في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية، اليوم الثلاثاء، أن حماس ملتزمة بشكل كامل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بوساطة إقليمية ودولية، مشيرا إلى أن الجهود متواصلة لاستخراج جثامين الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
أبدى الحية ارتياحه بشأن تطمينات من الوسطاء والرئيس الأميركي دونالد ترامب، تؤكد انتهاء حرب غزة.
وقال الحية: "ما سمعناه من الوسطاء ومن الرئيس الأميركي يطمئننا أن الحرب في غزة انتهت".
وتابع: "نؤكد أن الإرادة الدولية برعاية ترامب هي الضامن لإنجاز اتفاق السلام".
وأوضح الحية أن "التظاهرة الدولية الكبرى التي رعتها مصر بحضور الرئيس الأميركي تؤكد أن الحرب في غزة انتهت"، في إشارة إلى مؤتمر السلام في شرم الشيخ الذي عقد في وقت سابق من أكتوبر الجاري.
فيما قال الحية في تصريح صحفي حصلت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن "حركة حماس جادة في استخراج جثامين جميع المحتجزين من الأسرى الإسرائيليين"، موضحا أن "الجهود ما تزال تواجه صعوبات بالغة بسبب الدمار الواسع الذي خلفته الحرب في مناطق متعددة من قطاع غزة".
وأضاف أن ما سمعته الحركة من الوسطاء والرئيس الأميركي "يبعث على الاطمئنان بأن الحرب في غزة انتهت"، مؤكدا أن لدى حماس "إرادة قوية لتنفيذ اتفاق وقف الحرب بشكل كامل"، بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية الأخرى.
وأشار الحية إلى "أن الحركة تأمل في زيادة كميات المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع لتلبية احتياجات السكان المتضررين من الحرب"، مؤكدا في الوقت ذاته "أن حماس تتعامل بإيجابية مع كل الجهود الدولية الهادفة إلى تثبيت وقف إطلاق النار واستعادة الحياة المدنية تدريجيا في غزة".
تأتي تصريحات الحية بعد نحو أسبوعين من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، بعد حرب استمرت أكثر من عامين وأدت إلى دمار واسع في أنحاء قطاع غزة وسقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وفقا لبيانات رسمية فلسطينية.
ويتضمن الاتفاق عدة بنود أبرزها تبادل الأسرى والمحتجزين وتسليم جثامين القتلى من الجانبين، إضافة إلى توسيع إدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى القطاع وبدء الترتيبات الخاصة بإعادة الإعمار.
وتعتبر قضية جثامين الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في غزة إحدى أكثر الملفات حساسية في المفاوضات بين الجانبين. وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن الحركة تحتجز جثامين عدد من الجنود منذ سنوات، بينما تقول حماس إن بعض الجثامين لا تزال تحت أنقاض المناطق المدمرة ما يصعب عملية استخراجها.
وبحسب تقارير إسرائيلية ودولية، فإن الوسطاء الإقليميين، خاصة قطر ومصر يواصلون جهودهم لتثبيت الهدنة بشكل دائم وضمان تنفيذ بنود الاتفاق، بما في ذلك إطلاق سراح مزيد من الأسرى الفلسطينيين واستعادة إسرائيل لجثامين قتلاها.
وفي الوقت ذاته، تحذر منظمات الإغاثة الدولية من أن الأوضاع الإنسانية في غزة لا تزال حرجة، إذ لم تدخل سوى مئات الشاحنات من المساعدات منذ بدء سريان الهدنة، وهو ما يمثل جزءا بسيطا من الاحتياجات الفعلية للسكان البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف المرافق الصحية في غزة خارج الخدمة بسبب نقص الوقود والدمار، فيما يعاني السكان من نقص حاد في المياه النظيفة والغذاء والدواء.
من جهتها، تؤكد إسرائيل أنها تسمح بدخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر بالتنسيق مع الأمم المتحدة، لكنها تتهم حماس بـ"استغلال الهدنة لأغراض سياسية وعسكرية"، وهو ما تنفيه الحركة.
وينظر إلى تصريحات الحية على أنها محاولة لطمأنة الوسطاء الدوليين والتأكيد على التزام حماس باتفاق وقف إطلاق النار، في وقت تتصاعد فيه الضغوط لضمان استمرار الهدوء، وتهيئة الأجواء أمام بدء مرحلة إعادة الإعمار وإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة في القطاع.