آخر الأخبار

درج وكاميرا وقماش.. أسوشيتد برس تكشف “أكاذيب” الاحتلال بمجزرة مستشفى ناصر

شارك

نشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، اليوم الجمعة، تحقيقا فندت فيه مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن قصفه مستشفى ناصر في قطاع غزة أواخر الشهر الماضي، والذي استشهد جراءه 22 شخصا بينهم 5 صحفيين.

وقالت الوكالة الأميركية إن الهجوم يثير تساؤلات جدية حول دوافع إسرائيل والطريقة التي تم تنفيذه بها، مشيرة إلى أن من بين الشهداء مريم دقة، التي عملت لصالح وكالة أسوشيتد برس ومؤسسات إعلامية أخرى.

واستهدفت القوات الإسرائيلية موقعا يتجمع فيه الصحفيون، بسبب كاميرا مثبتة على السطح اعتقد الاحتلال أنها تُستخدم من قِبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمراقبة جنود الجيش الإسرائيلي .

مصدر الصورة صورة بعدسة الشهيدة مريم دقة تظهر الدرج الذي تعرض للقصف بمستشفى ناصر (أسوشيتد برس)

وبرر مسؤول إسرائيلي القصف بـ"سلوك مشبوه" ومعلومات استخباراتية غير محددة، ولكن التفاصيل الوحيدة التي تم تقديمها هي وجود قطعة قماش على الكاميرا وشخص كان بجانبها، وهو ما فسره الاحتلال على أنه حيلة لتفادي التعرف عليه.

وذكرت أسوشيتد برس أنها جمعت أدلة جديدة تشير إلى أن الكاميرا المعنية تخص المصور الصحفي المصري حسام المصري من وكالة رويترز، والذي استشهد في الضربة الأولى، وكان يغطي بانتظام معداته بقطعة قماش بيضاء بهدف حمايتها من حرارة الشمس والغبار.

مصدر الصورة صورة تظهر آثار القصف على الدرج وقذيفة ثانية قبيل بلوغها ذات الهدف (أسوشيتد برس)

مراقبة وقصف

ووفقا لشهود، كانت إسرائيل تراقب الموقع بشكل متكرر باستخدام مسيّرة، وقبل حوالي 40 دقيقة من الهجوم، مما أتاح لها فرصة للتعرف على حسام المصري بشكل صحيح، حسب الشهود.

وبعد الضربة الأولى بوقت قصير، استهدف الاحتلال نفس الموقع مرة أخرى، بعد وصول الطواقم الطبية وفرق الطوارئ إلى المكان لإسعاف الجرحى، وذلك خلال وصول الصحفيين، بمن فيهم دقة، لتغطية الحدث.

إعلان

وأثار هذا الهجوم اتهامات بأنها "ضربة مزدوجة"، وهي نوع من الهجمات يُقصد من ورائها قتل من يسعفون المصابين، وتصنف جريمة حرب محتملة وفقا لخبراء القانون الدولي .

وقالت أسوشيتد برس إن جيش الاحتلال استخدم قذائف دبابات شديدة الانفجار لاستهداف المستشفى، بدلا من أسلحة موجهة أكثر دقة كان من الممكن أن تقلل من الخسائر، وفي المجمل، استهدفت إسرائيل المستشفى 4 مرات، دون تحذير في كل مرة.

واعتمد تحقيق أسوشيتد برس على معلومات من مسؤولين عسكريين إسرائيليين حاليين وسابقين، ومسؤولين آخرين، وخبراء حروب وروايات من حوالي 20 شاهدا كانوا في أو بالقرب من المستشفى وقت الهجوم.

مصدر الصورة فرق الإسعاف خلال نقل جثامين شهداء وجرحى الضربة (أسوشيتد برس)

الدرج والقماش

وقبل الهجوم، كان حسام المصري متمركزا مع كاميرته على سلم خارجي في مستشفى ناصر. وتظهر صورة التقطتها دقة في منتصف أغسطس/آب المصري في نفس السلم بجوار كاميرته، مع قطعة قماش بيضاء تغطيها.

وفي الأسابيع التي سبقت الضربات، كان المصري يبث بشكل مباشر يوميا تقريبا من الدرج، وفقا لصحفيين آخرين عملوا هناك ومسؤولين في المستشفى.

وأكد 5 صحفيين لأسوشيتد برس أنه كثيرا ما استخدم قطعة القماش. ومن المعتاد أن يستخدم صحفيو الفيديو حول العالم، بما في ذلك في غزة، مواقع مرتفعة مثل هذه ويغطوا كاميراتهم لحمايتها من العوامل الجوية.

مصدر الصورة كاميرا الشهيدة أبو دقة مضرجة بدمائها (أسوشيتد برس)

ويستخدم المصورون الدرج الخارجي لمبنى المستشفى على مدار أشهر للحصول على منظر جوي لمدينة خان يونس ، وفي حالة وكالات الأخبار العالمية مثل رويترز وأسوشيتد برس، يستخدم الدرج لتوفير لقطات فيديو حية ترسل إلى غرف الأخبار حول العالم، علما أن أسوشيتد برس أبلغت الاحتلال عدة مرات بأن صحفييها موجودون في الموقع.

واستنادا إلى تحليل اللقطات في وقت الهجوم، وبالحديث مع شهود عيان متعددين، قالت أسوشيتد برس إنه لا يوجد أي دليل على أن أي شخص استهدف في الضربات واستشهد خلالها، كان مسلحا.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا