آخر الأخبار

الرد الروسي المتوقع على مهلة الـ50 يوما من ترامب

شارك

موسكو- أثارت التغيرات التي طرأت على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الأزمة الأوكرانية وإعلانه بشكل مباشر نية بلاده تزويد كييف بأسلحة هجومية، ردود فعل متباينة لدى المراقبين الروس.

وكان ترامب أعلن أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) ، الذي تُعد الولايات المتحدة عضوا فيه، سيدفع ثمن الأسلحة الأميركية التي ستزود بها أوكرانيا لاحقا، موضحا أنه تم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن مع الحلف في قمة المنظمة في يونيو/حزيران المنصرم، ينص على أن "تُزود دول الناتو بالأسلحة، وسيُسدد الحلف للولايات المتحدة التكلفة الكاملة لهذه الأسلحة".

كما منح ترامب موسكو مهلة نهائية مدتها 50 يوما لإبرام اتفاق سلام، وفي حال عدم استيفاء الشروط، هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات السلع الروسية، بالإضافة إلى رسوم جمركية ثانوية على الدول التي تشتري النفط والغاز وموارد الطاقة الأخرى من روسيا.

وأشار الرئيس الأميركي في تصريح لاحق إلى أن شحنات المساعدات العسكرية المُستقبلية لكييف ستشمل بطاريات باتريوت، بينما ستنقل بعض الدول الغربية أنظمة الدفاع الجوي باتريوت الخاصة بها إلى كييف، وستُحدث الولايات المتحدة الترسانة الأوكرانية بأنظمة جديدة.

وترى روسيا أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تُعيق التسوية، وتُورط دول الناتو مباشرةً في النزاع. ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ذلك بـ"اللعب بالنار"، مضيفا أن أي شحنات تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستكون هدفا مشروعا لروسيا.

أما المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، فوصف تصريحات ترامب بأنها بالغة الخطورة، وأن روسيا بحاجة إلى وقت لتحليلها. وحسب قوله، فإنه إذا رأى الرئيس الروسي ذلك ضروريا، فسيعلق على كلام ترامب.

مصدر الصورة ترامب (وسط من اليمين) يلتقي الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في البيت الأبيض أول أمس الاثنين (الفرنسية)

"جنون المبالغة"

الباحث بمعهد دراسات السلام والصراعات فلاديمير جورافليوف، رأى أن تصريحات الرئيس الأميركي حول تسليم أسلحة جديدة إلى أوكرانيا لن تُغير شيئا، لا في منطقة العمليات العسكرية ولا في تصرفات روسيا في مجال السياسة الخارجية.

إعلان

وفي تعليق للجزيرة نت، قال إن مهلة الـ50 يوما التي حددها ترامب لحل النزاع، وتهديداته بفرض رسوم جمركية مجرد "كلام فارغ" وعنصر من عناصر "جنون ترامب المبالغ فيه"، الذي يستغله بنشاط في الممارسة السياسية والحياة اليومية، كونه ببساطة لا يستطيع العيش بدون مثل هذه التصريحات، حسب تعبيره.

ووفقا له، فإن ترامب غير قادر على اتخاذ إجراءات متهورة تجاه روسيا والصين والهند في المجال التجاري بعد انقضاء المهلة التي أعلن عنها، مضيفا أن الحديث لا يدور عن عقوبات، بل عن رسوم جمركية.

وحسب رأيه، فإن فرض رسوم جمركية على شركاء روسيا التجاريين، والذي سمح به ترامب في ظل غياب أي تقدم في التسوية، سيكون له تأثير سلبي بالدرجة الأولى على الولايات المتحدة، وستظل البرازيل والهند والصين قادرة على إيجاد حلول بديلة لشراء الموارد الروسية.

من ناحية ثانية، أكد المتحدث بأن الشحنات العسكرية من دول الناتو لا تزال تصل فعليا إلى أوكرانيا عبر الموانئ الرومانية، بما في ذلك ميناء غيورغيوليشتي في مولدوفا، الذي أصبح ملكا لبوخارست.

أما منظومات باتريوت فمن غير المعروف عددها على الأراضي الأوكرانية لكنها موجودة بالتأكيد وتُستخدم، "والسؤال الآن: هو هل سيكون هناك المزيد منها؟".

يجيب جورافليوف أن "هذا وارد جدا، بل إن إسرائيل، قامت مؤخرا، رغم العمليات العسكرية مع إيران، بإرسال هذه الأنظمة سرا إلى الأوكرانيين. كما أن ألمانيا أكدت أن 400 صاروخ مضاد للطائرات سلمت إلى أوكرانيا". من دون الأخذ بالاعتبار تصريح برلين بأنها لن تُسلم صواريخ تاوروس إلى كييف، لأن أوكرانيا قد بدأت بالفعل إنتاج صواريخ بعيدة المدى، تستهدف العمق الروسي.

مفاوضات بأسوأ الشروط

من جانبه، يرى الخبير العسكري أناتولي ميخائيلوف بأن ترامب بتصريحاته الجديدة يريد أن "يخوض اللعبة" في أوكرانيا من دون أن يكون متورطا بشكل مباشر، لأنه يعلم من سينتصر، حسب وصفه.

وفي حديث للجزيرة نت أشار ميخائيلوف إلى تصريحات مسؤول كبير في البيت الأبيض قال فيها إن الرئيس ترامب يرى أن روسيا ستنتصر، والمسألة تتعلق فقط بالوقت الذي سيستغرقه ذلك.

ويتابع بأن ترامب لا يريد أن يكون في الجانب الخاسر، وأن مهلة الـ50 يوما التي حددها ستتزامن مع انتهاء الهجوم الروسي الصيفي، وعندها من المرجح أن يكون هناك مجال للمفاوضات بعد ذلك، لكنها ستكون في أسوأ الشروط بالنسبة لكييف.

وبرأيه، يُقيّم الرئيس فلاديمير بوتين بشكل موضوعي الوضع الذي تتمتع فيه روسيا في ساحات القتال مع أوكرانيا ويُدرك أن الولايات المتحدة أو أوروبا لا تستطيعان فعل الكثير للضغط عليه أو إجباره على تكبد خسائر فادحة.

إضافة لذلك، يقول المتحدث إن زيادة المساعدات لأوكرانيا من غير المرجح أن تُحدث تغييرا كبيرا في التوازن العسكري، وإن موسكو مستعدة لتحمل التكاليف المرتبطة بالعقوبات الإضافية.

كما يبدي الخبير شكوكا بشأن الأسلحة المرسلة إلى كييف على ضوء تراجع مخزونات الأسلحة، علاوة على أن العديد من التفاصيل حول الترسانة الجديدة لأوكرانيا لا تزال غير واضحة بعد.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا