آخر الأخبار

تايلند تشدد قواعد التأشيرات بعد تجاوزات إسرائيلية مزعجة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

القدس المحتلة- تشهد تايلند في الأشهر الأخيرة تصاعدا في الشكاوى من سلوكيات وصفت بأنها "الظاهرة الإسرائيلية القبيحة" أو "الإسرائيلي القبيح في تايلند "، مع تزايد الحوادث التي تورط فيها سياح ومقيمون إسرائيليون منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة .

وسجلت السلطات المحلية في تايلند وقائع شجارات جماعية، وتعاطي مخدرات، وممارسات جنسية في أماكن عامة، إضافة إلى سرقة تبرعات من صالون تدليك، مما دفع الشرطة المحلية إلى إعلان نفاد صبرها حيال هذه التجاوزات.

كما اشتكى بعض مطوري العقارات في تايلند من تعرضهم لممارسات تضليل أو استغلال من قبل إسرائيليين استوردوا أساليب "الالتفاف والتوافق" المعروفة في سوق العقارات لديهم، مما أدى إلى مساءلات قانونية واستياء واسع.

في أعقاب سلسلة المخالفات والفضائح التي تورّط فيها سياح إسرائيليون، بدأت تايلند بتغيير سياستها التي كانت تسهل الإقامة الطويلة لهم، إذ شددت السلطات مؤخرا لوائح التأشيرات، مما يعني أن الكثير من الإسرائيليين الذين اعتمدوا لسنوات على تجديد التأشيرة تلو الأخرى سيضطرون الآن إلى تسوية أوضاعهم القانونية أو العودة إلى إسرائيل.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن هذه الإجراءات الجديدة تعكس رغبة متزايدة لدى السلطات التايلندية بوضع حد للفوضى والسلوكيات المسيئة التي أثارت استياء شعبيا واسعا.

سلوكيات غير لائقة

تتصاعد في تايلند موجة الغضب الشعبية ضد السياح الإسرائيليين، مع تكاثر الشكاوى بشأن ما يصفه السكان المحليون بسلوك "متعجرف" وافتقار لاحترام العادات والتقاليد التايلندية، على ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت".

فقد انتشرت مؤخرا مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي تظهر إسرائيليين وهم يطالبون بخدمات مجانية، ويتجاهلون القواعد الثقافية، ويتصرفون بما يصفه التايلنديون بـ"الغطرسة الثقافية"، وفي أحد المقاطع على منصة " تيك توك "، قال مستخدم تايلندي إن الإسرائيليين "يريدون كل شيء بلا مقابل ويتصرفون بوقاحة".

إعلان

وفي فيديو آخر، وصف ناشط تايلندي السائح الإسرائيلي بأنه "متعجرف روحانيا"، مشيرا إلى التناقض بين خلفيته العسكرية ورحلاته "التأملية" في آسيا، مؤكدا أن بلدة باي، التي كانت وجهة للراغبين في الهدوء، تحوّلت إلى مساحة تعمها الفوضى بفعل السلوك الفظ والفضائح لبعض السياح الإسرائيليين.

وضبط زوجان إسرائيليان وهما يمارسان الجنس عند شلال شهير في تايلند، وفق ما أفادت صحيفة "معاريف"، في حادثة أثارت غضبا واسعا بين السكان المحليين والسياح الأجانب، وجاءت لتنضاف إلى سلسلة من السلوكيات غير اللائقة التي تورط فيها سياح إسرائيليون خلال الأشهر الأخيرة.

وذكرت الصحيفة أن السلطات التايلندية ألقت القبض، قبل أيام، على الزوجين عند شلال "وانغ ساي" في جزيرة كوبنغان، بعد تداول مقطع مصور يظهرهما خلال ممارسة الجنس بشكل علني في وضح النهار، أمام أعين سياح محليين وأجانب.

واعترف الزوجان خلال التحقيق بأن الفيديو المتداول يوثّق الحادثة بالفعل، متجاهلين وجود الزوار في المكان. ووجّهت إليهما الشرطة اتهامات بارتكاب "فعل مُشين علنا" وأعمال غير لائقة في مكان عام، قبل إحالتهما لمزيد من الإجراءات القانونية وترحيلهما.

كما ألقت شرطة الهجرة التايلندية -هذا الأسبوع- القبض على عوز أبوديان (30 عاما) في جزيرة كوه ساموي بعد انتهاء تصريح إقامته، بناء على طلب إسرائيلي للاشتباه في إدارته مخططا لبيع تذاكر مزورة لفعاليات موسيقية ورياضية، مما تسبب في خسائر بملايين الشواكل.

ووفق صحيفة "يسرائيل هيوم"، واصل أبوديان نشاطه الاحتيالي من تايلند، حيث تنقّل بين كوه ساموي وفوكيت وباتايا لتفادي رصده. وخلال التحقيق، اعترف ببيع التذاكر المزوّرة، وعثرت الشرطة في هاتفه على نماذج لتذاكر مزيفة جديدة. وهو محتجز حاليا بانتظار الترحيل إلى إسرائيل لمحاكمته.

مصدر الصورة السلطات التايلندية شددت شروط الحصول على التأشيرات طويلة المدى اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي (غيتي)

تغيير شروط التأشيرات

تشهد تايلند في الآونة الأخيرة تناميا لظاهرة ما يعرف بـ"الإسرائيلي القبيح"، إذ بات سلوك عدد من الشباب الإسرائيليين خارجا عن السيطرة، وفق تقرير مصوّر بثّته القناة 13 الإسرائيلية.

فمع تزايد الإقبال على تايلند كوجهة رئيسية للرحلات الطويلة، بدأ بعض الزوار يتصرفون بفظاظة واستعلاء تجاه السكان المحليين، مما ينعكس سلبا على معيشتهم ويثير استياء واسعا بين التايلنديين.

ويحذر التقرير من أن استمرار هذه السلوكيات المزعجة، من إحداث الفوضى إلى تجاهل القوانين والعادات، قد يضع مستقبل هذه الوجهة السياحية المفضلة لدى الإسرائيليين على المحك، في ظل تزايد الدعوات المحلية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة بحق المخالفين.

وحيال سلسلة الفضائح والمخالفات، قررت السلطات في تايلند تشديد إجراءات قواعد الحصول على التأشيرات والإقامة للإسرائيليين، وعليه يواجه آلاف الإسرائيليين المقيمين في تايلند -بحسب صحيفة "ذا ماركر"- تحديا متصاعدا، بعد أن شددت السلطات التايلندية -اعتبارا من 13 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي- شروط الحصول على التأشيرات طويلة المدى.

إعلان

ووفق القرارات الجديدة -التي استعرضتها الصحيفة الإسرائيلية- لن يسمح بتمديد التأشيرة السياحية للإسرائيليين إلا مرتين سنويا، الأولى لمدة 30 يوما، والثانية لـ7 أيام فقط، على أن يكون التمديد متاحا للقادمين جوا فقط، وبعد قضاء يوم واحد على الأقل في بلد آخر.

"إسرائيل مصغرة"

يشكل هذا التغيير في قواعد التأشيرات الجديدة وإعادة النظر في قواعد الإقامة -بحسب مراسلة صحيفة "ذا ماركر" كيم لاجازييل- "ضربة قوية للعائلات الإسرائيلية والعاملين عن بعد"، الذين اعتمدوا طوال السنوات الماضية على أسلوب "التنقل بين التأشيرات"، عبر الخروج من إسرائيل ثم العودة إليها لتجديد الإقامة.

وتقول لاجازييل إن هناك عدد من الإسرائيليين في تايلند يندرجون ضمن فئة "المهاجرين المشكوك في أمرهم"، فهم ليسوا سائحين تقليديين ولا مهاجرين نقلوا جميع ممتلكاتهم أو استقروا بشكل دائم.

وتضيف الصحفية الإسرائيلية أنه "حتى الآن، كانت تايلند تسمح لهم بالإقامة الطويلة تقريبا، مع تاريخ عودة مفتوح"، مما جعل الإسرائيليين يستفيدون من تكلفة معيشية منخفضة، وجودة حياة عالية، بخدمات غربية، ورعاية طبية جيدة، وخيارات ترفيهية واسعة.

وأوضحت أنه كان يكفيهم اتباع ما يعرف بـ"رحلة التأشيرة" ليوم واحد فقط عبر دولة مجاورة للتمديد، مما مكّن الكثير منهم من البقاء لفترات طويلة جدا.

وأشارت إلى أن عددا كبيرا من الإسرائيليين وغيرهم استفاد من نظام التأشيرة المرنة في تايلند لتأسيس أعمال وعقارات وروابط عائلية، حيث حوّل النازحون من شمال وجنوب إسرائيل خلال الحرب على غزة، جزر كوه فانجان وكوه ساموي إلى ما يشبه "إسرائيل مصغرة"، قبل تشديد السلطات في بانكوك القيود على منح التأشيرات والإقامة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا