آخر الأخبار

الحرب والمجاعة تزيدان من التشوهات الخلقية في غزة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تزايد ظهور العيوب الخِلقية عند المواليد في غزة من سوء التغذية الحاد ونقص الرعاية الطبية في ظل استمرار حرب الإبادة و التجويع الإسرائيلية على غزة، حيث رصد الأطباء ارتفاعًا في حالات الولادات المبكرة وعيوب القلب والشفاه الأرنبية.

ونقلت الكاتبة "ليليا سيبوي"، في التقرير الذي نشرته صحيفة "تليغراف"، عن طبيبين كبيرين يعملان في غزة إن "سوء التغذية في غزة يؤدي إلى زيادة في العيوب الخِلقية التي تهدد الحياة، بما في ذلك استسقاء الرأس والسنسنة المشقوقة"، ويقول الأطباء إنهم لاحظوا زيادة في عيوب الأنبوب العصبي، وهي تشوهات نمو خطرة تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي وترتبط بنقص حمض الفوليك أثناء الحمل.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 بالفيديو.. الفنان الفلسطيني أشرف الشولي يداوي القلوب بالموسيقى
* list 2 of 2 طبيبة أميركية تطوعت بغزة: أوضاع القطاع مروعة وترامب متواطئ بمواصلة الحرب end of list

وقال الدكتور أسعد نواجحة، مختص طب الأطفال في مجمع ناصر الطبي في خان يونس ، إنه لم يسبق له أن رأى هذا العدد الكبير من الأطفال المولودين قبل الأوان أو المصابين بعيوب خِلقية، مؤكدًا أن النقص الحاد في المعدات الطبية يجعل علاج الأطفال المولودين بعيوب خِلقية أمرًا شبه مستحيل.

وقال الدكتور ماهر كامل، استشاري جراحة الأعصاب في مستشفى الشفاء بمدينة غزة ، حيث تم أخيرًا تأكيد وجود المجاعة ، "إنه أجرى خلال الأسبوعين الماضيين عمليات جراحية لستة أطفال مصابين باستسقاء الرأس، تراوحت أعمارهم بين 15 يومًا وأربعة أشهر".

وأشارت الكاتبة إلى أن هذه الحالة، التي تحدث عندما يتراكم السائل في الدماغ مسببًا تورم الرأس، لا يمكن علاجها إلا بجراحة تتضمن العملية إدخال أنبوب تحويل رفيع مزود بصمام يسمح بتصريف السائل الزائد، مما يخفف الضغط ويمنع تلف الدماغ، لكن نقص المعدات وحتى المستلزمات الأساسية مثل المضادات الحيوية يعني أن علاج هذه الحالة أصبح شبه مستحيل.

ورغم عدم وجود بيانات دقيقة عن مدى زيادة حالات العيوب الخِلقية، إلا أن الخبراء يربطون بين الظروف في غزة وزيادة هذه الحالات، مؤكدين أن الصلة بين الجوع وهذه الأنواع من التشوهات الخِلقية مثبتة جيدًا.

نقص حمض الفوليك

وذكرت الكاتبة أن وزارة الصحة في غزة وثقت وفاة ما لا يقل عن 185 شخصًا من سوء التغذية في غزة الشهر الماضي، ليصل العدد الإجمالي إلى 361 شخصًا على الأقل، مع معاناة نحو 43 ألف طفل دون سن الخامسة وأكثر من 55 ألف امرأة حامل ومرضعات من سوء التغذية، ويؤكد الخبراء أن المستويات المرتفعة من سوء التغذية الحاد في غزة هي الدافع الرئيسي وراء الارتفاع الحالي في حالات العيوب الخِلقية، حيث قال البروفيسور أندرو وايتلو، أستاذ طب الأطفال حديثي الولادة في جامعة بريستول، إن نقص الغذاء في غزة هو "سبب واضح" لارتفاع الحالات.

إعلان

وأكد وايتلو أن نقص الأغذية الطازجة في غزة منذ فترة طويلة يعني أن النساء الحوامل لا يحصلن على ما يكفي من حمض الفوليك، وهو أمر مهم جداً في الحد من تكرار حدوث عيوب خِلقية، وأضاف أن نقص الغذاء، إلى جانب الضغط الشديد الذي يتعرض له سكان غزة، فضلًا عن النقص شبه الكامل في الرعاية قبل الولادة والمتابعة، من المرجح أن يسهم في ارتفاع عدد حالات العيوب الخلقية.

وأوضحت الكاتبة أن دراسات سابقة أظهرت أن الإجهاد المزمن يمكن أن يرفع مستويات الكورتيزول والهرمونات الأخرى لدى النساء الحوامل، مما قد يتداخل مع الحمل ويؤدي إلى الولادة المبكرة، كما أظهرت الأبحاث أن التعرض للسموم البيئية التي خلفها النزاع المسلح يمكن أن يؤثر أيضًا على النساء الحوامل والأطفال، مما يتسبب في تشوهات خِلقية.

وفي عام 2020، وثقت دراسة استقصائية كبرى ارتفاعًا في كل من العيوب الخِلقية والولادات المبكرة في غزة بعد حرب 2014، ووجدت أنه بين 2011 و2016، تضاعف معدل انتشار العيوب الخِلقية بين المواليد الجدد في غزة تقريبًا، حيث ارتفع من 1.1% إلى 1.8%.

وأفادت الطبيبة روزماري تاونسند -استشارية التوليد في جامعة إدنبرة- بأن الصراعات والحروب تتسبب في ازدياد حالات العيوب الخلقية عند المواليد من اضطراب الرعاية قبل الولادة وسوء التغذية، وكذلك الآثار السامة المباشرة للأسلحة.

وحذرت تاونسند من أن الحجم الحقيقي للضرر الذي حدث لم يظهر بالكامل بعد، مشيرة إلى أن ما نراه الآن هو الأطفال الذين تأثروا قبل تسعة أشهر في الرحم، لكن الوضع سيكون أسوأ بكثير بالنسبة للأطفال الذين يتأثرون بالمجاعة في الوقت الحالي.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا