في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
عمّان – بينما يستعد أهالي قطاع غزة لمرحلة ما بعد الحرب عقب إعلان وقف إطلاق النار ، تشهد العاصمة الأردنية عمّان نشاطا إنسانيا مكثفا تقوده منظمة "هيومن أبيل" العالمية للإغاثة، بمشاركة عشرات المؤثرين من الشرق الأوسط ، وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية، وكندا.
وتهدف المبادرة إلى تجهيز آلاف الطرود الغذائية، تمهيدا لإرسالها إلى القطاع المحاصر عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، في خطوة تعكس استمرار التضامن العالمي مع غزة رغم حجم الدمار.
وتشمل الحملة الحالية التي تنفذها منظمة "هيومن أبيل" في الأردن سلسلة من الأنشطة الميدانية لإعداد الطرود الغذائية قبل إرسالها إلى غزة، ومن هذه الأنشطة زيارة الفرق الإغاثية مستودعات "برادات راما" المتخصصة في تجهيز لحوم الأضاحي المعلبة، حيث جرى خلال المشروع تعليب اللحوم في عبوات صالحة للتخزين مدة سنتين، تمهيدا لشحنها قريبا ضمن الحصص الغذائية المخصصة لأهالي غزة.
وتُعد منظمة هيومن أبيل من أبرز المنظمات الدولية العاملة في غزة منذ سنوات، إذ نفذت برامج إغاثية وتنموية متكاملة للفئات الأكثر احتياجا في ظل الحصار وتبعات الحروب المتكررة على غزة، وخلال العدوان الأخير على قطاع غزة قدمت المنظمة ما يزيد على 8 ملايين وجبة طعام ساخنة، و104 سلات غذائية، للأسر المتضررة في مختلف مناطق القطاع.
كما عملت "هيومن أبيل" على تحسين واقع المياه والصرف الصحي بإنشاء محطة لتحلية المياه وصيانة الشبكات المتضررة، إلى جانب توفير الأدوية والمستلزمات الطبية ودعم المستشفيات والعيادات الميدانية.
وتولي المنظمة اهتماما خاصا بفئة الأطفال والأيتام، إذ تكفل آلاف الأيتام وتؤمن لهم الرعاية المعيشية والتعليمية، وتشمل الجهود توزيع الحقائب واللوازم المدرسية لضمان استمرار العملية التعليمية بعد الدمار الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية.
وتعمل "هيومن أبيل" أيضا على توفير المأوى المؤقت للعائلات التي فقدت منازلها بتوزيع الخيام والبطانيات، والمساهمة في إصلاح المساكن المتضررة، معتمدة على حملات تبرع جماهيرية ومبادرات إعلامية يقودها مؤثرون من أنحاء العالم لدعم استمرارية العمل الإنساني داخل القطاع.
تقول فرح الشمعة، مدير التواصل الاجتماعي في المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط، "جئنا إلى الأردن من عدة دول أوروبية ومن الولايات المتحدة الأميركية لنكون جزءا من حملة إنسانية عاجلة لأهل غزة، للعمل على تجهيز آلاف الطرود الغذائية التي ستُرسل عبر الهيئة الخيرية الهاشمية خلال الأيام المقبلة".
وتضيف فرح في حديثها للجزيرة نت، أن هذه الحملة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، إذ "يحتاج الناس في قطاع غزة اليوم، -بعد توقف الحرب-، إلى المساعدات الغذائية أكثر من أي وقت مضى"، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار لا يعني انتهاء الأزمة الإنسانية، بل ربما بدايتها.
من جانبه، أوضح إسلام إبراهيم، مدير التواصل العالمي في منظمة هيومن أبيل، أن الحملة شهدت مشاركة مؤثرين من أوروبا وأميركا جاؤوا إلى الأردن بهدف دعم الجهود الإغاثية وجذب مزيد من التبرعات للقطاع.
وقال للجزيرة نت، إن "وجود المؤثرين معنا يهدف إلى تسليط الضوء على المأساة الإنسانية في غزة، ونقل الصورة الحقيقية لمتابعيهم في العالم، بما يسهم في إبقاء القضية على أجندة الرأي العام الدولي".
وأضاف أن هذه القافلة تأتي امتدادا لسلسلة طويلة من الحملات التي أطلقتها المنظمة دعما لأهالي القطاع منذ سنوات، مشيرا إلى أن "هيومن أبيل" كانت حاضرة في غزة منذ الأيام الأولى للأزمة وقدمت خلالها آلاف الوجبات والطرود الغذائية للأسر المتضررة.
وكشف القائمون على منظمة "هيومن أبيل"، في حديثهم للجزيرة نت، أن المنظمة أنجزت خلال العامين الماضيين في قطاع غزة ما يلي:
وفي الوقت الذي تتسابق فيه المؤسسات الإغاثية الأوروبية والعربية إلى تقديم الدعم، تحاول هذه الجهات الاستفادة من الزخم الشعبي العالمي المتعاطف مع الفلسطينيين عقب الحرب الأخيرة، ومن المساحة المتاحة حاليا للتحرك الإنساني قبل أن تتقلص من جديد بسبب تعقيدات الواقع الميداني والسياسي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خيركم من أطعم الطعام "
تبرع لتوفير #طرد_غذائي #لغزة الآن!#هيومان_أبيل— Human Appeal AR – هيومان أبيل بالعربية (@HumanAppealAR) May 12, 2024
ويرى ناشطون أن ما يجري في عمّان اليوم لا يقتصر على تجهيز شاحنات المساعدات فحسب، بل يُعد رسالة رمزية بأن التضامن الإنساني لا يزال قادرا على العبور رغم القيود، وأن الجهود الشعبية والمؤسسية يمكن أن تشكل طوق نجاة لأهالي غزة الذين يواجهون خطر الجوع والبرد مع اقتراب فصل الشتاء.