آخر الأخبار

التحركات العسكرية تتسارع.. هل نحن على أعتاب مواجهة عالمية؟

شارك
أجواء الحرب تخيم على العالم وسباق تسلح تقوده الدول الكبرى

تتسارع اليوم التحركات العسكرية في مختلف مناطق العالم، في ظل سباق تسلح عالمي يعكس صراع النفوذ بين القوى الكبرى، إلا أن التحليلات العسكرية تشير إلى أن الحديث عن حرب عالمية ثالثة ما زال مبالغاً فيه، رغم التوترات الحالية بين الولايات المتحدة وروسيا والصين.

هذا ما أكده الأستاذ الزائر في حلف الناتو والأكاديمية الملكية العسكرية ببروكسيل، سيد غنيم، خلال حديثه لـ"التاسعة" على سكاي نيوز عربية، موضحاً الفروق الجوهرية بين تصاعد سباق التسلح والتحضير المباشر للحرب.

المبالغة في التشبيهات التاريخية

وأشار غنيم إلى أن المقارنة بين الوضع الراهن ووضع عام 1939، كما وصفه وزير الحرب الأميركي بيت هكسيث، مبالغ فيها، مؤكداً أن الحرب العالمية تتطلب وجود تحالفين متنافسين على نطاق عالمي، وهو ما لا يتوافر حالياً.

وأضاف: "حتى إذا تدخل الناتو أو الولايات المتحدة ضد روسيا، فلن يكون هذا حرباً عالمية، لأن الحرب العالمية لها صفتان أساسيتان: تحالف ضد تحالف، ونشوب النزاع على أكثر من رقعة جغرافية".

التجارب النووية.. استعراض قوة وليس تحضيراً للحرب

وتناول غنيم مسألة التجارب النووية، معتبراً أن إشارات التصعيد النووي بين القوى الكبرى جزء من "استعراض القوة" وليس تحضيراً لحرب وشيكة.

وأوضح أن التجارب النووية الفعلية كانت بعد الحرب العالمية الثانية، وانتهت مع انهيار الاتحاد السوفيتي، ما يشير إلى أن الحديث عن حرب عالمية ثالثة لا يستند إلى واقع عسكري ملموس.

الصين: تطوير القدرات مع ضبط الاستراتيجية

فيما يخص الصين، أوضح الخبير العسكري أن بكين تتقدم بسرعة ملحوظة في المجال العسكري، لا سيما في تطوير قدراتها البحرية والجوية، لكن هذه السرعة لا تعني الاستعداد لإعلان حرب عالمية.

وأوضح أن الصين لن تستخدم القوة إلا في أربعة سيناريوهات محددة: حدوث اضطرابات داخلية كبيرة، إعلان إقليم انفصالي مثل تايوان، تعرض مصالحها الدولية للتحرش العسكري، أو توحد الكوريتين.

وأضاف أن استراتيجيتها العسكرية الحالية تركز على الردع وحماية مصالحها، وليس على فتح صراع عالمي.

التفاوت العسكري بين الصين والولايات المتحدة

وأشار غنيم إلى أن الصين تركز على تعزيز قدراتها العسكرية بوتيرة أسرع مقارنة بالماضي، مع الحفاظ على تحرك اقتصادي سريع، لكنها لا تزال بعيدة عن تحقيق توازن حقيقي مع الولايات المتحدة من حيث القدرة العملياتية والخبرة في تشغيل حاملات الطائرات والطائرات النووية.

وأوضح أن الصين تمتلك ثلاث حاملات طائرات حديثة، مقابل 11 حاملة أميركية، مع فارق كبير في الخبرة التشغيلية والتدريب العسكري المستمر.

روسيا.. تحالفات محدودة وتجنب الصراع العالمي

أما روسيا، بحسب غنيم، فتعتمد على تحالفات محدودة، أبرزها تحالف الأمن الجماعي، وهي ليست جزءاً من تحالفات عسكرية عالمية واسعة، ما يقلل من احتمالية نشوب حرب شاملة.

وأكد أن روسيا والصين تعملان في إطار سباق تسلح محدود، يعكس التنافس على النفوذ والموارد، لا الاستعداد المباشر للحرب.

"الكرات الملونة".. ديناميكية النفوذ الإقليمي

ولفت الخبير العسكري إلى أن التنافس الحالي بين القوى الكبرى يظهر جلياً في مفهوم "الكرات الملونة"، حيث تمثل كورات الزرقاء القوى الغربية، وكورات حمراء المعسكر الشرقي، في حين تتخذ دول الخليج ومصر والأردن وشمال أفريقيا موقع الكرات الخضراء، التي تحاول الحفاظ على مرونتها الاستراتيجية والتفاعل مع الجميع وفق مصالحها الوطنية.

وأضاف أن هذا التشابك الاستراتيجي يعكس التنافس على الموارد والطاقة، وليس بالضرورة مساراً نحو الحرب الشاملة.

الاستثمار العسكري.. النفوذ التجاري قبل القتال

وفي هذا السياق، أكد غنيم أن الاستثمار العسكري والتسليح ليس موجهاً بالضرورة للاستخدام المباشر، بل لتعزيز النفوذ والقدرة على التصنيع والتصدير، مشيراً إلى أن المعارض العسكرية العالمية، مثل معرض كوريا الأخير، توضح أن الهدف الأساسي هو التنافس التجاري والتكنولوجي بقدر ما هو استعداد قتالي مباشر.

التوازن بين التسلح والدبلوماسية

ختاماً، يشدد التحليل العسكري على أن التوترات الحالية بين الولايات المتحدة وروسيا والصين تعكس سباق تسلح متسارع، لكنه ليس مؤشرًا حتميًا على اندلاع حرب عالمية ثالثة، بل تعبير عن صراع نفوذ اقتصادي واستراتيجي، يتم موازنته عبر الدبلوماسية والمصالح المتبادلة، مع إبقاء احتمالات الحروب الإقليمية والوكالة محدودة ومقيدة.

هذا الواقع يعكس تحولات معقدة في السياسة الدولية، تجمع بين القوة العسكرية، والتكنولوجيا، والتحالفات الاستراتيجية، مع مراعاة أن التهديدات الكبرى لا تُترجم بالضرورة إلى صراع شامل، بل تبقى في إطار لعبة النفوذ والمصالح الدولية.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا