آخر الأخبار

رئيس بلديتها للجزيرة نت: دير البلح تئن تحت وطأة النزوح

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

غزة- قال رئيس بلدية دير البلح نزار عياش، إن وسط قطاع غزة منطقة مكتظة بالكامل، ولا توجد مساحات متاحة لنصب خيام جديدة، وأضاف أن البنية التحتية متهالكة تماما، ومحطة التحلية بحاجة إلى كميات كبيرة من الوقود لتوفير كميات محدودة من المياه.

وأشار عياش في حوار مع الجزيرة نت إلى أن ما يحدث في دير البلح ينطبق على باقي مناطق المحافظة الوسطى.

وتابع أن "المنطقة الساحلية مكتظة بالنازحين، بينما تخضع المنطقة الشرقية لعمليات عسكرية مستمرة، مما يجعلها غير آمنة"، لافتا إلى أن موجات النزوح السابقة تسببت بأزمات صحية وبيئية، وأن الوضع الحالي أكثر صعوبة لأن مدينة دير البلح لم تعد آمنة ولا تصلح للعيش.

وحذر عياش من كارثة إنسانية وبيئية بسبب استمرار الضغط العسكري والنزوح الذي ينذر بانهيار شامل لمقومات الحياة كافة، داعيا إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين والبنية التحتية ووقف العدوان فورا. وفيما يلي نص الحوار:


*

كيف تصف الوضع الراهن في دير البلح على صعيد الكثافة السكانية وظروف المعيشة؟

الوضع في دير البلح كارثي بكل المقاييس، فالمدينة مكتظة تماما بالسكان، ولم يعد هناك أي مجال لإقامة خيام جديدة أو استيعاب المزيد من النازحين، أما الشوارع والمرافق العامة فقد تحولت إلى أماكن سكن مؤقتة، والناس يفترشون الأرض بلا مقومات للحياة.

ومع عودة موجات النزوح من جديد، أصبحت دير البلح منطقة مختنقة تحت وطأة الأعداد المتزايدة من العائلات، ومعها تتفاقم المعاناة الإنسانية يوما بعد يوم.


*

ما أبرز التحديات التي تواجه النازحين والعائلات المقيمة في ظل الاكتظاظ؟

التحديات متعددة ومتشابكة، أبرزها انعدام الخصوصية وغياب المأوى اللائق، إضافة إلى النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب، وانعدام النظافة العامة، وتكدس النفايات، مما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة.

إعلان

كذلك تعاني العائلات من نقص الغذاء والدواء، وتفاقم المشكلات النفسية، خاصة لدى الأطفال والنساء نتيجة الضغط المتواصل والعيش في ظروف غير إنسانية.


*

إلى أي مدى أثر تدمير البنية التحتية على قدرة بلدية دير البلح في تقديم الخدمات الأساسية للناس؟

البنية التحتية في دير البلح متهالكة إلى حد كبير، فالدمار أصاب شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والطرق، خصوصا في المناطق الشرقية والجنوبية التي اجتاحها الجيش الإسرائيلي ودمرها كليا، وهذا الانهيار جعل من الصعب جدا على البلدية تقديم الخدمات الأساسية.

نحتاج إلى كميات كبيرة من الوقود (السولار) لتشغيل محطة معالجة الصرف الصحي، وإزالة النفايات، وتشغيل آبار المياه، كما أن تعديات المواطنين على الشبكة الرئيسية للمياه أعاقت قدرتنا على توصيلها بالشكل المطلوب.

مصدر الصورة رئيس بلدية دير البلح (يمين) خلال جولة تفقدية في المدينة (الجزيرة)
*

ذكرتم أن ضخ وإنتاج المياه يحتاجان إلى كميات كبيرة من الوقود، ما حجم العجز القائم، وما إجراءاتكم الإسعافية؟

مع توفر السولار وإعادة تشغيل محطة تحلية مياه البحر المركزية جنوب دير البلح عبر خط 24 الإسرائيلي، تراجع العجز من 70% إلى 30%، مما أتاح توفير 10 آلاف كوب من المياه الصالحة للشرب يوميا في دير البلح، غير أنها لا تكفي بسبب تزايد أعداد النازحين.

لدينا 22 بئر مياه، وخزانان من أصل أربعة بسعة 4 آلاف كوب، جميعها تعمل وتحتاج إلى ألفيْ لتر سولار يوميا لإنتاج 15 ألف كوب من المياه يوميا، وإيصال المياه للمنازل مرتين أسبوعيا، ونحن حاليا نحصل على نصف كمية السولار وهو ما يعني إيصال المياه للمنازل مرة أسبوعيا.

وخلال الأشهر الأربعة الماضية، حفرنا 6 آبار جديدة غرب شارع صلاح الدين ساعدت في تحسين التزويد بالمياه، لتعويض فقدان الآبار في المناطق الشرقية التي تتعرض باستمرار للاجتياحات والإخلاءات، كما أن الاحتلال قطع منذ 23 يناير/كانون الثاني الماضي وحتى الآن خط مياه "مكروت" الإسرائيلية الصالحة للشرب، حارما المواطنين من المياه النقية.

ورغم رفض الاحتلال المتكرر لطلبات تنسيق إصلاح الضرر، تمت الموافقة مؤخرا ويجري العمل حاليا على الإصلاح بالتعاون مع مصلحة بلديات الساحل وسلطة المياه.


*

كيف ينعكس هذا النقص على حياة المدنيين اليومية من حيث مياه الشرب والصرف الصحي؟

الانعكاس خطير جدا؛ فالمواطنون يحصلون على كميات محدودة لا تكفي للشرب ولا للاستخدامات اليومية. كثير من العائلات تلجأ لشراء مياه غير مضمونة المصدر، مما يهدد بانتشار الأمراض، أو شراء مياه محلاة بأسعار مرتفعة تفوق قدرتها.

أما على مستوى الصرف الصحي، فإن شح المياه يقلل من النظافة العامة، ويؤدي إلى تراكم النفايات السائلة وانبعاث الروائح الكريهة داخل المخيمات والمناطق المكتظة، وانتشار الحشرات والقوارض، ما يزيد مخاطر الأوبئة.


*

ما أبرز الأزمات الصحية والبيئية الناتجة عن موجات النزوح السابقة؟

موجات النزوح المتكررة تسببت بأزمات صحية وبيئية خانقة، أبرزها تراكم النفايات في الشوارع، وانسداد شبكات الصرف الصحي أو خروجها عن الخدمة، وبالتالي لجأ النازحون إلى حفر بئر امتصاصية بدائية أو قنوات سطحية بين الخيام لتصريف مياه الصرف، ما خلق بيئة غير صحية تهدد بانتشار الأمراض والكوارث البيئية.


*

هل سُجلت حالات انتشار أوبئة أو أمراض بسبب الاكتظاظ وانعدام النظافة؟

إعلان

نعم، رصدنا تزايدا في حالات الإسهال والتسمم المعوي بين الأطفال، إضافة إلى أمراض جلدية مثل الجرب بسبب الازدحام، كما سُجلت إصابات بفيروس شلل الأطفال نتيجة انعدام النظافة الشخصية، وهناك تخوف من تفشي أمراض خطيرة أخرى إذا استمر الوضع دون تدخل صحي عاجل.


*

كيف تتعامل البلدية مع تراكم النفايات أو مياه الصرف الصحي في ظل الظروف الحالية؟

إمكانيات البلدية شبه معدومة، فرق النظافة تعمل بأدوات محدودة جدا، لكن حجم النفايات يفوق طاقتنا، إضافة إلى شح الوقود اللازم لتشغيل الآليات، لذلك نضطر إلى مراكمة النفايات في منطقة قريبة من السكان بسبب منع الاحتلال وصول طواقمنا إلى المكب الرئيسي شرق رفح.

المكب البديل يقع قرب المياه الجوفية، ما يزيد خطر تلوثها، أما شبكات الصرف الصحي، فإن تهالكها وغياب الوقود وتعطل محطات الضخ والمعالجة يؤدي إلى فيضانات في الشوارع، ونحن نحاول معالجة النقاط الأخطر لكن الوضع يتطلب دعما عاجلا من المؤسسات الدولية.


*

وصفتم دير البلح بأنها "لم تعد آمنة ولا تصلح للعيش"، ما أبرز مظاهر انعدام الأمان؟

اليوم أصبحت المدينة مكتظة بشكل غير مسبوق نتيجة موجات النزوح، ومع انعدام الخدمات وانهيار البنية التحتية تتفاقم المعاناة.

من جانب آخر، لم تعد المدينة آمنة، فالقصف والتهديدات العسكرية تحاصر الناس في كل مكان، لا توجد ملاجئ أو أماكن محصنة، حتى المستشفيات والمدارس التي لجأ إليها النازحون تعرضت للاستهداف المباشر، الأمن غائب تماما ما يجعل المدينة غير صالحة للحياة.


*

كيف يؤثر استمرار العمليات العسكرية في المنطقة الشرقية على السكان والنازحين؟

العمليات العسكرية تجعل المنطقة برمتها غير آمنة، كثير من العائلات اضطرت للنزوح مرارا بسبب القصف والاشتباكات، هذا الوضع يزرع الخوف ويمنع الاستقرار، ويعطل وصول المساعدات، ويزيد الضغط على المناطق الساحلية والغربية المكتظة.

كما أننا فقدنا 40% من مصادر المياه الرئيسية لوجود 11 بئرا في المنطقة الشرقية، لا نستطيع الوصول اليها.

مصدر الصورة جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذر مناطق بدير البلح بالإخلاء (الأناضول)
*

برأيكم، إلى أين يتجه الوضع إذا استمرت موجات النزوح والضغط العسكري؟

إذا استمر الحال، فنحن أمام انهيار شامل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، فالمدينة لم تعد قادرة على استقبال المزيد من النازحين، واستمرار النزوح سيؤدي إلى تفشي الأمراض وانعدام الخدمات.

إن لم يكن هناك تدخل دولي عاجل لوقف العدوان وتوفير مقومات الحياة، فإن دير البلح ومعها المحافظة الوسطى ستواجه وضعا لا يحتمل.


*

ما الإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها فورا لتفادي الانهيار الشامل؟

أول إجراء لا بد منه هو وقف العدوان وفتح المعابر لإدخال الوقود والمياه والمساعدات الإغاثية، ويجب دعم البنية التحتية الأساسية خصوصا محطات المياه والصرف الصحي قبل أن تنهار تماما.

كما نطالب بإنشاء ممرات إنسانية آمنة لوصول المساعدات، فالمجتمع الدولي مطالب بالتحرك الآن، فكل دقيقة تأخير تعني مزيدا من الأرواح المهددة والمعاناة التي لا تحتمل.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا