في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تكشف استقالة عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري مارجوري تايلور غرين من الكونغرس عن واحدة من أعمق الهزّات داخل معسكر ماغا منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ، إذ لم تعد هذه الحركة كتلة صمّاء تدور حول زعيمها كما بدت أول مرة بقدر ما باتت مرآة لانقساماته وتناقضاته الداخلية.
وفي مقال رأي، يشير مجلس تحرير صحيفة واشنطن بوست إلى أن استقالة غرين تأتي بعد أن خالفت ترامب -في مسألة نشر ملفات الملياردير الراحل جيفري إبستين المُدان بارتكاب جرائم جنسية- فهدّد الرئيس بدوره بدعم منافس لها في انتخابات الحزب التمهيدية التي ستُجرى العام المقبل.
ويشير المقال إلى أن غرين لا ترى مستقبلاً مستقراً للحزب تحت قيادة ترامب، وتتوقع خسارة الجمهوريين مجلس النواب في منتصف المدة، كما لا ترغب في قضاء عام آخر في دفاع سياسي مرهق عن ترامب وهو يواجه محاولة عزل جديدة.
وتُطرح تساؤلات حول مدى عدالة قرارها بحق ناخبي دائرتها بولاية جورجيا الذين انتخبوها لتمثيلهم لعامين، وهم يرونها الآن تغادر مقعدها في الكونغرس طواعية بعد عام واحد فقط.
ورغم أن أزمة إبستين فجرت الخلاف، فقد أظهرت غرين بوادر استقلالية منذ أشهر. إذ خالفت حزبها ودعمت تمديد إعانات قانون الرعاية الصحية المعروف باسم "أوباما كير" خلال فترة الإغلاق الحكومي .
كما أنها تشكك في الذكاء الاصطناعي ، وتعارض جهود الإدارة الرامية إلى تجاوز شبكة القوانين المتفاوتة التي تعتمدها الولايات لتنظيم هذه التكنولوجيا.
وقد اتخذت مواقف عدائية تجاه إسرائيل وأوكرانيا ومنح تأشيرات للعمالة الأجنبية المهرة، إضافة إلى رفضها تردّد ترامب بشأن قضية الإجهاض.
ويرى المقال أن أداء ترامب في السنة الأولى من ولايته الثانية كشف تناقضات كبيرة في سياساته الاقتصادية والخارجية، مما أدى إلى انقسام مصالح القاعدة الجمهورية.
ويسوق مجلس تحرير الصحيفة مثالا على ذلك بأن مجتمع الأعمال يستفيد من التخفيضات الضريبية لكنه يرفض أساليب ترامب الضاغطة. ويطالب المزارعون بدعم حكومي بسبب تقلّص الأسواق، في حين بدأت النقابات تدرك أن الرسوم الجمركية تضر بالعمال. ويلفت المقال أيضا إلى أن مؤسسات محافظة عريقة سمحت للأصوات المتطرفة بإزاحة التيار المعتدل.
غير أن غرين البالغة من العمر 51 عاما لا تستبعد العودة إلى معترك السياسة، وقد تطلق حملة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض غمار انتخابات الرئاسة عام 2028، لكن الصحيفة ترى أن فرص نجاحها ضئيلة.
وإذا تباطأ الاقتصاد، فقد تقدم نفسها مرشحة من خارج الحزب الجمهوري في مواجهة جيه دي فانس نائب الرئيس، بحسب المقال.
ويختتم مقال "واشنطن بوست" بالإشارة إلى أن انتظار غرين حتى 5 يناير/كانون الثاني المقبل، وهو الموعد الذي تصبح فيه استقالتها نافذة المفعول رسميا، يضمن لها معاشاً تقاعدياً مدى الحياة، في تناقض مع خطابها المعادي لامتيازات السياسيين.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة