آخر الأخبار

تصريحات مغنٍ سوداني شهير تشعل جدلا واتحاد المهن يتدخل

شارك
الفنان السوداني جمال مصطفى حسن "فرفور"

خرج الفنان السوداني المعروف جمال مصطفى حسن "فرفور"، بتصريحات نارية قلبت المشهد الفني رأسا على عقب في البلاد، حيث اشتعل سجال كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد دقائق معدودات من بثّ تلفزيوني لكلامه.

"كلمات جارحة"

فقد وصف فرفور زملاءه بكلمات رآها المنتقدون "جارحة"، كما تدخل اتحاد المهن الموسيقية بالسودان وأعلن إلغاء عضويته.

وأشار البيان إلى أن تصريحات فرفور تضمنت عبارات وُصفت بأنها مسيئة ومهينة لتاريخ الغناء والموسيقى في السودان، اللذين يشكّلان جزءا أصيلا من الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية في البلاد.

وجاء فيه: "يعرب الاتحاد عن أسفه لما صدر من الفنان جمال فرفور، الذي لم يستثنِ أحدا في حديثه، ولم يترك مجالا للتبرير حول الأسباب التي دعته إلى إطلاق تلك العبارات المشينة".

لكن هذا القرار لم يمر مرور الكرام، حيث انقسم الوسط الفني بين من رآه خطوة لـ"حماية لهيبة الفن"، ومن اتهم الاتحاد بـ"وأد حرية النقد".

امتلأت مواقع التواصل السودانية بالتعليقات، بعضها حادّ وبعضها متعاطف.

بدوره، كتب الموسيقار يوسف الموصلي، أحد رموز الموسيقى السودانية، على صفحته في "فيسبوك": "على الفنان أن يدرك أن وعيه هو درعه الحقيقي أمام محاولات الانزلاق إلى مساحات الإساءة أو الجدل العقيم. الفنان الواعي لا يهمه السقوط المريع في السوشيال ميديا، بل يهمه الوطن الجريح الواقع في براثن تجار السلاح".

في حين كتب أحد المتابعين: "نحن بحاجة إلى نقد يبني لا يهدم، وإلى إعلام يعرف وزن الكلمة".

في سياق متصل، عبّرت الفنانة ميادة قمر الدين عن تضامنها مع زميلها فرفور، داعية الاتحاد إلى مراجعة قراره.

وكتبت على صفحتها في فيسبوك: "كل التضامن مع الفنان جمال فرفور... أرجو من الاتحاد مراجعة القرار".

مؤيد ومعارض

ووسط هذا الجدل المحتدم، حاول البعض العودة إلى النصوص القانونية، حيث رأى الصحافي الفني سراج الدين مصطفى كتب أن قرار الاتحاد رمزي أكثر منه قانوني، موضحا أن الجهة الوحيدة المخوّلة بمنع أي فنان من الغناء هي مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية.

وتابع أن القرار محصور داخل أسوار الاتحاد فقط، حيث يملك الاتحاد سلطة المنع.

أما الصحافي والناقد الفني هيثم أحمد الطيب، فاعتبر ما يجري عرض لأزمة وعي أعمق، وقال لـ"العربية/الحدث.نت"، إن الفن ليس ترفًا جمالياً ولا وسيلة للضجيج، بل إضافة معرفية تصنع وعياً وتفتح آفاقًا للحياة.

كما لفت إلى أن ما يطفو على السطح لا يمت إلى الفن بصلة، بل هو إفراز لأنظمة سابقة أفرغت الفن من جوهره، وجعلت الكلمة واللحن رهينين لانحدار خطير.

ورأى الطيب أن الحرب الراهنة زادت هذا الانهيار، إذ فتحت الباب أمام صراعات مصنوعة تشبه أعمالًا استخباراتية تهدف إلى إشغال الناس عن جوهر الفن.

وتابع أن المشهد الفني اليوم يعيش حالة تأرجح مفاهيمي، ولو كان الفن يؤدي دوره الحقيقي لكان حاضرا في بناء الوجدان وصناعة الأمل، لا في نشر الفوضى الأخلاقية والسلوكيات المنحدرة.

واختتم بأن الفن الحقيقي لا يلهث وراء الترند، بل يقاوم القبح وينحاز للحياة. غيابه اليوم هو انعكاس لفقدان المجتمع بوصلته الجمالية والأخلاقية.

يذكر أن معلقين قالوا إن قضية فرفور تؤكد أن المعركة ليست بين فنان واتحاد، بل بين صوت الفن وصخب الفوضى، وسط أسئلة حول حقوق حماية الذوق العام وسط تراجع القيم، وضمان حرية التعبير دون أن تتحوّل إلى إساءة.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل دونالد ترامب حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا