالثة بالقول "لي الحق أن أفعل ذلك، لكنني لن أفعله"، مشيرا إلى أن الناس لن يعجبهم أن يترشح للمنصب، وأضاف "سيكون ذلك تصرفا ماكرا، ليس جيدا".
كما سبق أن قال ترامب، في مارس/آذار الماضي، إن "الكثير من الناس يريدون مني أن أفعل ذلك، وأن أترشح لانتخابات 2028، لكنني أقول لهم ببساطة إن أمامنا طريق طويل".
وقبل ذلك، طرح ترامب بسخرية فكرة احتمال الترشح لولاية ثالثة، في مزحة أمام اجتماعات للمشرعين الجمهوريين في مجلس النواب، بعد أسبوع من فوزه بالانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقال "أظن أنني لن أترشح مرة أخرى إلا إذا فعلتم شيئا، سيكون ذلك أمرا جيدا علينا فقط معرفة ذلك".
طبقا للدستور الأميركي ، وتحديدا التعديل رقم 22، يُمنع الرؤساء الأميركيون ممن خدموا فترتين في البيت الأبيض، من الترشح لفترة حكم ثالثة، وهو ما احترمه الرؤساء الأميركيون كلهم منذ إقرار التعديل في بداية خمسينيات القرن الماضي.
وجاء نص الدستور متضمنا لغة واضحة وصريحة، "لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس لأكثر من دورتين، كما لا يجوز لأي شخص تقلد منصب الرئيس أو قام بمهام الرئيس لأكثر من سنتين من أصل مدة ولاية انتخب لها شخص آخر رئيسا، أن ينتخب لمنصب الرئيس لأكثر من دورة واحدة".
ومع عدم إغلاق ترامب الجدل حول سيناريو ترشحه لفترة حكم ثالثة، لم يعلن رفضه الصريح لهذه المقترحات، بل عرض مؤخرا قبعات كُتب عليها "ترامب 2028″على مكتبه في البيت الأبيض، وقال إنه لم يكن يمزح بشأن السعي لفترة رئاسية ثالثة، على الرغم من أن الدستور الأميركي يحظرها، لكنه أضاف أنه من السابق لأوانه التفكير في ذلك.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة