آخر الأخبار

ياسر أبو شباب.. الصعود نحو الهاوية

شارك





سيختفي ياسر أبو شباب من المشهد الفلسطيني بسرعة تفوق سرعة ظهوره، فالغموض يتوشح مصيره، وسط تقارير تفيد بأنه بدأ يستعد للسيناريو الأسوأ مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

فرسميا أعلن المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال بأن "المليشيات المتعاونة مع الجيش الإسرائيلي في غزة لن تدخل إلى إسرائيل، وعليها مواجهة مصيرها، الجيش لم يجبر أحدا على قتال الحركة ( حماس )، وعليها تحمل عواقب قراراتها".

سخرية وشماتة إسرائيلية

ودخلت أكثر من جهة رسمية وإعلامية إسرائيلية على خط الشماتة، فقد غرد موقع "حدشوت يسرائيل" العبري ساخرا: "الآن بعد أن انتهت الحرب ستتمكن حماس من العمل بحرية في غزة، حظا موفقا لياسر أبو شباب وللمنظمات الأخرى في غزة التي تعاونت مع إسرائيل".

ما رشح من بنود اتفاق إطلاق النار بغزة وبدء صفقة التبادل يقول، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمام فرصة لإعادة بناء قوتها وتنظيم صفوفها بعد عامين من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، وهذا يعني عمليا عودة الحركة إلى إدارة شؤون القطاع بحرية نسبية.

دروع بشرية لحماية جنود الاحتلال

وعلى وقع التطورات المتلاحقة على الأرض في قطاع غزة وفي المنطقة عموما، لم يعد مهما الحديث عن ماضي وتاريخ ياسر أبو شباب، فهو يواجه مصيرا مجهولا بعد الإعلان عن الصفقة ووقف إطلاق النار، بعد أن لعب دورا مشابها لدور سعد حداد وأنطوان لحد في جنوب لبنان، بحسب مقاربات صحفية متعددة المصادر.

جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) كان يعتبر أن أبو شباب كان يقوم بمهمة حماية الجنود وتقليل خسائر جيش الاحتلال البشرية، بحيث يكون أبو شباب، الذي يطلق عليه لقب " بابلو إسكوبار غزة"، وعصاباته دروعا بشرية وبدلاء لاستخدام الجنود.

عصابات مهمتها الأساسية نهب شاحنات المساعدات وعرقلة توزيعها، وإطلاق النار على المدنيين بهدف إثارة الفوضى لتعميق انهيار الحياة المدنية في قطاع غزة وتدمير أي إمكانية لإعادة البناء. ولتدمير منظومة بقاء المدنيين بشكل ممنهج وخلق ظروف تجعل القطاع منطقة غير قابلة للحياة.

مشروع صممه "الشاباك"

يقر ياسر أبو شباب، قائد ما يطلق عليها "القوى الشعبية" المدعومة من الاحتلال في قطاع غزة، بوجود علاقات بالسلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أنهما "شريكان في الفحص الأمني للوافدين" إلى المنطقة الخاضعة لسيطرته شرق رفح ، ولم يصدر عن السلطة ما يؤكد مزاعم أبو شباب.

إعلان

ويؤكد أبو شباب في مقابلة أجراها معه المراسل العسكري لإذاعة "جالاتس" الإسرائيلية، دورون كادوش، بأن هذا الفحص يجريه عبر جهاز المخابرات الفلسطينية في رام الله ، الذي يتعاون لضمان عدم دخول "عناصر إرهابية وتعطيل مشروع تحرير غزة من حماس". بحسب مزاعمه.

وهذا يؤكد ما أفادته القناة الإسرائيلية "i24NEWS" عبر مراسلها المتخصص بالشأن العربي، باروخ يديد، بأن دولة عربية لم تُفصح عن هويتها تشرف على تدريب هذه العصابة، بينما يدير محمود الهباش، مستشار رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس ، قنوات اتصال مباشرة بزعيمها، ياسر أبو شباب.

ونقلت القناة عن مصدر سياسي رفيع في رام الله تأكيده أن "كل شيء يتم بالتنسيق مع الرئيس عباس" بحسب مزاعم القناة الإسرائيلية.

جهاز " الشاباك " هو من "صمم" مشروع دعم عصابات مسلحة في قطاع غزة، بهدف استخدامها كقوة بديلة لمواجهة فصائل المقاومة، وحظيت هذه الخطة بموافقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ، ووزير الحرب يسرائيل كاتس ، ورئيس الأركان إيال زامير .

دور وظيفي

عملية التسليح جرت بسرية كاملة بقيادة "الشاباك"، وشملت نقل عشرات وربما مئات من قطع السلاح الخفيف مثل المسدسات وبنادق الكلاشينكوف إلى هذه الجماعات، وأغلبها صادرها جيش الاحتلال من غزة.

وأقر المسؤولون الإسرائيليون بأن هذه العصابات تنشط في تجارة المخدرات، وفرض الإتاوات، ونهب شاحنات المساعدات، ولا تمت بأي صلة للنضال الوطني الفلسطيني، وبأنها لا تمتلك أي مواصفات تؤهلها إدارة مدينة رفح "في اليوم التالي للحرب".

وخلاصة ما يتردد في الإعلام الإسرائيلي، فهذه الجماعات ليست سوى جماعة متعاونة تؤدي دورا وظيفيا للاحتلال، ولن يضحي جيش الاحتلال ولو بجندي واحد من أجل حمايتها عندما يأتي يوم القصاص الفلسطيني كما فعل بجيش لبنان الجنوبي الذي تخلت عنه دولة الاحتلال.

سلاحها من الجيش الإسرائيلي

ولا يقتصر الأمر على جماعة أبو شباب، فقد اعترفت سلطات الاحتلال بوجود 3 مجموعات على الأقل تزوَّد بالأسلحة والتمويل وتوجه بهدف "ملء الفراغ الأمني والسياسي"، بحسب ما يزعم الاحتلال، وملاحقة العناصر المسلحة التابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، لكن بطرق تهدف إلى تجنب إبراز بصمات مباشرة لجيش الاحتلال.

هذه المليشيات لا تتلقى أسلحة إسرائيلية نظامية، بل تزود بما صادره الجيش من مخازن فصائل المقاومة في غزة ومن الأسلحة التي ضبطت لدى حزب الله في جنوب لبنان، لتبدو أدواتها القتالية "غنائم حرب" أكثر منها تجهيزات عسكرية إسرائيلية.

وإلى جانب ذلك، يحصل أفرادها على رواتب شهرية وتصاريح لحمل السلاح من الجيش الإسرائيلي، ما يجعلهم أقرب إلى مرتزقة محليين يخدمون أهداف الاحتلال تحت غطاء فلسطيني.

ووفق مصادر إسرائيلية، فإن مهام هذه المجموعات تشمل جمع المعلومات الاستخبارية، ومراقبة المناطق المفرغة من عناصر حماس والجهاد الإسلامي، والمشاركة في ضبط الأمن في أماكن مكتظة بالمدنيين النازحين جنوبي القطاع، حسب ما أفادت صحيفة "هآرتس".

هذه المجموعات تتدرب علنا أمام أنظار القوات الإسرائيلية داخل القطاع، وتتحرك بحرية قرب الوحدات المتوغلة، في تشكيلات صغيرة تضم ما بين 5 و10 مسلحين.

إعلان

وحتى لا يقع لبس فيها بدأ الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة بترميز مواقع انتشار عناصر هذه المليشيات في منظومة القيادة والسيطرة، تماما كما تحدد مواقع قوات الجيش نفسه، بما يجعلها جزءا من الخطة العسكرية الميدانية.



عصابة الأسطل في قيزان النجار

وظهر على السطح أخيرا حسام الأسطل، عضو سابق في الأجهزة الأمنية، التابعة للسلطة الفلسطينية، الذي أعلن تشكيل مجموعة مسلحة في منطقة قيزان النجار، جنوب شرقي خان يونس، التي جرى إخلاؤها بشكل كامل.

الأسطل دعا السكان للانتقال إلى المناطق التي يسيطر عليها لتقديم الطعام والمياه والمأوى لهم.

وقال لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن مجموعته ستستقبل كل من يعادي حماس وأن لديه ما يكفي من طعام وماء ومأوى للجميع، مشيرا إلى أنه سيعمل، في الأيام المقبلة، على استقبال نحو 400 فلسطيني، بعد التأكد من هويتهم الأمنية.

وقال إنه المسؤول عن المنطقة، كما هو حال ياسر أبو شباب، المسؤول عن مناطق شرق رفح وأجزاء من شرق خان يونس، مؤكدا أنه على اتصال مع أبو شباب، لكنه يعمل مستقلا.

وتحدث الأسطل عن تنسيق بين مجموعته والاحتلال، وقال: "قريبا سنعتمد على إسرائيل لتزويدنا بالكهرباء والماء"، زاعما بأنه يتلقى دعما من مصادر عدة، منها الولايات المتحدة وأوروبا ودول عربية لم يحددها.

الأسطل كان معتقلا لدى أجهزة الأمن، التابعة لحكومة حماس بعد أن نجحت في استدراجه من خارج قطاع غزة إلى داخله، بشكل غير مباشر عبر أحد أشقائه، ينشط برتبة ضابط في جهاز الأمن الداخلي التابع لها، وحققت معه بتهمة التعاون مع الاحتلال حينها عن تورطه في عملية اغتيال المهندس فادي البطش في ماليزيا عام 2018.

وفي عام 2022، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة في غزة، حكما بإعدام الأسطل، بعد إدانته بقتل البطش.

وبعد اندلاع الحرب تمكن الأسطل من الهروب من السجن، وحاول الهرب باتجاه "إسرائيل"، لكن بعد ظهور مجموعة ياسر أبو شباب في رفح، التحق بها وقاتل معها، قبل أن يؤسس مجموعته الجديدة إلى جانب مسلحين آخرين معظمهم متهمون بالتعاون مع "إسرائيل" وكانوا معتقلين في سجون القطاع.



الاحتلال يتخلى عن مليشيا أبو شباب

وكشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، عن خلاف أمني حاد بين جيش الاحتلال و"الشاباك" بشأن مصير المليشيات التي شكلها الاحتلال خلال حرب الإبادة في قطاع غزة، حيث اقترح "الشاباك" نقل هؤلاء العناصر إلى معسكرات مغلقة داخل منطقة غلاف غزة كإجراء مؤقت لـ"حمايتهم وضمان السيطرة الأمنية عليهم".

غير أن الجيش رفض المقترح بشدة، مبررا موقفه بأن "الخطر الذي قد تشكله هذه العناصر على المستوطنين الإسرائيليين يفوق أي التزام بحمايتهم"، خاصة بعد أن رصدت الاستخبارات العسكرية (أمان) مؤشرات على فرار عدد من عناصر المليشيات، بعد حصولهم على وعود بالعفو من حركة حماس"، وفق ما أوردته الصحيفة.

ومع قرب نهاية الحرب، يبدو أن الاحتلال بدأ يتخلى دون إعلان عن هذه الأدوات المحلية، ويعكس هذا النمط من الارتباط المؤقت بالعملاء المحليين للاحتلال، سياسة إسرائيلية قديمة تقوم على الاستغلال الأمني الاجتماعي، حيث تستخدم هذه المجموعات كأدوات مرحلية ثم تترك جانبا كمخلفات حرب.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا