آخر الأخبار

حفريات إسرائيلية جديدة قرب الأقصى.. ماذا يجري؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في خطوة جديدة تهدف إلى بسط مزيد من السيطرة على المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، باشرت سلطات الاحتلال -بموافقة مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- أعمال "ترميم وصيانة وتوسعة" لما يدّعي الاحتلال أنه "حائط المبكى الصغير"، وهو الوقف الإسلامي المعروف تاريخيا باسم " رباط الكرد " وشعبيا باسم "حوش شهابي".

تقع هذه المنطقة عند باب الحديد (أحد أبواب المسجد الأقصى) الواقع بين بابي القطانين والناظر، وهي جزء من حائط المسجد الغربي، ويعود تاريخ البناء إلى 7 قرون.

ونشرت عدة مواقع إخبارية إسرائيلية خبرا مفاده أن انطلاق العمل في هذا المكان الواقع في الحي الإسلامي جاء بعد الموافقة السياسية وإبلاغ الحكومة الأردنية، ومشاركة كل من مجلس الأمن القومي والشرطة وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) في المناقشات.

مصدر الصورة طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس تجري أعمال حفر وتوسعة في حوش شهابي بالقدس (مواقع التواصل)

صلوات واستفزازات

وفي حديث للجزيرة نت، قال أحد سكان "حوش شهابي" -الذي فضّل عدم ذكر اسمه- إن المستوطنين يستبيحون ساحة "الحوش" منذ سنوات طويلة، ويؤدون صلواتهم في السنوات الأخيرة داخلها على مدار الساعة.

ووفقا لهذا المقدسي، فإن 10 عائلات فلسطينية تسكن في هذا البناء التاريخي الذي يعتبر وقفا لعائلة شهابي، وتعاني هذه العائلات من الإزعاج المستمر الصادر عن صلوات اليهود المقتحمين للمكان، ومن استفزازاتهم، خاصة بعد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويشعر السكان الآن -وفقا لهذا الشاب- بأنهم محاصرون بشكل كامل بسبب إقامة شرطة الاحتلال مقرا جديدا لها عند مدخل باب الحديد من جهة، ومع انطلاق العمل داخل الساحة المؤدية إلى منازلهم من أجل توسعتها لاستيعاب مزيد من المستوطنين الذين يقصدونها للصلوات بقوة الاحتلال من جهة أخرى.

إعلان

وكانت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال -بالشراكة مع كل من سلطة الآثار الإسرائيلية ووزارة التراث- باشرت أعمال حفر بهدف التوسعة يوم أمس الاثنين، ونشر نائب رئيس بلدية الاحتلال أريية كينغ على صفحته في فيسبوك مجموعة من الصور من الموقع.

وأرفق هذه الصور بنص قال فيه "من واجبنا تعزيز السيادة والحكم في البلدة القديمة"، وإن المصلين الدائمين في "الحائط الصغير" يحاولون منذ عدة سنوات تحفيز البلدية والدولة على التصرف هناك باعتبارهم أصحاب البيت، لكن كانت هناك أعذار دائما.

ويقول كينغ، إن المكان شهد العام الماضي تطورا إيجابيا عندما حرص على إزالة حاويات النفايات التي كان يستخدمها سكان الحوش، واليوم بدأت أعمال ترميمه، ودعا اليهود إلى زيارة "الحائط الغربي الصغير"، الذي يقع على بعد دقيقة واحدة سيرا على الأقدام من ساحة "المبكى"، في إشارة إلى حائط البراق.

مصدر الصورة الهدمي: توقيت أعمال الترميم لم يأت عبثا، في ظل تزايد الاعتداءات على الأقصى وانشغال العالم بما يجري في غزة وساحات أخرى (الجزيرة)

"استغلال حرب غزة"

وقال الباحث في شؤون القدس ناصر الهدمي، إن أعمال الترميم، التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتحديدا بلدية الاحتلال في مدينة القدس، في جزء من الحائط الغربي الملاصق للمسجد الأقصى المبارك، تندرج ضمن مشروع تهويد عام يستهدف المسجد الأقصى والقدس بأكملها.

وأوضح الهدمي -في حديثه للجزيرة نت- أن هذا الجزء من الحائط هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، شأنه شأن حائط البراق الذي استولت عليه سلطات الاحتلال سابقا، وحولته إلى ما تسميه "حائط المبكى" مدعية وجود إرث تاريخي يهودي فيه.

وأشار إلى أن توقيت تنفيذ أعمال الترميم الحالية لم يأت عبثا، بل اختير بعناية في ظل تصاعد السياسات والأجواء المتطرفة، وتزايد الاعتداءات على المسجد الأقصى وانشغال وسائل الإعلام والعالم بما يجري في قطاع غزة وساحات أخرى، مما يمنح الاحتلال فرصة لاستكمال مخططه للسيطرة الكاملة على الحائط الغربي.

مصدر الصورة رباط الكرد يقع عند باب الحديد، أحد أبواب الأقصى، وهو ملاصق لسور المسجد الأقصى الغربي (غيتي)

نزل للحجيج منذ 7 قرون

وللاطلاع على الجانب التاريخي المتعلق بهذا الموقع، قال الباحث في تاريخ القدس إيهاب الجلّاد في مستهلّ حديثه للجزيرة نت، إنه قبل أكثر من 700 عام، وفي عام 1294 بالتحديد قام الأمير "المقر السيفي كرد" -الذي كانت رتبته تعد مثل نائب السلطان في مصر- ببناء نزل لاستقبال الحجاج الذين يأتون إلى المسجد الأقصى عند مدخل باب الحديد، وعُرف الرباط في الفترة المملوكية باسم "رباط الكرد"، الذي لا يفصله عن الأقصى سوى حائط المسجد الغربي.

إعلان

ويحد الرباط من الشرق المسجد الأقصى، ومن الغرب المدرسة الجوهرية، ويعتبر أقرب رباط للمسجد، ووفقا للجلاد فإنه بقي يخدم زوار أولى القبلتين طوال 7 قرون، وفي القرن الـ19 توّلت عنايته وولايته عائلة "شهابي"، ومنذ ذلك الحين بات يطلق عليه اسم "حوش شهابي" أيضا، ذلك أنه يوجد في مدخله ساحة تؤدي للبيوت التي كانت تستخدم كرباط.

وبعد احتلال شرقي القدس عام 1967، نفذت السلطات الإسرائيلية -وفقا للباحث المقدسي- حفريات في الجهة الغربية من الأقصى، وبالتحديد أسفل حائط الحوش من جهة حائط البراق باتجاه باب الغوانمة، بهدف ربط أنفاق وآبار قديمة ببعضها بعضا، وأنشؤوا ما يعرف بـ"النفق الغربي" أو "نفق الحشمونائيم".

ويضيف الجلاد أن "هذا النفق يسير أسفل حوش شهابي بالضبط، وأدت الحفريات في السبعينيات إلى تصدع كبير في جدران وأرضية هذا الموقع التاريخي العظيم، وحاولت السلطات الإسرائيلية تدعيم الأقواس وبعض المباني رغم أنها ليست صاحبة اختصاص، لأن هذا المكان يعد وقفا إسلاميا والمسؤول عن رعايته وصيانته هو دائرة الأوقاف الإسلامية في الماضي والحاضر".



"حائط المبكى الصغير"

ولم تقف التجاوزات عند هذا الحد، حسب الجلاد، بل تطورت إلى تسمية المكان لاحقا بـ"حائط المبكى الصغير"، واتُخِذ مكانا لصلاة اليهود بجوار الأقصى واعتُبِر امتدادا لحائط البراق، وتقام فيه صلوات باستمرار.

وتهدف السلطات الإسرائيلية من ذلك إلى تغيير الصبغة الوقفية الإسلامية للساحة والحائط الذي هو جزء من الجدار الغربي للأقصى، وأضاف الجلاد: "نقول إن الجهة المسؤولة عن رعايته وصيانته وحمايته عند الحاجة هي دائرة الأوقاف الإسلامية التي تعتبر جزءا من وزارة الأوقاف الأردنية وتحت المظلة الهاشمية الأردنية، وليس للسلطات الإسرائيلية أي وجه اختصاص في هذا الوقف الإسلامي العريق".

إعلان

ومع انطلاق العمل في هذا الموقع التاريخي، يخشى السكان من محاولة فتح البوابة المؤدية إلى "النفق الغربي"، وهو النفق الذي أدى افتتاح باب له عام 1996 لاندلاع هبّة شعبية آنذاك.

ففي يوم 25 سبتمبر/أيلول 1996، خرج الفلسطينيون في هبّة شعبية وانطلقت المواجهات مع افتتاح باب النفق، وامتدت من شمال فلسطين إلى جنوبها وارتقى خلال المواجهات التي أطلق عليها " هبة النفق " 63 شهيدا، 32 منهم في الضفة الغربية و31 في قطاع غزة، بينما أصيب 1600 آخرون بجروح متفاوتة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا