أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه سيتم إرسال آلاف استدعاءات التجنيد إلى اليهود الحريديم المتشددين دينيا الذين كانوا معفيين من الخدمة العسكرية، في خطوة تهدد مستقبل الائتلاف الحاكم بزعامة بنيامين نتنياهو.
وقال الجيش في بيان إنه "سيبدأ هذا الأسبوع بإرسال الاستدعاءات لاستكمال إجراءات التجنيد للمتشددين دينيا الذين لم تعد صفتهم كطلاب في المدارس الدينية صالحة بعد انتهاء العمل بالقانون".
ويشكل تجنيد اليهود المتشددين قضية حساسة بالنسبة لحكومة نتنياهو.
تشكلت الحكومة في ديسمبر 2022، وعمادها تحالف بين حزب رئيس الوزراء الليكود (يمين)، وأحزاب يمينية متطرفة ودينية يهودية متشددة عازمة على الحفاظ على الإعفاء الذي يرفضه المجتمع الإسرائيلي بشكل متزايد بعد 22 شهرا من بدء الحرب في غزة مع حركة حماس.
وبموجب ترتيب يعود إلى إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، تمتع الرجال من الحريديم بإعفاء من الخدمة العسكرية بحكم الأمر الواقع لعقود من الزمن، بشرط أن يكرسوا أنفسهم لدراسة النصوص المقدسة اليهودية في المدارس الدينية.
وقد طعنت المحكمة العليا في هذا الإعفاء في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ما أجبر الحكومات المتعاقبة على تمرير ترتيبات تشريعية موقتة لإرضاء المتشددين دينيا لضمان دعمهم في الكنيست.
لكن منذ يونيو 2024، تتعرض الحكومة إلى ضغوط من المحاكم للمضي قدما في تجنيد اليهود المتشددين في غياب قانون يضمن إعفاءهم.
وأضاف بيان الجيش أنه "سيتم إرسال الاستدعاءات على دفعات خلال شهر تموز/يوليو، حتى يتم الوصول إلى إجمالي 54 ألف أمر استدعاء".
وأكد النص أن "الجيش سيواصل جهوده لتوسيع نطاق تجنيد أفراد المجتمع من المتشددين دينيا، مع ضمان توفير أفضل الظروف للحفاظ على أسلوب حياتهم الخاص".
يشكل الحريديم 14 بالمئة من سكان إسرائيل اليهود، أي نحو 1.3 مليون نسمة، وبينهم 66 ألف رجل في سن الخدمة العسكرية.
في حين يرى بعض الحاخامات المتشددين أن دراسة نصوص التوراة تحمي البلاد بقدر ما يحميها الجيش، يخشى آخرون أن يتوقف المجندون الشباب الحريديم عن ممارسة شعائر الدين.