Hear the truth in Arabic from an Israeli Druze + a Syrian Jew about the “hunger in Gaza” pic.twitter.com/ykFsGLQHr1
— Marwan Jaber | מרואן גאבר | مروان جابر (@Marwanjaberr) August 21, 2025
يتفنن الاحتلال الإسرائيلي في صناعة الأكاذيب وتدليس الحقائق لنفي المجاعة المروعة التي يعيشها سكان قطاع غزة ، وكانت آخر محاولاته خلق "مسرحية" مدروسة بعناية، أبطالها مؤثرون معروفون بدعمهم للاحتلال، لترويج روايته المضللة للعالم.
وبالتزامن مع إعلان المجاعة في غزة، استعانت الحكومة الإسرائيلية بمؤثرين أميركيين وإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي لتصوير وترويج تكدس المساعدات على المعابر، بهدف نفي تفشي المجاعة، بينما ركزت وسائل إعلام إسرائيلية على نشر مقاطع فيديو وصور لسلع غذائية في أسواق القطاع.
وظهر عدد من المؤثرين الأميركيين والإسرائيليين في مقاطع فيديو من المعابر التي يمنع فيها الجيش الإسرائيلي السلع الغذائية من الدخول، متبنين رواية الاحتلال عبر إبراز صورة "إنسانية ضخمة" لجهود توزيع المساعدات.
وأظهرت كلمات هؤلاء المؤثرين نبرة هجومية واضحة تجاه الإعلام والمنظمات الدولية والنشطاء داخل غزة، واصفين ما ينشر بأنه "أكاذيب" أو "حملة منسقة تقودها أذرع حماس".
كما شاركت المحامية والمؤثرة الأميركية بروك غولدستاين في تصوير محتوى من موقع "مؤسسة غزة الإنسانية"، ضمن حملة غير مسبوقة لنفي تهمة التجويع التي تمارسها إسرائيل بحق السكان، وسط تقارير عن استشهاد مئات المدنيين والأطفال نتيجة سوء التغذية أو أثناء انتظار المساعدات.
This week I entered Gaza with the Gaza Humanitarian Foundation. I am one of the only civilians who has been given permission to enter. I went to see for myself what is happening at the humanitarian aid sites. What I saw proved that what the media is reporting about the situation… pic.twitter.com/oXOCwXPDBZ
— Brooke Goldstein (@GoldsteinBrooke) August 20, 2025
وحاولت المؤسسة ومن خلفها الدبلوماسية الإسرائيلية تلميع صورتها دوليا، عبر منصة إكس تحديدا، وذلك بإبراز نجاحاتها المزعومة في توزيع المساعدات الإنسانية، مع نفي الانتقادات والاتهامات الصادرة عن منظمات أممية وإعلامية.
The cash and energy Zionists are throwing to hide Gaza’s starvation is insane… now they’re using their classic thirst-trap girls to sell it to you.
They can’t sink any lower and yet, they do. pic.twitter.com/JsuJL73CqX
— Abier (@abierkhatib) August 22, 2025
في المقابل، قالت صحيفة "هآرتس" الشهر الماضي إن وزارة الخارجية الإسرائيلية ستمول جولة لمؤثرين أميركيين ضمن حملات "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" و"أميركا أولا"، بهدف مواجهة التراجع في المشاعر المؤيدة لإسرائيل بين الشباب الأميركي، وتعزيز صورة إسرائيل عبر نشر رسائل متوافقة مع سياسة الحكومة.
وفي هذا السياق، أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون رسميا الجمعة الماضية تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن مجاعة في منطقة الشرق الأوسط.
The Gaza Famine is the world’s famine. A preventable, predictable famine. ⁰⁰Enough. Ceasefire. Open all crossings, north and south. Let us get food in, unimpeded and at massive scale. pic.twitter.com/eB1x8uEgpV
— Tom Fletcher (@UNReliefChief) August 22, 2025
أثار المحتوى المنشور انتقادات واسعة بين سكان غزة، معتبرين أنه مسرحية إسرائيلية لنفي المجاعة، وأن الإعلام الإسرائيلي يشوه معاناة المواطنين ويستغلها بما يتناسب مع الدعاية الإسرائيلية وتسويقها عبر منصاتهم وحساباتهم الرسمية.
The IPC bent its own rules to fit Hamas’s campaign.
They lowered famine thresholds, ignored criteria, and laundered Hamas lies.Meanwhile, reality tells a different story:
➡ Over 100,000 aid trucks have entered Gaza since the war began.
➡ Markets are stocked, food prices are… pic.twitter.com/x7Jts9DlRn— Israel Foreign Ministry (@IsraelMFA) August 22, 2025
وأوضح مغردون أن السلع المصورة غالبا باهظة الثمن وغير متوفرة للمواطنين، بينما تمنع إسرائيل إدخال المواد الغذائية الأساسية مثل اللحوم والدجاج والفواكه والخضار، وتعرقل وصول المساعدات للمنظمات الدولية.
ووصف مغردون المشهد بأنه مسرحية جديدة لنفي وجود مجاعة في قطاع غزة، مشيرين إلى أن السلع المعروضة ليست أساسية، بينما تمنع المواد الحيوية وتنهب عبر طرق غير مباشرة، في حين اعتبره البعض "هندسة للمجاعة بشكل ممنهج ومدروس".
حذر مغردون من الاستخدام العشوائي للكاميرات في توثيق الأحداث، مشيرين إلى أنها أداة قوية قد تستغل ضد الفلسطينيين إذا أسيء استخدامها وتدليسها من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتزويرها.
الكاميرا أداة خطيرة؛ قد تكون وسيلة لفضح الاحتلال وكشف الحقيقة، وقد تتحول ،إن أسيء استخدامها ، إلى سلاح يستغل ضدنا.
للأسف، في الأيام الأخيرة ظهر من يوثق بلا وعي ولا مسؤولية، أو بدافع النشر لمجرد النشر، فكان الضرر أكبر من النفع. حين تدخل شاحنة مساعدات، أو تنفرج أزمة ليوم واحد، أو…
— Tamer | تامر (@tamerqdh) August 23, 2025
وأوضحوا أن توثيق لحظات استثنائية مثل وصول شاحنات المساعدات أو توفر بعض السلع لفترة قصيرة قد يعطي انطباعا زائفا بأن غزة كلها تعيش الوفرة، بينما الواقع أن معظم السكان يعانون الجوع والحرمان.
وأشاروا إلى أن الإعلام الإسرائيلي يستغل هذه الثغرات لتشويه المعاناة ونفي المجاعة، مستخدما منصات إعلامية غربية لترويج روايته وتدليسها، وشددوا على ضرورة التوثيق المسؤول وحماية الرواية من التشويه.
These Gazans bought 2 cans of this goulash in the market, after they heard it was very tasty. They cooked it, served it on shredded bread & rice. They say it's disgusting, even with added spices and onions. Warn people not to buy it.
The cans are in Hebrew and have the Israeli… pic.twitter.com/kplg2fdijW
— Imshin (@imshin) August 24, 2025
وذكر مدونون أن بعض السلع التي دخلت، مثل السكر والطحين والقهوة وزيت الطبخ، ما زالت أسعارها مرتفعة بـ10 مرات عن الأسعار السابقة، ولا يستطيع المواطنون شراءها، بينما بقيت المواد الأساسية الأخرى غير متوفرة.
وأكدوا أن قياسات المؤسسات الدولية حول المجاعة تعتمد على أبحاث ميدانية موثقة، وليس على مقاطع فيديو أو تصريحات مضللة، مشيرين إلى أن الدعاية الإسرائيلية لها صدى واسع عالميا بسبب نفوذ مؤيديها الإعلامي والاقتصادي.
واستذكر النشطاء شهادات مؤلمة، مثل جندي أميركي سابق شهد وفاة الطفل الفلسطيني أمير برصاص الجيش أثناء محاولته الحصول على طعام، بينما لا يزال والداه يجهلان مكان جثمانه.
كما تساءل مغردون عن التناقض بين الدعاية الإسرائيلية والواقع المأساوي: لماذا يموت الناس من الجوع والقصف والإذلال إذا لم يكن هناك نقص حاد في الغذاء؟
هل تفهم جيداً هذا الشعور …
تنتظر في سكون، تستمع إلى صوت الرصاص بجانبك، تراقبك مسيّرة كوادكابتر من السماء، وبالقرب منك تتحرك الآليات العسكرية. كل ما تفعله هو الانتظار، دون أن تعلم متى ستصيبك رصاصة قناص إسرائيلي تنهي حياتك. وكل ذلك لأنك خرجت فقط لتحضر الطعام لعائلتك الجائعة، دون… pic.twitter.com/RA9UbRVKrp
— Tamer | تامر (@tamerqdh) August 23, 2025
وأشار آخرون إلى أن الدعاية الإسرائيلية لن تجدي نفعا في عصر التكنولوجيا، إذ تملأ صور الأطفال الهياكل العظمية شاشات العالم، بينما يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على نفي المجاعة، مدعيا أن الصور والفيديوهات "مفبركة".
A Palestinian in Gaza: “There is no more hunger. The markets in the Strip are flooded!”
Will the media report this?
— Eyal Yakoby (@EYakoby) August 24, 2025
وقال مدونون إن بعض السلع شاهدوها منذ شهور على قنوات أجنبية تحتجزها إسرائيل في أماكن مكشوفة للشمس، وهذا يؤدي إلى تلفها ويجعلها خطرة على المحتاجين عند إدخالها، مسببة عدوى معوية وإسهالا وكوليرا.
واستذكر آخرون تصريحات الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال هاغاري، والمراسلة الأميركية التي زورت شهادتها حول مشاهد مروعة في مستوطنات غلاف غزة، معتبرين أن هذه الدعاية كانت فعالة في التسعينيات، لكنها اليوم مسخرة أمام التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة.
ورأى البعض أنه يجب السماح للصحافة العالمية بدخول غزة لتصوير الواقع مباشرة، معتبرين أن التقييد على وسائل الإعلام الدولية يكشف للعالم الحقيقة.