دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين من جانب فرنسا والمملكة المتحدة، معتبرا أن هذا هو الطريق "الوحيد الذي يؤدي الى أفق للسلام" بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "اؤمن بمستقبل حل الدولتين، الذي سيتيح لإسرائيل العيش بسلام وأمن مع جيرانها".
وأضاف: "اؤمن بضرورة توحيد أصواتنا في باريس ولندن وكل مكان للاعتراف بدولة فلسطين".
يأتي ذلك في وقت هدد فيه عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين في اليمن، يوم الخميس أي شركة تنقل بضائع ذات صلة بإسرائيل عبر مناطق بحرية محددة.
وقال: "قرارنا في منع الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي هو قرار حازم ثابت مستمر طالما استمر العدو الإسرائيلي في العدوان والحصار على قطاع غزة".
وتابع: "قرار الحظر لم يتوقف أبدا ولم يلغ، وهو قرار ساري المفعول، وكانت عملية الرصد مستمرة وما استجد هو المخالفة من بعض الشركات".
وأغرق الحوثيون سفينتين هذا الأسبوع بعد أشهر من الهدوء.
من جانبه، أعلن الدفاع المدني في غزة ارتفاع حصيلة قتلى الضربات الإسرائيلية على القطاع منذ فجر الخميس إلى 52 قتيلاً، بينهم أطفال.
وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني في غزة محمد المغير في بيان إن 52 شخصاً على الأقل قتلوا "جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم، من بينهم 3 من منتظري المساعدات".
وفي بيان سابق يوم الخميس، قال المغير إن من بين القتلى "8 أطفال وسيدتان" من أصل 17 شخصاً قتلوا "في استهداف إسرائيلي أمام نقطة طبية في مدينة دير البلح" وسط قطاع غزة.
وتأتي سلسلة الغارات الإسرائيلية بعد ساعات من إعلان حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح 10 رهائن محتجزين في غزة، ومع استمرار المفاوضات للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.
كما نقل مراسل بي بي سي عن مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى صباح اليوم، أن حصيلة القتلى في القصف الإسرائيلي الذي وقع أمام نقطة طبية مخصصة لعلاج الأطفال في مخيم دير البلح، وصلت إلى 18 شخصاً من بينهم 10 أطفال وعدد من النساء، مشيرة إلى أن القصف استهدف "طابوراً لاستلام "مكمل غذائي" كان يصطف أمامه المئات.
وفي تعليقه على الحادث، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف "أحد أفراد قوات النخبة التابعة للجناح العسكري لحركة حماس، الذي شارك في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل".
وقال في بيان: "يعلم الجيش الإسرائيلي بتقارير عن عدد من المصابين في المنطقة. الحادث قيد المراجعة"، معرباً عن "أسفه لأي أذى لحق بأفراد غير متورطين" بحسب البيان.
وفي خلال ساعات الفجر، قتل ثلاثة أشخاص على الأقل في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية قرب دوار حيدر غربي مدينة غزة، وأربعة آخرون بينهم طفلة خلال استهداف مروحيات إسرائيلية لفلسطينيين أمام منزلهم في حي الزيتون، بينما قتل خمسة على الأقل- أم وأطفالها - في غارة على منزل وسط مخيم خان يونس جنوبي القطاع.
وبلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023، نحو 57 ألفا و680 قتيلا، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
وتأتي الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لصحفيين في واشنطن، يوم الأربعاء، إن إسرائيل وحماس يمكنها التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح رهائن في غضون أسبوع أو أسبوعين.
وخلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، قال المسؤول إنه إذا اتفق الجانبان على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لاقتراح وقف دائم لإطلاق النار يتطلب من الحركة الفلسطينية نزع سلاحها.
وإذا رفضت حماس، "فسنمضي قدماً" في العمليات العسكرية في غزة، حسبما قال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
وقال مصدر مقرب من حركة حماس إن أربعة أيام، من المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل في قطر، لم تُسفر عن أي اختراقات في النقاط الخلافية الرئيسية.
وكانت حركة حماس قد أعلنت، الأربعاء، إنها وافقت على الإفراج عن 10 رهائن في إطار الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن المحادثات المستمرة بشأن الهدنة "صعبة" بسبب "تعنت" إسرائيل.
وأضافت الحركة أن المفاوضات تواجه عدة نقاط خلافية، من بينها تدفق المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، و"ضمانات حقيقية" للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد قال إن هناك "فرصة كبيرة جداً" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وذلك بعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء للمرة الثانية خلال يومين لمناقشة الوضع.
في ذات السياق، أعرب رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن أسفه لقرار واشنطن فرض عقوبات على المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالوضع في الأراضي الفلسطينية، بسبب انتقادها السياسة الأمريكية بشأن غزة.
وقال السفير السويسري ورئيس مجلس حقوق الإنسان، يورغ لاوبر، في بيان: "آسف لقرار حكومة الولايات المتحدة فرض عقوبات على السيدة فرانشيسكا ألبانيزي".
وجاءت تصريحاته غداة إعلان وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو الأربعاء، أن واشنطن بصدد فرض عقوبات على ألبانيزي "بسبب جهودها غير المشروعة والمخزية، الهادفة إلى حض المحكمة الجنائية الدولية على اتخاذ إجراءات بحق مسؤولين وشركات وقادة أمريكيين وإسرائيليين".
يذكر أن المقررين الخاصين للأمم المتحدة، مثل ألبانيزي، هم خبراء مستقلون يُعيّنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكنهم لا يتحدثون باسم المنظمة الدولية.
من جانبها، اعتبرت فرانشيسكا ألبانيزي، الخميس، أن العقوبات الأمريكية بحقها "مصممة لإضعاف مهمتها"، مضيفة خلال مؤتمر صحفي في العاصمة السلوفينية "ليوبليانا": "سأستمر في القيام بما يتعين علي القيام به"، حتى وإن شكل ذلك "تحديا".
وعرضت دائرة العمل الخارجي الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي يوم الخميس 10 خيارات لاتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد إسرائيل بعد أن خلصت الشهر الماضي إلى وجود "مؤشرات" على أن إسرائيل انتهكت التزامات مرتبطة بحقوق الإنسان في اتفاقية تحكم علاقاتها مع التكتل.
وفي وثيقة جرى إعدادها للدول الأعضاء في التكتل واطلعت عليها رويترز، تضمنت الخيارات خطوات مؤثرة مثل تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وأخرى أقل وطأة منها تعليق مشاريع تقنية بين الاتحاد وإسرائيل.
وتتطلب معظم الإجراءات موافقة جميع أو معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ويقول دبلوماسيون إنه ليس من الواضح ما إذا كان هناك رغبة لدى عدد كاف من الدول الأعضاء في اتخاذ أي منها.
وفي الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي أكد بدوره أنه أطلق النار بعد تعرض أحد جنوده للطعن خلال "نشاط" في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت وزارة الصحة في بيان "استشهاد أحمد علي العمور (55 عاماً) بالرصاص في بلدة رمانة بجنين، صباح اليوم الخميس" دون تقديم مزيد من التفاصيل.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته انتشرت في قرية "رمانة" في الضفة الغربية، قبل أن يقوم "مسلح" بطعن أحد الجنود ووصف إصابته بأنها "متوسطة".
في المقابل، أعلن جهاز الإسعاف الإسرائيلي مقتل شخص واحد على الأقل، في هجوم وقع في جنوب الضفة الغربية المحتلة الخميس.
وجاء في بيان صادر عن متحدث باسم الجهاز أنه "بعد الهجوم الإرهابي عند مفترق غوش عتصيون، وبعد تقييم طبي، أعلن مسعفو نجمة داوود الحمراء وفاة شاب يبلغ 20 عاما".
وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقُتل منذ ذلك الحين 951 فلسطينيا على الأقل، على يد جنود أو مستوطنين إسرائيليين، حسب بيانات السلطة الفلسطينية.
وفي الفترة نفسها، قُتل وفق بيانات رسمية إسرائيلية ما لا يقل عن 35 إسرائيلياً، في هجمات نفذها مسلحون فلسطينيون أو خلال عمليات عسكرية إسرائيلية.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل صباح الخميس، وذلك بعد أيام قليلة من شنّ مقاتلات إسرائيلية هجمات على بنى تحتية تابعة للحوثيين في اليمن، فيما أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن العملية في وقت لاحق.
وقال الجيش في منشور على حسابه في منصة إكس إنّ "سلاح الجو اعترض قبل قليل صاروخا أُطلق من اليمن، وتسبّب بتفعيل الإنذارات في بعض مناطق البلاد".
وبعد ساعات قليلة، أفاد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان مصوّر على تلغرام بتنفيذ الحوثيين "عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي من نوع ذوالفقار"، مضيفاً أن العملية "حققت هدفها بنجاح".
ومنذ نهاية عام 2023، يشنّ الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن هجمات صاروخية ضدّ إسرائيل، والسفن المرتبطة بها في البحر الأحمر، في خطوة يقولون إنها تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في قطاع غزة، بينما تردّ إسرائيل بشنّ ضربات على مواقع سيطرتهم في اليمن.