عشرات الماليزيين يتظاهرون مطالبين برفع الحصار عن غزة ومحاسبة الداعمين للاحتلال قبل أيام من زيارة الرئيس الأمريكي للمشاركة في قمة آسيان.. المزيد من التفاصيل مع مراسل الجزيرة سامر علاوي#مراسلو_الجزيرة #حرب_غزة pic.twitter.com/iZFmC3IZjE
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 25, 2025
كوالالمبور- تصدّرت قضايا الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي أجندة مؤتمر وزراء خارجية منظمة دول جنوب شرق آسيا المعروفة بـ" آسيان "، الذي التأم اليوم السبت عشية انعقاد الدورة الـ47 لقمة المنظمة في العاصمة الماليزية كولالمبور .
وتركزت كلمات وزراء خارجية "آسيان" في افتتاح المؤتمر على تعزيز آليات التعاون في مجالات الدفاع والأمن والنظام والمؤسسات القضائية بهدف الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة جنوب شرق آسيا.
ويُنتظر أن يوقع رئيسا وزراء كمبوديا و تايلند اتفاقية سلام برعاية الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الماليزي على هامش القمة التي تبدأ غدا الأحد، وهو ما دعا محللين سياسيين إلى القول إن زيارة الرئيس دونالد ترامب احتفالية، ولن تتطرق مباحثاته إلى صميم القضايا الرئيسية بين "آسيان" و الولايات المتحدة ، لا سيما الرسوم الجمركية.
ولدى افتتاحه مؤتمر وزراء خارجية "آسيان" دعا وزير الخارجية الماليزي محمد حسن، الدول المطلة على بحر جنوب الصين إلى الالتزام بقواعد السلوك للملاحة، والانخراط في حوار جاد لمعالجة النزاعات الحدودية.
وكانت دول آسيان والصين قد توصلت إلى إعلان قواعد السلوك عام 2012، بهدف تجنب التصعيد وتسهيل سير خطوط الملاحة البحرية في مناطق التماس، إلا أن الصين والدول الشريكة في البحر بقيت على خلافاتها بشأن الحدود البحرية ومناطق النفوذ الاقتصادي، لا سيما فيما يتعلق بما يعرف بـ"الخطوط الصينية التسعة" التي تعتبرها بكين حدودا خاصة بها.
وحذّر وزير الخارجية الماليزي من تداعيات أزمة ميانمار على دول الإقليم، ومن اتساع نطاق الأزمة لتشمل دول الإقليم ما لم تتدخل آسيان لإيجاد حل، وقال إن "أزمة ميانمار تنذر بالاتساع على شكل الجريمة العابرة للحدود، وتدفق اللاجئين، واضطراب اقتصادي واجتماعي يطول جميع الدول الأعضاء".
ودعا "آسيان" إلى متابعة تنفيذ ما توصلت إليه من قبل بشأن معالجة أزمة ميانمار، في إشارة إلى إجماع دول المنظمة على مجموعة نقاط تشمل:
ولكن الوزير حسن أردف أن الحل يجب أن ينبع من شعب ميانمار، وأنّ تدخل "آسيان" ينبغي أن يكون بحرص لا بالقوة، مؤكدا أنه لا خيار أمام المنظمة، التي تترأسها بلاده حاليا، سوى التصميم والانخراط بمسؤولية.
وأشار إلى أن انعدام الثقة بين أطراف النزاع في ميانمار يجعل من الصعب التوصل إلى مصالحة في المنظور القريب وذلك بقوله "في ظل انعدام الثقة على الأرض فإن المصالحة لن تتم بين عشية وضحاها، وستكون عملية طويلة، ويجب أن يضطلع بها شعب ميانمار وتدعمها آسيان، وهو طريق يُعبّد بالإقناع لا بالإكراه".
وفي الشأن الفلسطيني، قال وزير الخارجية الماليزي إن إسرائيل دمّرت الحياة في قطاع غزة ، وإن الخروج من الكارثة يستدعي تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.
وأضاف أن "آسيان" ترحب بالتوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة، وتنفيذ المرحلة الأولى ل خطة ترامب الشاملة لإنهاء النزاع في غزة، والتي اعتبرها خطوة مهمة للأمام، معربا عن أمله في أن تقود إلى تمكين الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.
وتناقش قمة آسيان، والدول التي ترتبط معها باتفاقيات شراكة وتعاون، قضايا التعاون الاقتصادي وأزمة الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة.
واعتبر وزير التجارة الماليزي، ظفرول عبد العزيز، أن الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس ترامب أثّرت على جميع دول "آسيان" باعتبارها كتلة اقتصادية موحدة ومهمة.
وأشار -في مقابلة مع قناة الجزيرة الإنجليزية- إلى أن دول "آسيان" رفضت الرسوم الجمركية غداة إعلانها فيما عرف بيوم الحرية، إلا أنها تجنّبت الرد بالمثل، وفتحت المجال للحوار والتفاوض.
وتوقع الوزير الماليزي التوصل إلى اتفاق في محادثات "آسيان" والولايات المتحدة الجارية، حيث انضم وزير التجارة الأميركي هاوود ليتنيك إلى اجتماعات وزراء الاقتصاد والتجارة في المنظمة، والمنعقدة على هامش القمة.
بيد أن وزير التجارة الماليزي، أكد حرص دول "آسيان" على البحث عن بدائل وتوسيع خطوط التجارة مع مختلف الكتل الاقتصادية في العالم مثل بريكس و الاتحاد الأوروبي ودول مجلس تعاون الخليج العربية.
وأشار ظفرول عبد العزيز إلى أن دول آسيان لا تتوقع أن تجد نفسها منجرّة إلى الأجندة الأميركية، بينما تحاول موازنة علاقاتها مع الصين والكتل الاقتصادية الأخرى.
ولفت إلى أن بعض القطاعات التجارية تأثّرت بشكل كبير بسبب الرسوم التجارية، كقطاع الأثاث، حيث تراجعت صادرات ماليزيا للولايات المتحدة من 50% إلى 10%، وأكد أن ماليزيا تسعى للحفاظ على قطاعي الإلكترونيات وأشباه الموصّلات (ناقلات التيار الكهربائي) من تأثير سياسة الرئيس ترامب الجمركية.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة