آخر الأخبار

حرب غزة: مقترح أمريكي جديد للتوصل إلى هدنة في غزة، وتحديات توزيع المساعدات في القطاع مستمرة

شارك
مصدر الصورة

ذكرت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، الخميس، أن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قدّم مقترحاً جديداً يهدف إلى كسر الجمود في مفاوضات التهدئة، ويشمل اتفاقاً مرحلياً لتبادل الرهائن، ووقفاً مؤقتاً لإطلاق النار.

ويقضي المقترح بإطلاق سراح تسعة رهائن أحياء من غزة، إلى جانب تسليم جثث 18 آخرين، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين، على أن تُنفذ الصفقة على مرحلتين خلال أسبوع واحد.

كما يتضمن المقترح وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، تُستأنف خلاله المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق دائم.

وقالت القناة الثانية عشرة، نقلاً عن مصادر سياسية، إن مضمون المقترح أشار إلى أنه في حال لم تتوصل الأطراف إلى تفاهم نهائي في هذه الفترة، يُسمح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية أو مواصلة التفاوض على مراحل إضافية لتبادل الرهائن.

وبحسب المصادر، ينص المقترح كذلك على إعادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بإشراف الأمم المتحدة، إضافة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق سيطر عليها خلال عمليته البرية.

يشار إلى أن حرب غزة مستمرة منذ أكثر من 600 يوم. وأعلن الدفاع المدني في غزة الخميس، مقتل 44 شخصاً في غارات إسرائيلية منذ الفجر على مناطق متفرقة من القطاع المحاصر الذي دمرته الحرب.

ونقلت فرانس برس عن مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير قوله في بيان "نقل 44 شهيداً جراء غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم على قطاع غزة". وأشار البيان إلى وقوع "23 شهيداً وإصابات وعدد من المفقودين جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة القريناوي شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة".

مصدر الصورة

تدافع حشود للحصول على مساعدات إنسانية

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن "حشوداً من الجوعى" اقتحمت يوم الأربعاء مستودعاً للإمدادات الغذائية في وسط قطاع غزة.

ودعا إلى "وصول إنساني آمن ومن دون عوائق، للسماح بتوزيع الغذاء فوراً وبشكل منظّم" في قطاع غزة.

وأشار البيان إلى أنّ برنامج الأغذية العالمي يحاول التأكد من تقارير تفيد بمقتل شخصين وإصابة آخرين في الواقعة.

وأظهر مقطع فيديو التقطه شاهد وتحققت منه رويترز على نحو مستقل حشوداً كبيرة من الناس تتدافع داخل المستودع وتخرج أكياساً وصناديق وسط سماع دوي إطلاق نار. ولم يتضح بعد كيف قتل أو أصيب الأشخاص في الواقعة.

وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط سيغريد كاج في جلسة لمجلس الأمن إن حجم المساعدات التي سمحت إسرائيل للأمم المتحدة بتقديمها حتى الآن لا يمكن وصفها إلا وكأنها مجرد "قارب نجاة بعد غرق سفينة" في وقت يواجه الجميع في غزة خطر المجاعة.

وبرزت قضية المساعدات في ظل أزمة الجوع التي يشهدها قطاع غزة بعدما فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً عليه منذ أكثر من شهرين، قبل السماح بدخول إمدادات بكميات قليلة الأسبوع الماضي.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنّ "الاحتياجات الإنسانية أصبحت خارجة عن السيطرة، بعد 80 يوماً من الحظر الكامل لدخول جميع المساعدات الغذائية وغيرها من المساعدات إلى غزة".

وحذّرت وكالات الأمم المتحدة من أن سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، يواجهون مستويات كارثية من الجوع بعد حصار إسرائيلي دام قرابة ثلاثة أشهر، وخُفّف الأسبوع الماضي.

وتدعم إسرائيل والولايات المتحدة نظاماً جديداً لتوزيع المساعدات تديره منظمة جديدة مثيرة للجدل، وهي مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) .

ويستخدم نظام توزيع المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية متعاقدين أمنيين أمريكيين، متجاوزاً الأمم المتحدة، التي رفضته باعتباره غير أخلاقي وغير عملي. وقالت الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية إن هذا النظام يمنع حماس من سرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.

تنقل فرانس برس عن الفلسطيني قاسم شلوف قوله "تدخل وتأخذ ما تريد وتمشي. كل الكراتين ممزقة"، مؤكداً أنه أخذ "خمسة أكياس حمص وخمسة كيلوغرامات من الأرز".

وقال مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان للأراضي الفلسطينية المحتلة "أصيب نحو 47 شخصاً بجروح الثلاثاء".

وأقر الجيش الإسرائيلي أن جنوده "أطلقوا النار تحذيراً في الهواء"، خارج مركز التوزيع التابع لمؤسسة غزة الإنسانية "لكن ليس باتجاه الناس". ونفت المؤسسة كذلك أي إطلاق نار على الحشود مباشرة.

سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون حمّل حركة حماس مسؤولية الفوضى متهماً إياها بمحاولة تعطيل الوصول إلى نقطة التوزيع من خلال نصب حواجز على الطرق، وفق قوله.

وأضاف "انضمت الأمم لمتحدة بنشاط الآن إلى حماس في محاولة لتعطيل الوصول إلى هذه المساعدة. الأمم المتحدة تستخدم التهديد والترهيب والإجراءات الانتقامية ضد المنظمات غير الحكومية التي اختارت المشاركة في هذه الآلية الإنسانية الجديدة".

وجدد ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء رفض الأمم المتحدة العمل مع المؤسسة الجديدة التي "لا تحترم عملياتها مبادئنا الإنسانية".

وأكد كذلك أن الأمم المتحدة ستبذل قصارى جهدها لتسلم المساعدات التي دخلت عبر معبر كرم أبو سالم.

وقال دوجاريك "منذ الأسبوع الماضي عرضت 900 شاحنة للحصول على موافقة إسرائيلية وتمت الموافقة على 800 منها لكن 500 فقط أفرغت من الجانب الإسرائيلي في كرم أبو سالم، ومر عدد أقل في الجانب الفلسطيني حيث تمكنّا نحن وشركاؤنا من تسلم أكثر من 200 منها بقليل، وأحاط بهذه العملية انعدام الأمن ومحدودية الوصول".

في غضون ذلك، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، تأكيده على خطط نقل جميع سكان غزة إلى "منطقة معزولة" جنوبي القطاع، بينما تواصل القوات الإسرائيلية قتال حماس في مناطق أخرى. كما تعهد بتسهيل ما وصفه بـ"الهجرة الطوعية" لجزء كبير من سكان غزة إلى دول أخرى، وهي خطة يراها الكثيرون تهجيراً قسرياً.

وشنت إسرائيل حملة عسكرية في غزة ردّاً على هجوم حماس عبر الحدود، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص وأُخذ 251 آخرون كرهائن.

وقُتل ما لا يقل عن 54 ألفاً و84 شخصاً في غزة منذ ذلك الحين، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.


*
*
*

مؤتمر دولي لبحث حل الدولتين

من المقرر أن يصل وفد رفيع من اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية المعنية بالتطورات في قطاع غزة إلى مدينة رام الله هذا الأسبوع، في زيارة تهدف إلى بحث سبل دعم حل الدولتين والتحضير لمؤتمر دولي مرتقب في نيويورك خلال شهر يونيو/حزيران المقبل.

ويضم الوفد وزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية، ومصر، والأردن، والبحرين، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث سيلتقي الوفد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأحد المقبل، وسيصل أعضاؤه إلى رام الله عبر مروحيات أردنية.

وقال مسؤول فلسطيني لبي بي سي إن الزيارة تُعد "تاريخية"، نظراً لمستوى التمثيل العربي الرفيع، ولأنها المرة الأولى التي يزور فيها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضح المسؤول أن الاجتماع سيبحث مجموعة من القضايا، في مقدمتها التحضير للمؤتمر الدولي الذي سيعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ويهدف إلى الدفع نحو تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، إضافة إلى بحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستعداد السلطة الفلسطينية لتولي مسؤولياتها هناك، والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية.

الغارات الإسرائيلية على غزة "تتجاوز ما هو ضروري" لمحاربة حماس

مصدر الصورة

قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن "الغارات الإسرائيلية على غزة تتجاوز ما هو ضروري لمحاربة حماس" في ظل استمرار ارتفاع عدد القتلى هناك.

وأضافت كالاس أن الاتحاد الأوروبي لا يدعم نموذجاً جديداً لتوزيع المساعدات، تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي يتجاوز الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى.

وقالت: "نحن لا ندعم خصخصة توزيع المساعدات الإنسانية. لا يمكن استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح".

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الغارات الجوية الإسرائيلية وغيرها من العمليات العسكرية، منذ استئنافها الحرب في مارس/آذار عقب وقف إطلاق النار، أسفرت عن مقتل 3924 شخصاً. وتقول إسرائيل إنها تعمل على تدمير حماس واستعادة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة.

وأدت عمليات القصف الإسرائيلية الأخيرة إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين. في يوم الجمعة الماضي، أدت غارة جوية في خان يونس إلى مقتل تسعة من أصل عشرة أطفال لطبيبة فلسطينية. كما قُتل ما لا يقل عن 35 شخصاً في مبنى مدرسة "فهمي الجرجاوي"، التي تؤوي عائلات نازحة شمال غزة، ليل الأحد/الاثنين.

تأتي تصريحات كالاس عقب مداخلة للمستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرتس، أعلن خلالها أنه "لم يعد يفهم" أهداف إسرائيل في القطاع المحاصر.

وقال: "لم يعد من الممكن تبرير الطريقة التي تأثر بها السكان المدنيون... بالقول إنها لمحاربة إرهاب حماس".

يُعد الاتحاد الأوروبي من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية إلى غزة، إلا أن كالاس قالت إن هذه المساعدات في معظمها غير قادرة حالياً على الوصول إلى الفلسطينيين المحتاجين. وفرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة في مارس/آذار، ولم تسمح إلا بدخول كميات ضئيلة بعد 11 أسبوعاً.

وقالت كالاس: "يقدم الاتحاد الأوروبي غالبية المساعدات إلى غزة، لكنها لا تصل إلى السكان لأن إسرائيل تمنعها".

وأضافت: "معاناة الناس لا تُطاق".

في غضون ذلك، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على البنية التحتية المدنية في غزة بأنها "بغيضة" و"غير متناسبة".

يأتي هذا في أعقاب أقوى انتقادات حتى الآن من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، التي طالبت إسرائيل بإنهاء هجومها العسكري على غزة. وأعلنت المملكة المتحدة لاحقاً تعليق محادثاتها التجارية مع إسرائيل.

كما بدأ الاتحاد الأوروبي مراجعة رسمية لاتفاقية التجارة الخاصة به مع إسرائيل، وقالت كالاس إنها ستطرح "خيارات" في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي القادم في بروكسل، في 23 يونيو/حزيران القادم.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا