قالت مصادر عسكرية سودانية -اليوم الأحد- للجزيرة إن الجيش أخلى مقر قيادة فرقة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في حين أعلنت قوات الدعم السريع عن بسط سيطرتها على المدينة.
وأضافت المصادر أن الجيش أخلى مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة بالفاشر، وانسحب مع قوات تابعة للقوة المشتركة للحركات إلى حي الدرجة الأولى ومحيط جامعة الفاشر. وأوضح أن قواتنا انسحبت من بعض مواقعها في الفاشر لأسباب تكتيكية وسنستعيد السيطرة عليها.
وأعلنت قوات الدعم السريع -صباح اليوم- سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر مدينة كبيرة كانت بين أيدي الجيش، وذلك بعد حصار استمرّ أكثر من عام.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان "تم بسط السيطرة على مدينة الفاشر، وذلك بعد معارك بطولية تخللتها عمليات نوعية وحصار أنهكت العدو ومزّقت خطوط دفاعه وأوصلته إلى الانهيار التام".
بدورها ذكرت لجان مقاومة الفاشر (شعبية مدنية)، في بيان، أن قائد الفرقة السادسة مشاة محمد خضر يقود المعركة الحالية في الفاشر.
وأوضحت أن المدينة تشهد قتالا عنيفا تدافع فيه قوات الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة والمقاومة الشعبية عن الفاشر، مؤكدة أنه "لم يبقَ لأهل الفاشر حصن وملاذ أخير.. سوى السلاح والمقاومة في مواجهة المليشيات الإرهابية"، نافية أن يعني السيطرة على مقرّ الجيش سقوط الفاشر بأكملها.
وفي حال سقوط الفاشر، سيعني ذلك سيطرة الدعم السريع على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس، وتقسيم البلاد بين شرق يسيطر عليه الجيش وغرب تحت سيطرة الدعم السريع.
وأظهرت مقاطع مصوّرة نشرتها قوات الدعم السريع مقاتليها يحتفلون إلى جانب لافتة كُتب عليها "مقر الفرقة السادسة"، فيما أظهرت مقاطع أخرى مركبات للجيش تغادر المقرّ.
من جانبها، قالت وزيرة الدولة السودانية للرعاية الاجتماعية سليمى إسحاق للجزيرة إن آلاف المدنيين يتعرضون لمخاطر كبيرة في الفاشر، مضيفة أن الحرب التي تشنها مليشيا الدعم السريع موجهة ضد المدنيين.
وحمّلت إسحاق من سمتهم المتهاونين بالمجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث بالفاشر.
بدورها، أعلنت شبكة أطباء السودان ، في بيان، مقتل ممرض وإصابة 3 من الكوادر الطبية في قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع لمستشفى الفاشر.
وعدت الشبكة استهداف المستشفيات والمرافق الصحية جريمة حرب وانتهاكا صريحا للقانون الدولي الإنساني، وامتدادا لسلسلة الاعتداءات التي تُمارسها الدعم السريع بحق المدنيين والقطاع الصحي في دارفور.
ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعاجل لحماية المدنيين في الفاشر، والذين يتم قصفهم بصورة مكثفة منذ فجر اليوم بكل أنواع الصواريخ الموجهة.
وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ 10 مايو/أيار 2024، في حين يسعى الجيش السوداني لكسر الحصار عن المدينة، التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وحذّرت منظمات أممية في بيان مشترك الخميس من تفاقم الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور حيث "تعيش مجموعات بأكملها في ظروف تتنافى مع الكرامة".
ودعت الوكالات الأربع، وهي المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ، إلى "عناية دولية عاجلة بالأزمة في السودان لمعالجة المعاناة الهائلة والمخاطر المتزايدة التي تواجه السكان".
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح 340 شخصا، الأحد، من قرية أم بشار، غرب مدينة الرهد بولاية شمال كردفان وسط السودان، نتيجة تفاقم انعدام الأمن عقب هجمات لقوات الدعم السريع بالمنطقة.
وأفادت المنظمة، في بيان، أن الأشخاص نزحوا إلى مناطق مفتوحة في مواقع متفرقة داخل محلية الرهد، جنوبي شمال كردفان.
كما أفاد شهود عيان، بأن قرية أم بشار، تعرضت لهجوم من قوات الدعم السريع، الأحد، تصدت له قوات الجيش.
وذكر الشهود أن الهجوم جرى بعربات قتالية، وهو الثاني خلال يومين، حيث تعمل الدعم السريع على إحكام سيطرتها على المناطق المحيطة بمدينة الرهد.
وفي 17 فبراير/شباط الماضي، أعلن الجيش السوداني سيطرته على مدينة الرهد، بعد معارك عنيفة مع الدعم السريع.
وتبعد الرهد، نحو 30 كيلومترًا غرب مدينة الأُبَيِّض عاصمة ولاية شمال كردفان، وتتميز المدينة بموقع إستراتيجي ومحطة رئيسية لخط سكك حديد السودان الذي يربط غرب البلاد بمدن الشرق والوسط.
المصدر:
الجزيرة