في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
مدريد- رغم أن صوت الرصاص هدأ "نسبيا" في غزة بحكم الاتفاق على إعلان وقف الحرب ، فإن تضامن المجتمع الإسباني المطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة لم يتوقف، فقد اندفع الآلاف نحو الشوارع، اليوم الأربعاء، في أكثر من 200 وقفة احتجاجية ومظاهرة في عموم إسبانيا.
وكان كل من الاتحاد العام للعمال واللجان العمالية -وهما أكبر نقابتين عماليتين في إسبانيا – قد دعتا إلى إضراب جزئي وآخر كلي لمن يستطيع، تضامنا مع غزة، ورفضا لما وصفته النقابتان بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
ومنذ صباح اليوم، انطلق العديد من الطلاب مع معلميهم من المدارس نحو نقاط الاحتجاج المعلنة، كما أضرب العاملون في محطات القطار والمطار، وفي ميناء برشلونة، مؤكدين على مطالبهم التي دأبوا على تكرارها في كل وقفة، وتتمثل بقطع كافة أشكال العلاقات مع إسرائيل.
وأمام وزارة الخارجية، وقف كل من خوان وبرونو وفيليكس إلى جانب زملائهم من طلاب المدرسة الثانوية، يرددون بأعلى صوتهم بالهتافات التي صدح بها الجميع مرددين "الحرية ل فلسطين من البحر إلى النهر"، و"فليحيا نضال الشعب الفلسطيني" و"كل طفل يقتل في غزة هو طفلنا".
اقتربت منهم الجزيرة نت وسألتهم، لماذا أنتم هنا؟ ولماذا تشاركون في الإضراب؟ وبلا تردد أجاب خوان "نحن هنا لأن المؤسسات الرسمية والحكومية لم تكن على المستوى الكافي من الدفاع عن شعب مضطهد، فإذا كان الإضراب العام سيولد ضغطا أكبر عليهم لفعل شيء، فها نحن نقوم به".
وردا على سؤال للجزيرة نت عن دافعه الشخصي للمشاركة، أجاب خوان "رأيي هو أن كل ما يحدث نتيجة للإمبريالية والتوسعية الغربية، التي لا تعرف حدودا ولا قيمة للحياة، لهذا السبب خرجنا هنا لنبرهن لهم أننا لا نتفق معهم".
يتدخل برونو مقاطعا ويقول "ليس فقط من أجل ذلك، نحن هنا لأنه رغم الاتفاق الذي وصلوا إليه، لا يزال الجنود (الإسرائيليون) يهاجمون الفلسطينيين، هم لم يرحلوا فعلا حتى وإن قالوا إنهم رحلوا، نعم لقد انسحبوا جزئيا لكنهم لا يزالون هناك في غزة، وسيبقون".
رغم اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة
إضراب عام في إسبانيا دعماً لأهل غزة، وسيرافق الإضراب 200 مظاهرة في عموم الأراضي الإسبانية.
أيُّ شعبِ حرٌ كريمٌ هذا الشعب الإسباني الذي يحترم تاريخه، ويحترم حاضره؟ pic.twitter.com/k3giivV7X9— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) October 15, 2025
ويؤكد الطالب في المرحلة الثانوية أن نضال الشعب الفلسطيني لم يبدأ في غزة منذ عامين، "بل كان منذ إنشاء دولة إسرائيل نفسها في 1948″، ويعتبر أن حل الدولتين غير كاف أو غير منصف، "بل ينبغي استعادة كل الأراضي التي سُرقت من قبل الإمبراطورية الإمبريالية الأنغلوسكسونية الأميركية" حسب قوله.
ويقول فيلكس مقاطعا "لا نريد أن تكون مجرد حرب انتهت وحسب، بل أيضا يجب أن يُعاقَبَ ويُحاسب النظام الإسرائيلي وفقا ل لقانون الدولي ، وهو شيء تبيّن أنه لم ينفذ في أي وقت، سواء فيما حدث مع أسطول الصمود العالمي ، أو مع الإبادة الجماعية في غزة".
ويعود برونو للتوضيح "هذا الصراع يطول لأن دولة ك الولايات المتحدة تدعي محاولة حلّه لكنها من أوائل المحرّضين على مثل هذه المشكلة، الحقيقة أنه لا معنى لتحركهم، هم يزيدون المشكلة فقط، إذا كنتم تريدون حلا واقعيا فاسألوا أهل غزة ماذا يريدون".
وعلى مسافة ليست بعيدة عن المظاهرة، وقفت مجموعة من المعلمين خلف لافتة تحمل اسم معهد "تيرسو دي مولينا" وأسفلها جملة "مع فلسطين دوما"، وقد جاؤوا مع زملائهم وطلابهم للمشاركة في الوقفة الحاشدة أمام وزارة الخارجية الإسبانية، استجابة للدعوة إلى الإضراب العام.
تقول المعلمة في المعهد، ريس سايث، للجزيرة نت، "هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الطلاب إلى هذا المستوى من الوعي، إنهم يشعرون بأن عليهم القيام بشيء من أجل الإنسانية".
وتضيف سايث "إن هذا النوع من الاحتجاج ومشاركة الطلاب أمر ضروري، فما جرى يتجاوز مجرد إبادة جماعية، قبل كل شيء نحن بشر، ويجب علينا الدفاع عن حقوق الإنسان، وهذه رسالتنا لطلابنا".
وأكدت سايث أنه لم يتم عقد صفوف دراسية اليوم، فالإضراب شامل لمجموعة واسعة من القطاعات، والعديد من العاملين يشاركون بأساليب وطرق مختلفة.
وقبل وصول المتظاهرين إلى مبنى وزارة الخارجية مشيا على أقدامهم، كانوا قد تجمعوا أمام مبنى بلدية فاييكاس جنوب مدريد، وهي إحدى نقاط التجمع التي شهدت فعاليات الإضراب اليوم.
ورغم أن الدعوة للإضراب جاءت قبل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فإن الاستجابة للإضراب كانت واسعة، وهو ما أكده سيرخيو أحد المنتسبين لنقابة المعلمين في مدريد ، بقوله للجزيرة نت "رغم وقف إطلاق النار، نعتقد أن هذه المظاهرة لا تزال ضرورية لأننا لا نثق بشروط الاتفاق أو أن إسرائيل ستلتزم به".
وأمام مبنى البلدية، كانت إحدى سكان الحي ومن الناشطات في جمعية "فاييكس مع فلسطين"، إيلينا أورتيغا، تقف وتهتف مع الجموع، وتقول للجزيرة نت "مطالبنا تتمثل بوقف الإبادة الجماعية وقطع العلاقات مع دولة إسرائيل الصهيونية المجرمة والقاتلة والمُبيدة".
وتقول أورتيغا "ما جرى ليس حربا، هذا استعمار لشعب امتد لنحو 77 عاما، وفي العامين الماضيين كانت هناك إبادة جماعية"، وتضيف "ما تفعله الولايات المتحدة والدول الأوروبية، هو إخبار الناس بكذبة أن الحرب انتهت، لكن ماذا عن أكثر من 67 ألف قتيل، والآلاف الذين ما زالوا موجودين في السجون".
وتختم حديثها مؤكدة "يجب أن تنتهي الصهيونية، وأن تختفي إسرائيل، وهذا ما نريده نحن الطبقة العاملة، ولهذا السبب أضربنا".