في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
ضرب أحد أعنف الزلازل المسجلة حتى الآن (8.8 درجات على مقياس ريختر) قبالة الساحل الروسي لشبه جزيرة كامتشاتكا ليل الثلاثاء، مما أدى إلى أمواج تسونامي غمرت مناطق ساحلية في شمال جزر الكوريل وتهدد بالانتشار إلى مناطق أخرى، بما في ذلك اليابان والولايات المتحدة .
وتقع شبه جزيرة كامتشاتكا في الشرق الأقصى الروسي، وهي واحدة من أكثر المناطق نشاطا زلزاليا في العالم، ويرجع ذلك إلى موقعها على "حلقة النار" في المحيط الهادي ، حيث تنغمس صفيحة المحيط الهادي تحت صفيحة أوخوتسك الصغيرة، ويؤدي هذا النشاط التكتوني المستمر إلى زلازل متكررة وقوية، وغالبا ما يولّد موجات تسونامي.
وفيما يلي 5 أسئلة لتوضيح ما حصل:
حدثت الهزة الرئيسية في حوالي الساعة 11:25 صباحا بتوقيت كامتشاتكا (الجزيرة+1)، وأُبلغ عن قوة مبدئية بلغت 8.7 درجات، ثم عُدِّلت إلى 8.8 ميغاواطات من قبل هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وكان العمق ضحلا للغاية، حيث بلغ حوالي 19.3 كيلومترا تحت قاع البحر، أما مركز الزلزال فكان على بعد نحو 136 كيلومترا جنوب شرق بتروبافلوفسك كامتشاتسكي، وهي مدينة ساحلية رئيسية في أقصى شرق روسيا .
ويعد هذا الزلزال الأقوى في منطقة كامتشاتكا منذ الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 9 درجات عام 1952، ويحتل المرتبة السادسة بين أقوى الزلازل المسجلة على الإطلاق في العالم.
هناك توقعات بحدوث عشرات الهزات الارتدادية، بعضها قوي قد تصل قوته إلى 7.5 درجات قرب مركز الزلزال، وكانت هذه المنطقة قد شهدت في الأيام السابقة زلزالا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر في 20 يوليو/تموز الجاري، وزلزالا بقوة 6.8 درجات على مقياس ريختر في الـ22 من الشهر نفسه، مما يشير إلى ارتفاع النشاط الزلزالي.
وهذه الهزات الارتدادية الكبيرة والملحوظة يتوقع أن تستمر لمدة شهر آخر على الأقل.
نعم، ففي روسيا وصلت أمواج تسونامي إلى ارتفاعات كبيرة في أجزاء من كامتشاتكا، حيث أفادت التقارير بوصولها إلى 4 أمتار، وأُبلغ عن موجة ضخمة للغاية بلغ ارتفاعها 5 أمتار (16 قدما) في سيفيرو-كوريلسك بجزر الكوريل المجاورة، مما أدى إلى فيضانات وأضرار في المباني، بما في ذلك مصنع لتجهيز الأسماك، كما صدرت أوامر بإخلاء المناطق الساحلية المتضررة.
وهناك تحذيرات من آثار واسعة النطاق في المحيط الهادي نظرا لقوة الزلزال وضحالة عمقه:
في اليابان، صدرت تحذيرات من تسونامي، حيث إن هناك تقارير عن موجات أولية في شمال اليابان، بما في ذلك هوكايدو (نحو 30 سنتيمترا)، ثم إن موجة بلغ ارتفاعها 1.3 متر ضربت كوجي، وحثت السلطات على الإخلاء، حتى إنها أغلقت مطار سنداي كإجراء احترازي.
أما هاواي فصدر فيها تحذير من تسونامي، وتم حث السكان على إخلاء المناطق الساحلية، كما سجلت أمواج يصل ارتفاعها إلى 1.2 متر فوق مستوى سطح البحر في بعض المواقع.
وفي الساحل الغربي للولايات المتحدة وألاسكا، صدرت تحذيرات من تسونامي في أجزاء من ألاسكا، وبريتش كولومبيا، وواشنطن ، وأوريغون، وكاليفورنيا، وثمة إنذار من أمواج خطيرة.
وفي دول أخرى بالمحيط الهادي صدرت تحذيرات في كل من الفلبين وإندونيسيا والإكوادور -بما في ذلك جزر غالاباغوس- وتشيلي وبيرو وكوستاريكا ونيوزيلندا، وأستراليا.
وعلى الرغم من وقوع إصابات فإنه لم يبلغ أن أيا منها كان خطيرا، لكنْ ثمة أضرار محلية جسيمة وفيضانات في روسيا، ويبدو أن التحذيرات واسعة النطاق في المحيط الهادي وعمليات الإجلاء في الوقت المناسب قد ساهمت في التخفيف من الخسائر الفادحة والدمار الواسع النطاق في مناطق نائية أخرى، على الرغم من وصول تسونامي إلى العديد من السواحل، وسيتضح الأثر طويل المدى على البنية التحتية والنظم البيئية -خاصة في كامتشاتكا وجزر الكوريل- مع استمرار التقييمات.
ويمكن تلخيص ما حصل حتى الآن فيما يلي:
في كامتشاتكا، أُبلغ عن إصابات طفيفة وأضرار في بعض المباني -بما في ذلك روضة أطفال- وفيضانات محلية، ولا سيما في سيفيرو-كوريلسك، حيث أجريت عمليات إخلاء بعد غمر أمواج بلغ ارتفاعها أمتارا عدة.
كما أجلت اليابان أكثر من 900 ألف ساكن في 133 بلدية على الرغم من انخفاض شدة الأمواج، وأعلنت هاواي حالة الطوارئ وأخلت المناطق الساحلية، وأصدرت سلطات الساحل الغربي للولايات المتحدة تحذيرات من تسونامي.
1- زلزال كامتشاتكا عام 1737، تراوحت قوته بين 9 و9.3 درجات.
وقع هذا الزلزال بالقرب من الطرف الجنوبي لشبه جزيرة كامتشاتكا، وتسبب في حدوث تسونامي هائل، ويُعتبر من بين أكبر موجات التسونامي المسجلة في المنطقة على الإطلاق، ودمر هذا الزلزال العديد من مستوطنات السكان الأصليين، واستمرت الهزات الارتدادية حتى ربيع عام 1738.
2- زلزال كامتشاتكا عام 1841، قُدّرت قوته بـ9 درجات أو أكثر.
ضرب الزلزال قبالة ساحل شبه جزيرة كامتشاتكا، مسببا هزات عنيفة وتسونامي وصل ارتفاعه إلى 15 مترا، وأثر التسونامي على المناطق الساحلية، بما في ذلك هاواي، حيث سُجل ارتفاعه بـ4.6 أمتار.
3- زلزال كامتشاتكا عام 1952، بلغت قوته 9 درجات.
هذا خامس أكبر زلزال مسجل آليا في التاريخ، وقد تسبب في حدوث تسونامي مدمر، حيث وصل ارتفاع الأمواج إلى 12 مترا على طول ساحل باراموشير، مما ألحق أضرارا جسيمة بمدينة سيفيرو-كوريلسك.
4- زلزال كامتشاتكا عام 1923، تراوحت قوته بين 6.8 و8.2 درجات.
وقع قبالة الساحل الشمالي لشبه جزيرة كامتشاتكا، وتسبب في حدوث تسونامي، حيث وصل ارتفاع الأمواج إلى 30 مترا، مما تسبب في أضرار جسيمة و36 وفاة، وسُجل التسونامي في أماكن بعيدة، مثل هاواي والساحل الغربي للولايات المتحدة.