آخر الأخبار

الفلفل الحار يحرق الدهون ويطيل العمر الصحي.. متى يعتاد لسانك على حرارته؟

شارك

"الأطعمة الحارة، التي كانت نادرة وغريبة، أصبحت الآن ظاهرة عالمية"، وفقا للتقرير الذي صدر مؤخرا عن شركة "كالسيك" للأغذية، وأظهر تزايدا في استهلاك الأطعمة الحارة، وأشار إلى أن العديد من المستهلكين حول العالم، "يبحثون عن مستويات حرارة طعام أعلى من أي وقت مضى".

وقد وجدت العديد من الدراسات الحديثة أن "الأشخاص الذين يتناولون الطعام الحار بانتظام -ولكن باعتدال- يتمتعون بصحة عامة أفضل وأمراض أقل"، وأشارت الأبحاث إلى أن "الطعام الحار يمكن أن يُساعد في عملية الأيض (التمثيل الغذائي)، مما يُعزز الشعور بالشبع والتحكم في الوزن"؛ وفقا لما ذكره الدكتور لونغ نغوين، أستاذ الطب المساعد بجامعة هارفارد، لموقع مجلة "تايم" الأميركية، موضحا أن العلماء يدركون بشكل متزايد كيف تساعد هذه الأطعمة الجسم، "على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث".

مصدر الصورة الأطعمة الحارة تعزز تنوع ميكروبيوم الأمعاء وتحسن عملية الأيض (غيتي إيميجز)

فوائد الطعام الحار

إلى جانب تحسين المذاق وما يضفيه على النظام الغذائي من نكهة مميزة، قد يكون الطعام الحار مفيدا لك -وفقا للخبراء- من النواحي التالية:


* مكافحة السمنة: ففي عام 2020، وجدت مراجعة بحثية موسعة أن اتباع نظام غذائي غني بالفلفل الحار، "يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري". وقد أرجع الدكتور بو شو، طبيب القلب في كلية ليرنر للطب بمستشفى كليفلاند كلينك، والمشرف الرئيسي على المراجعة، هذه التأثيرات إلى وجود "الكابسيسين"، وهو المركب الذي يجعل الفلفل الحار حارا جدا، ويُفعّل قنوات "تي آر بي" الحساسة للحرارة في الخلايا العصبية، لتقوم بدورها بتحفيز "الأدرينالين"، الذي يحرق الدهون ويساعد في التحكم في نسبة السكر في الدم.

كما وجد جون هايز، أستاذ علوم الأغذية في جامعة بنسلفانيا، أن الناس عندما يشعرون بأن الطعام حار، فإنهم يمضغون الطعام ببطء، "مما قد يؤدي إلى تناول كميات أقل من الطعام، ومن ثم وزن صحي، وهضم صحي، ومستويات سكر في الدم صحية".

إعلان

* تقليل خطر الوفاة المبكرة: حيث أظهرت نفس المراجعة أن "الأشخاص الذين تناولوا الكثير من الفلفل الحار، كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 25% من المتوقع، مقارنة بمن يتناولونه نادرا، أو لم يتناولوه مطلقا".
* مقاومة الالتهاب: يؤكد نغوين أن هناك بعض البيانات الأولية التي تشير إلى "وجود علاقة بين كمية الكابسيسين التي نتناولها، وبعض التأثيرات المضادة للالتهابات". حيث تُظهر الأبحاث أن مستقبلات "تي آر بي" تساعد في التحكم في الخلايا المناعية مفرطة النشاط، لتقليل الالتهاب المُسبب لأمراض مزمنة مثل أمراض القلب. لذا، تُستخدم أحيانا أدوية تحتوي على الكابسيسين المضاد للالتهاب، كدهانات لعلاج آلام الأعصاب والتهاب المفاصل.
* مضادَّة الأكسدة: يقول نغوين "بالإضافة إلى احتواء أكثر أنواع الفلفل حرارة على نسبة أعلى من الكابسيسين، فإن العديد من أنواع الفلفل الحار غنية بمضادات الأكسدة".

كما وجدت دراسة نُشرت عام 2019، أن تناول الفلفل الأحمر -وهو أكثر نضجا من الفلفل الأخضر ويحتوي على نسبة أعلى من الكابسيسين- نيئا أو مطبوخا قليلا، هو الأفضل للحفاظ على الكابسيسين ومضادات الأكسدة وفيتامين "سي".


* صحة القلب: فقد وجدت دراسة إيطالية نُشرت عام 2019، أن الأشخاص الذين تناولوا الفلفل الحار، "تمتعوا بفوائد صحية أوسع للقلب"، مقارنة بمن فضّلوا الفلفل الحلو، أو الذي يحتوي على كمية أقل بكثير من الكابسيسين.
* فائدة الأمعاء: بحسب نغوين فإن "الأطعمة الحارة تزيد من تنوع الميكروبيوم (بكتيريا الأمعاء النافعة)، للقيام بوظائف مختلفة، مثل تكسير الطعام، وتقوية بطانة الأمعاء، ومحاربة الجراثيم الضارة". وتضيف الدكتورة إيما لينغ، أستاذة التغذية السريرية بجامعة جورجيا، أن الدراسات تشير إلى أن "خصائص الكابسيسين المفيدة للأمعاء يمكن أن تُحسّن عملية الأيض، والالتهابات، والتحكم في مستوى السكر والكوليسترول في الدم".
* الحماية من الأمراض المزمنة: تُشير إيما لينغ إلى أن "الطعام الحار يمكن أن يتناسب تماما مع نظام غذائي صحي"، لكنها تُنبه إلى أن الفلفل الطازج أكثر صحة من الفلفل المُصنّع، حيث تُظهر أبحاث نُشرت عام 2015، أن الأشخاص الذين يتناولون الفلفل الطازج بانتظام، بدلا من الفلفل المجفف أو المطحون؛ "يتمتعون بمعدلات أقل للإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان". مصدر الصورة مضغ الطعام الحار ببطء قد يؤدي إلى تناول كميات أقل، وهضم ووزن صحي (غيتي إيميجز)

يمكن التعود على الطعام الحار في غضون أسبوع

يُنصح المبتدئون في تناول الطعام الحار بالبدء بالفلفل المعتدل الحرارة، وتوصي أخصائية التغذية كيران كامبل، بالطعام الحار للذين يسعون لإنقاص وزنهم، "مع نصحهم بالبدء بكمية قليلة والتدرج في تناوله". حيث يزيد تناول الطعام الذي يحتوي على الكابسيسين من قدرة الجسم على تحمل الحرارة، "بزيادة كمية الفلفل الحار تدريجيا"، مما قد يوفر فوائد أكبر. وتقترح كامبل تناول وجبات حارة من مرتين إلى 4 مرات أسبوعيا، ومع كثرة تناوله، تُصبح مستقبلات الألم في اللسان أقل حساسية للكابسيسين "في غضون أسبوع تقريبا"، مما يُتيح تناول فلفل حار بطريقة أكثر صحة.

إعلان

لا تُبالغ في تناول الطعام الحار

إذا بالغت في تناول الطعام الحار، فقد يثور جسمك، لذا، "من الحكمة الاعتدال في تناوله أو تجنبه"؛ بحسب تحذير الدكتور نغوين -وهو أيضا خبير في الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي- من أن "يتسبب الاستهلاك المفرط للطعام الحار في تفاقم أعراض ارتجاع المريء ومتلازمة القولون العصبي".

أيضا، إحدى طرق جعل الفلفل الحار أكثر متعة -وأقل حُرقة- هي موازنة الحرارة مع الملح والنكهات الأخرى، "فالأطعمة ذات النكهة الخفيفة، مثل الفاصوليا العادية، تتطلب فلفلا أكثر نكهة"، بحسب مارك سانشيز، رئيس شركة مقرها سان فرانسيسكو تبيع الفلفل الحار عبر الإنترنت؛ والذي ينصح بالتخلص من البذور، "فهي لا تضيف أي نكهة وعناصر غذائية، كما أنها الأكثر حرارة من الأجزاء الأخرى، حيث تتركز فيها مادة الكابسيسين".

مصدر الصورة الاستهلاك المفرط للطعام الحار قد يُفاقم أعراض ارتجاع المريء والقولون العصبي (غيتي إيميجز)

لتخفيف الحُرقة

هناك إ ستراتيجية أخرى للتعامل مع الطعام الحار، تشمل "تناوله مع دهون صحية، مثل الحليب كامل الدسم، لتمتص الكابسيسين"؛ وفقا لأبحاث الدكتور جون هايز الذي يؤكد أن تأثير الحليب كامل الدسم، "كخرطوم إطفاء حريق فموي".

في الوقت الذي وجد فريق هايز من الباحثين أن "الحليب الخالي من الدسم" أيضا يُعطي نتائج مماثلة، ربما لأنه إلى جانب دور الدهون، "يُساعد البروتين ودرجة حرارة الحليب الباردة، في التخفيف من حدة حرارة الكابسيسين".

كما توصي كيران كامبل بوضع شرائح الفلفل الحار في زيت الزيتون (كمصدر آخر للدهون الصحية)، ثم يُحفظ في الثلاجة لبضعة أيام قبل الاستعمال.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا