تحذير أممي: مخيم زمزم أصبح خاليا والوضع مروّع

بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع عليه، حذرت الأمم المتحدة من أن مخيم زمزم الذي كان يضم نحو مليون لاجئ في شمال دارفور بالسودان أصبح خاليا تقريبا.

"مقتل مئات المدنيين"

وأضاف تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) الخميس، أن المنطقة المحيطة بمخيم زمزم ومدينة الفاشر شهدت قصفا مدفعيا متواصلا وضربات بالطائرات المسيرة وهجمات برية في الفترة من 10 إلى 22 نيسان/أبريل ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين بينهم 12 على الأقل من طواقم الإغاثة.

كما تابع أن مخيم زمزم أصبح خاليا تقريبا، بينما أظهرت صور بالأقمار الاصطناعية اندلاع النيران في وسط وجنوب المكان.

وأكد أن مقاتلي الدعم السريع يمنعون من تبقى من سكان المخيم من المغادرة، لافتا الى أن الهجمات أسفرت عن تدمير البنية التحتية الحيوية والمرافق الصحية وأوقفت حركة شاحنات نقل المياه.

مصدر الصورة

نازحون فروا من مخيم زمزم نحو الطويلة في دارفور - رويترز

كذلك حذر التقرير الأممي الخميس من أن مدن شمال دارفور بما فيها الفاشر في حاجة "غير مسبوقة" إلى المياه النظيفة والغذاء، مشيرا إلى ارتفاع أسعار الوقود من 11 إلى 56 دولارا في ثلاثة أشهر.

أيضاً وصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر الوضع في المنطقة بأنه "مروع".

وكانت الأمم المتحدة أفادت بأن معظم النازحين من مخيم زمزم فروا شمالا إلى الفاشر أو إلى بلدة طويلة الصغيرة على بُعد 60 كيلومترا إلى الغرب.

أتى هذا بعدما أعلنت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي السيطرة على مخيم زمزم بعد هجوم بري دام.

مصدر الصورة

من مخيم زمزم في الفاشر شمال دارفور - روينرز

أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم

يذكر أن أكثر من 150 ألف شخص كانوا وصلوا الأسبوع الماضي إلى الفاشر، بينما فرّ 180 ألفا إلى طويلة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

أما المساعدات الإنسانية فهي شبه معدومة في المنطقتين المهددتين بالمجاعة.

كما كثفت قوات الدعم السريع من عملياتها في دارفور بعد تلقيها هزيمة من الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم.

جاء هذا بعدما أطلق الجيش السوداني نهاية العام الماضي عملية واسعة في وسط البلاد استعاد خلالها مدنا رئيسية كانت الدعم السريع سيطرت عليها في بداية الحرب مثل ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والخرطوم عاصمة البلاد.

مصدر الصورة

من مخيم زمزم في الفاشر شمال دارفور - روينرز

ويقع مخيم زمزم بالقرب من مدينة الفاشر ذات الأهمية الاستراتيجية للدعم السريع إذ تعتبر آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.

إلى ذلك، تسيطر قوات الدعم السريع وحلفاؤها على معظم إقليم دارفور ذي المساحة الشاسعة غرب السودان بالإضافة إلى مناطق في الجنوب بينما يسيطر الجيش على شمال وشرق البلاد.

وأدت الاشتباكات المسلحة في شمال دارفور إلى مقتل 400 مدني على الأقل منذ منتصف نيسان/أبريل الجاري.

أما الحرب التي دخلت عامها الثالث فأدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص، في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.