أفاد شهود عيان بأن القوات الإسرائيلية نفذت هجوماً صاروخياً "عنيفاً"، الثلاثاء، استهدف مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس في قطاع غزة.
ونقل مراسل بي بي سي بشؤون قطاع غزة عن شهود عيان قولهم إن الجيش الإسرائيلي استهدف المستشفى بتسعة صواريخ على الأقل أثناء تشييع جنازات عدد من الفلسطينيين.
وطال القصف مدخل قسم الطوارئ في المستشفى، وتشير الأنباء لوجود ضحايا أسفل حطام القصف، وفق المراسل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن الثلاثاء، وأفاد صحافيو وكالة فرانس برس بانطلاق صافرات الإنذار تلتها انفجارات في منطقة القدس.
وأعلن الجيش في بيان "بعد سماع صافرات الإنذار قبل قليل في عدة مناطق في إسرائيل، اعترض صاروخ أطلق من اليمن"، بعدما أعلن في وقت سابق أنه "رصد إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه هاجم أفراداً من حركة حماس "مكثوا داخل مجمع قيادة وسيطرة أُنشئ داخل شبكة تحت الأرض تحت المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوب قطاع غزة"، بحسب رواية الجيش.
ولم يبلغ الجيش الإسرائيلي عن هوية المستهدفين، لكنّ وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن محاولة اغتيال القيادي في كتائب القسام التابعة لحماس محمد السنوار، بدون تأكيد مصيره.
وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته في قطاع غزة بـ"كل قوته" خلال الأيام المقبلة، مشدداً على أن الحرب لن تتوقف في الوقت الراهن.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل تعمل على إيجاد دول يمكنها استقبال سكان قطاع غزة، في إشارة إلى مساعٍ محتملة لإعادة توطين بعض سكان القطاع خارج الأراضي الفلسطينية.
وأضاف: "لا أرى سيناريو تتوقف فيه إسرائيل عن الحرب حالياً. نحن مستمرون حتى تحقيق أهدافنا الأمنية".
وفجر الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف "مركز قيادة وسيطرة" لحماس داخل مستشفى في غزة كانت الحركة تستخدمه للقيام بـ"أنشطة إرهابية"، على حدّ تعبيره.
وقال الجيش في منشور عبر تطبيق تلغرام إنه "قصف بدقة مركز قيادة وسيطرة يقع داخل مستشفى ناصر في خان يونس" جنوبي القطاع.
وأضاف أن "كبار مسؤولي حماس يواصلون استخدام المستشفى للقيام بأنشطة إرهابية، ويستغلّون السكان المدنيين داخل المستشفى وحوله بشكل سافر ووحشي".
بدورها، لم تُعلّق حركة حماس على أعلنه الجيش الإسرائيلي بشأن الحادث، واكتفت بإدانة ما وصفته بـ"الجريمة المركبة"، معتبرةً أنها تمثل "انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية، وتعكس إفلاس الاحتلال أخلاقياً وإعلامياً، وافتقاده للمصداقية أمام العالم".
وأفاد مراسل بي بي سي لشؤون غزة بمقتل الصحفي حسن إصليح وإصابة عدد آخر من المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج في الردهة. وكان إصليح يتلقّى العلاج في مستشفى ناصر، بعد إصابته في السابع من أبريل/نيسان الماضي إثر قصف خيمة للصحفيين كانت بجوار المستشفى.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أقر وقتها باستهدافه خيمة للصحفيين بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأسفر ذلك القصف عن مقتل صحفيٍ فلسطينيٍ ومواطنٍ حَرْقاً وإصابة 9 صحفيين. وكان الجيش الإسرائيلي قد قال وقتذاك إن اصليح "عنصر من لواء خان يونس في حماس".
وخلّف مقتل حسن إصليح حالة من الصدمة والحزن لدى الصحفيين في غزة، واعتقاداً بينهم بأنه استُهدِفَ بشكل مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي.
وأدانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ما وصفته بالـ "الجريمة النكراء التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء بحق المرضى والجرحى، وذلك باستهدافه المباشر لمبنى الجراحات بمجمع ناصر الطبي".
وقالت في بيان لها، إن "القصف أدى الى استشهاد اثنين وإصابة آخرين من المرضى والجرحى أثناء تلقيهم العلاج بالإضافة إلى الطواقم الطبية العاملة".
"الاستهداف المتكرر للمستشفيات وملاحقة الجرحى وقتلهم داخل غرف العلاج، يؤكد تعمُّد الاحتلال إلحاق الضرر الأكبر بمنظومة الخدمات الصحية، وتهديد فرص علاج الجرحى والمرضى حتى على أَسِرّة المستشفيات"، وفق الوزارة.
واستأنف الجيش الإسرائيلي القصف الجوي والمدفعي على مناطق شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، بعد انتهاء تسلُّمه الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان الكسندر.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة الثلاثاء عن وصول 46 جثة لمستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الماضية، من بينهم 31 قتلوا حديثاً و15 تم انتشالهم وقتلوا سابقاً خلال موجات القصف الاسرائيلي المتواصلة على القطاع، علاوة على 73 مصاباً.
وأعلنت الوزارة أيضاً عن ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع منذ 18 مارس/آذار الماضي إلى 2780 والجرحى إلى 7680، فيما ارتفعت حصيلة قتلى الحرب إجمالاً إلى 52.908 قتيلاً و119.721 جريحاً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول لعام 2023.
في جديد مفاوضات إطلاق النار، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، بأن الوفد التفاوضي الإسرائيلي وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة.
وتوصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى اتفاق مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على إبقاء الوفد في الدوحة لفترة أطول بهدف منح المزيد من الوقت للجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.
وجاء هذا التحرك عقب إعلان حركة حماس عن الإفراج عن الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر، في خطوة اعتُبرت نتيجة لمفاوضات مباشرة بين الحركة والإدارة الأمريكية، دون إشراك الجانب الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، أعلن نتنياهو أنه أصدر تعليماته بإرسال فريق التفاوض الإسرائيلي إلى قطر، والذي يضم منسق شؤون الاسرى والمفقودين، غال هيرش، ونائب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ومستشار نتنياهو للشؤون السياسية، أوفير فالك.
من الجدير بالذكر أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والذي يرأس رسميا فريق التفاوض الإسرائيلي، لن يسافر إلى قطر ولن يشارك في المحادثات، ما يعزز الانتقادات المتزايدة تجاه قيادته للمفاوضات المتعلقة بصفقة الرهائن، وفقا لصحيفة معاريف.
من ناحية أخرى، أفاد تقرير أممي جديد بأن جميع سكان غزة مُعرّضون لخطر المجاعة، بالتزامن مع بيان لحماس يؤكد اشتداد المجاعة "بشكل كارثي"، بعد تسعة عشر شهراً من الحرب والنزوح الجماعي وحصار المساعدات الإنسانية الضرورية.
ووفقاً لمقياس الجوع العالمي، الذي تستخدمه الأمم المتحدة والعديد من هيئات الإغاثة، يواجه نصف مليون فلسطيني في القطاع خطر المجاعة.
وأفاد التقرير الصادر عن النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي (IPC)، المدعوم من الأمم المتحدة ومنظمات غير الحكومية، بأن 22 في المئة من سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، يواجهون "كارثة إنسانية"، بينما سيواجه جميع السكان خطر أزمة غذائية "أو أسوأ" بحلول سبتمبر/أيلول المقبل.
وأضاف التقرير أن "جميع السكان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يواجه نصف مليون المجاعة، بمعدل واحد من كل خمسة".
ويعتمد نظام تصنيف الأمن الغذائي على خمسة مستويات. وقد أوضحت المقاييس أنه في الفترة من 1 أبريل/نيسان إلى 10 مايو/أيار، كان 244 ألف فلسطيني في غزة يعانون من أشد حالات الأمن الغذائي خطورة، بما يصل إلى المستوى الخامس، بمعنى أنهم يواجهون كارثة المجاعة.
كما جرى تصنيف 925 ألفاً آخرين على أنهم في المستوى الرابع، أو يواجهون "حالة طوارئ".
وحذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن الزراعة في غزة "على شفا الانهيار التام"، داعية إلى رفع الحصار "فوراً".
وقالت المنظمة إن مساعداتٍ كأعلاف الحيوانات والمستلزمات البيطرية، ضرورية بشكل عاجل للحفاظ على إنتاج سلع ثمينة كالحليب والبيض، والتي غالباً ما تكون آخر ما تبقى من الغذاء.
وأكدت بيث بيكدول، نائبة مدير منظمة الفاو استمرار تصاعد عدد من يواجهون المجاعة حالياً، مضيفة أن "مستويات سوء التغذية مرتفعة"، وموضحة أن هذا المقياس مؤشر على اتجاه "أي بلد في نهاية المطاف إلى حالة المجاعة".
من جهتها، حذّرت حماس من أن "المجاعة في غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء".
وشددت في بيان لها، الاثنين، على أن الجهات الوحيدة المخوّلة بإدارة وتوزيع المساعدات هي المؤسسات الأممية والحكومية المختصة، "وليس الاحتلال أو وكلاؤه".
ودعا البيان الفلسطيني إلى كسر الحصار، وفتح المعابر أمام تدفق المساعدات، تحت إشراف الأمم المتحدة وبعيداً عن أي تدخلات من السلطات الإسرائيلية.
وقد منعت إسرائيل دخول أي مساعدات إلى غزة منذ أوائل مارس/آذار، قائلة إنها تضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.