أثار قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بوقف الهجمات العسكرية على الحوثيين ردود فعل متباينة، حيث تم الحديث في إسرائيل عن الامتعاض من عدم التنسيق المسبق مع تل أبيب بشأن هذا التحرك.
واعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن غياب التنسيق مع تل أبيب قبل اتخاذ القرار الأميركي يعد بمثابة "تخلي" عن إسرائيل.
وكان ترامب قد أعلن أن الحوثيين "استسلموا"، وطلبوا من الولايات المتحدة وقف الغارات عليهم، مشيرا إلى أن القصف الأميركي سيتوقف فورا.
وقال ترامب: "تلقينا أنباء جيدة، الحوثيون أعلنوا أنهم لا يريدون القتال، ونحن سنستجيب لذلك. سنوقف القصف. لقد استسلموا، وسنصدق وعدهم بعدم استهداف السفن. وهذا كان هدفنا من البداية، وأعتقد أن هذا الإعلان أمر إيجابي".
وأعلنت سلطنة عمان، الثلاثاء، عن توصل الولايات المتحدة والمتمردين الحوثيين في اليمن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يشمل وقف استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وذلك بعد أسابيع من التصعيد العسكري.
جبهة اليمن
وبعد الهجوم الذي وقع في الـ7 من أكتوبر، أصبحت جبهة اليمن جزءا من التصعيد الإقليمي الذي يشهده الشرق الأوسط، لتتحول من جبهة ثانوية إلى واحدة من أكثر الجبهات اشتعالا في المنطقة.
وقد جاء تصعيد الوضع في اليمن نتيجة الضربات المتبادلة بين الحوثيين و إسرائيل، وسط تطورات متسارعة في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك إشارات تهدئة من واشنطن، لا سيما بعد إعلان سلطنة عمان عن نجاحها في التوسط باتفاق لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة.
ردود الفعل
وفي الوقت الذي رحبت فيه الإدارة الأميركية بهذا التطور، أشار مسؤول حوثي إلى أن قرار وقف الهجمات الأميركية سيخضع للتقييم.
من جهة أخرى، أثار الإعلام الإسرائيلي قلقه من عدم اطلاع إسرائيل مسبقا على الخطوة الأميركية.
وتطرق مسؤول حوثي آخر إلى هذا الملف، مشيرا إلى أن الاتفاق مع واشنطن بعيد عن تل أبيب يبرز فشل سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في وقت شدد فيه مسؤول في المجلس السياسي الأعلى للحوثيين على استمرار الهجمات ضد إسرائيل.
المفاوضات الأميركية الحوثية
وأوضحت شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن التفاهم بين الولايات المتحدة والحوثيين، يهدف إلى دعم المحادثات النووية بين واشنطن وطهران.
وأفادت الشبكة بأن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد عمل على الوساطة مع الحوثيين خلال الأسبوع الماضي.
التصعيد الإسرائيلي والتهدئة الأميركية
وبينما تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري، تأتي التهدئة الأميركية مع الحوثيين، الذين تعهدوا بعدم استهداف السفن في البحر الأحمر.
وتواصل إسرائيل ضرب أهداف في اليمن هذا الأسبوع، ردا على إطلاق الحوثيين صاروخا باليستيا يوم الأحد أصاب مطار بن غوريون، المطار الرئيسي في إسرائيل.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد، قائلا إن العملية "لن تكون ضربة واحدة وتنتهي." وفي يوم الإثنين، شنّت قوات الدفاع الإسرائيلية سلسلة ضربات على ميناء الحديدة في اليمن ومصنع إسمنت قريب.