في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
صحفية وناشطة يهودية أميركية، تنتمي إلى أقصى اليمين ، اشتُهرت بالعنصرية الدينية والعرقية، وبثِّ خطاب كراهية يستهدف المسلمين والمهاجرين، وتصف نفسها بأنها "معادية للإسلام بفخر" الأمر الذي أدى إلى حظرها من العديد من منصات التواصل الاجتماعي ومواقع رقمية أخرى، منها إكس و فيسبوك و إنستغرام وباي بال وميديام وفينمو.
وهي من أشد مؤيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وضمن دائرته المقربة المؤثرة في قراراته، مثل عزل وتعيين مسؤولين كبار وموظفين في الحكومة، وقد ترشحت لمجلس النواب عن الحزب الجمهوري لدورتين انتخابيتين في ولاية فلوريدا ، لكنها باءت بالفشل.
,لديها تاريخ حافل بالترويج لنظريات المؤامرة، وتدبير الحيل الصحفية، وتُعرف بآرائها وأفعالها المثيرة للجدل، فهي تناصر إسرائيل وتتضامن مع النازيين الجدد وتهاجم أثرياء اليهود واليساريين وتنحاز للعرق الأبيض وتهاجم الملونين وتأكل طعاما خاصا بالكلاب وتروِّج لأكله.
ولدت لورا جيفرى لومر في مايو/أيار 1993 بمنطقة توسون في ولاية أريزونا ، وترعرت في أسرة يهودية "لم تكن متدينة للغاية" أو "مهتمة كثيرا بالسياسة" على حد قولها، ولكنها شبّت تُعرّف نفسها بأنها يهودية عرقيا وثقافيا.
وقد نشأت في توسون مع شقيقين أصغر منها، في عائلة ميسورة الحال، فوالدها جيفري طبيب متخصص في أمراض الروماتيزم، ووالدتها جوانا إليزابيث هيل ممرضة بريطانية الأصل.
وقد كانت والدتها في رحلة سياحة إلى الولايات المتحدة أوائل التسعينيات حين التقت والدها، فتزوجا واستقرت في البلاد، وحين أنجبت مولودها الأول (لورا) لم تكن قد حصلت على الجنسية الأميركية بعد.
وفي طفولتها لم تحظ لورا بالكثير من الأصدقاء، وقد تعرضت للتنمر بسبب وزنها الزائد ومظهر أنفها، وفي شبابها عانت من انتمائها لعائلة مُفككة ووالدين مطلقين، وكان أحد أشقائها مصابا بانفصام الشخصية. ولانشغال والديها بمرضه، اضطرت للعيش هي وشقيقها الآخر في مدرسة أورم الداخلية الصارمة بأريزونا.
وبعد إكمالها المرحلة الثانوية، التحقت بكلية ماونت هوليوك للبنات في ماساتشوستس. ولم يكد يمضي فصل دراسي واحد حتى تركت الكلية بحجة أنها تعرضت للاستهداف بسبب توجهها المحافظ.
وانضمت لاحقا إلى جامعة باري في ميامي شورز بولاية فلوريدا، وهي كلية كاثوليكية متخصصة بالفنون الحرة، وتخرجت فيها عام 2015، وحصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة الإذاعية والتلفزيونية، إضافة إلى تخصص فرعي في العلوم السياسية.
حظيت لومر بأول تجربة إعلامية لها في سبتمبر/أيلول 2014 أثناء سنوات دراستها الجامعية، حين تصدرت عناوين الصحف لمساهمتها في نشر خبر في موقع "جيت وي بانديت" وهو مدونة يمينية محلية في فلوريدا تروج لنظريات المؤامرة، وتعلق الخبر بمشاركة إمام مسلم في تجمع لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول في حرم جامعة باري.
وفي عام 2015 احتالت لإثبات استعداد الجامعة لدعم تنظيم الدولة الإسلامية ، إذ دبرت لقاء مع إدارة مركز باري للمشاركة الطلابية، وطرحت رغبتها في إنشاء ناد باسم "الطلاب المتعاطفون مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" بهدف إرسال مساعدات لعائلات المقاتلين. فوافقت الإدارة، وطلبت فقط أن يحمل النادي اسم "طلاب داعمون للشرق الأوسط".
وصورت لومر المقابلة بكاميرا مخفية، ونشرت الفيديو على "مشروع فيريتاس" وهو موقع إعلامي ينشر بشكل مستمر فيديوهات تُستخدم في تصويرها كاميرات مخفية.
وتسبب نشر الفيديو في توقيف لومر عن متابعة الدراسة لانتهاكها قواعد السلوك الطلابي بالجامعة، وقدّمت الجامعة ضدها شكوى جنائية تم سحبها لاحقا.
وفتح هذا التوجه الطريق أمامها للعمل مع "مشروع فيريتاس" المقرب من تيارات أقصى اليمين، وعملت معه صحفية متخفية، وكانت تنجز تحقيقات سرية، وتصور فيديوهات بالكاميرا المخفية، متبعة أسلوب الحيل والتخفي أثناء ذلك كله.
وفي مسيرتها الصحفية، دأبت دوما على العمل لصالح مواقع إعلامية يمينية، فبعد 4 سنوات قضتها في العمل ضمن فريق فيريتاس، انتقلت في يونيو/حزيران 2017 للعمل مراسلة في نيويورك لصالح موقع ريبيل الكندي ذي التوجه المناصر لطروحات أقصى اليمين.
وعملت كذلك لصالح منصة "إنفو وورز" (InfoWars) المتخصصة في نظريات المؤامرة، إلى جانب منصات يمينية أخرى، وأسست شركة إعلامية صغيرة تحمل اسم "إيلومينيت ميديا" تنجز تحقيقات صحفية وأبحاثا سياسية.
وكانت لومر ناشطة على منصات التواصل الاجتماعي، فلديها أكثر من مليون ونصف مليون متابع على موقع إكس، ويتابعها أكثر من 75 ألف شخص على بودكاست بعنوان "لومر أنليشد" على منصة رامبل المعروفة بمساندتها للتيار اليميني.
تمثل لومر الصوت اليهودي لليمين المتطرف، وتصف نفسها بأنها "معادية للإسلام بفخر" وأنها مؤيدة للقومية البيضاء، وتدعو إلى العنف ضد المهاجرين واللاجئين من ذوي البشرة الملونة، وقد حضرت بعض الفعاليات مع النازيين الجدد لأنهم كما قالت "يؤمنون بالحفاظ على الثقافة الأوروبية البيضاء".
وتعج تغطياتها الصحفية وصفحاتها على منصات التواصل بعبارات تحريضية مسيئة للمسلمين، وقد نشرت سلسلة من التغريدات المناهضة لهم عام 2017، ووصفت الإسلام بأنه "سرطان" وتقول عن المسلمين إنهم "وحوش" وذلك في أعقاب تفجير أسفر عن قتلى وجرحى في مدينة نيويورك اتُهم به تنظيم الدولة.
واستخدمت لومر وسما (هاشتاغ) يدعو لحظر الإسلام، وقالت إنه لا يوجد مسلم معتدل، وشنت هجوما عنيفا على السائقين المسلمين، ودعت إلى إنشاء نسخة من تطبيقي "أوبر" و"ليفت" لا توظف سائقين مسلمين، وهو ما تسبب في حظرها من التطبيقين.
وفي عام 2018 سُحبت أوراق اعتمادها الإعلامية وأُبعدت من المحكمة الفدرالية في أورلاندو، على إثر مضايقتها واستفزازها بشكل غير لائق عائلة نور سلمان أرملة منفذ هجوم ملهى "بولس" الليلي، والتي كانت تُحاكم بتهمة مساعدة زوجها.
وهاجمت لومر بشكل متكرر النائبتين المسلمتين إلهان عمر و رشيدة طليب ، وتعرضت لهما شخصيا، واستهدفتهما على وسائل التواصل، وقالت إنه "لا ينبغي السماح للمسلمين بالترشح لمناصب سياسية في هذا البلد".
ونشرت على إنستغرام منشورا اتهمت فيه إلهان عمر بالدفع نحو أحداث مثل 11 سبتمبر/أيلول 2001، وحرضت متابعيها على محاربتها "لمنع إقامة خلافة إسلامية في البلاد".
وتعادي لومر بشكل صريح وقوي المهاجرين الملونين، وتهاجم باستمرار نظام الهجرة الأميركي، وتنشر على مواقع التواصل منشورات محرضة ضد المهاجرين، وقد أظهرت في أحد منشوراتها الحفاوة بوفاة ألفي مهاجر أثناء عبورهم البحر الأبيض المتوسط .
واستهدفت كذلك مجموعات أخرى، بما في ذلك اليهود الأثرياء، واتهمتهم بمحاولة تدمير أميركا، ودعت إلى سجن العاملين في الجمعيات الخيرية اليهودية، لتسهيلهم مساعدة المهاجرين، وكثيرا ما تطلق عبارات تحريضية ضد الشيوعية واليساريين.
وهاجمت في منشوراتها وتحقيقاتها السياسيين الديمقراطيين، لا سيما فيما يتعلق بآرائهم المتعاطفة مع المهاجرين، وانتقدت حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ، وتهجمت على مرشحة الرئاسة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس ، وقالت "إذا انتُخبت هاريس فسيفوح البيت الأبيض برائحة بالكاري" في إشارة إلى أصولها الهندية.
عام 2019، انتهكت لومر -عبر العديد من مقاطع الفيديو- قواعد إنستغرام وفيسبوك المتعلقة بالأشخاص، ونشرت خطابا مليئا بالكراهية، لا سيما ضد المسلمين. ونشرت معلومات مضللة، واستخدمت عبارات عنصرية ضد الأديان والأعراق، مما أدى إلى حظرها على المنصتين بشكل نهائي. وحظرتها للأسباب نفسها منصة التواصل الاجتماعي إكس ومواقع رقمية أخرى.
ولاحقا رفع الحظر عنها في منصة إكس التي يملكها الملياردير إيلون ماسك ، ولكنها دخلت في جدال معه بشأن مواقفهما المتعارضة بشأن هجرة الكفاءات، فتم حظرها مؤقتا، ثم أزيل الحظر من جديد.
ورفعت لومر العديد من الدعاوى القضائية ضد فيسبوك وتويتر و غوغل و آبل ، بحجة "قمع المحتوى السياسي المحافظ" ووصلت إحدى الدعاوى إلى المحكمة العليا الأميركية ، ولكنها في النهاية لم تتمكن من كسبها.
وفي عام 2019 رفعت دعوى قضائية ضد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) اتهمت فيها فرع المجلس في فلوريدا بالتدخل غير المشروع في علاقة عمل بين لومر ومنصة إكس، ولكن المحكمة رفضت القضية بعد أشهر، ووصفتها بغير المنطقية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021 نشرت كتابها المعنون بـ"لوومرد: كيف أصبحت المرأة الأكثر حظرا في العالم" والذي يصف تجربتها في الحظر على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التكنولوجيا الأخرى.
ولجت لومر معترك السياسة في سن مبكرة، فقد شغلت منذ سنوات دراستها الجامعية منصب رئيس الحزب الجمهوري في الجامعة. ثم ترشحت عام 2020، وكانت حينها في الـ27 من عمرها، عن الحزب نفسه في انتخابات مجلس النواب عن الدائرة الانتخابية الـ21 لولاية فلوريدا.
ورغم فوزها في الانتخابات التمهيدية للحزب، فإنها خسرت أمام المرشح الديمقراطي، لكنها عادت للترشح عام 2022 عن الدائرة الانتخابية الـ11 لولاية فلوريدا، وفي تلك المرة لم تتمكن من تجاوز الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وركزت في برامجها الانتخابية على شعار "أميركا أولا" وأظهرت تأييدها لإسرائيل بقوة، ودعمت آراء الجمهوريين فيما يتعلق بمنع الإجهاض ومعاداة الشواذ والحد من الهجرة.
ورغم عدم انضمامها للحملة رسميا، قدمت لومر تأييدا ودعما قويا لترامب أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2024، وحظيت باهتمامه، وأصبحت ضمن دائرته المقربة، وضيفة باستمرار في منتجعه الشهير باسم "مار إيه لاغو" ورافقته على متن طائرته إلى فيلادفيا للمشاركة في مناظرته الرئاسية في سبتمبر/أيلول 2024، وكذلك إلى نيويورك وبنسلفانيا لإحياء ذكرى أحداث 11 سبتمبر.
وأثار هذا التقارب مخاوف مستشاري الرئيس الأميركي من أن ينساق هذا الأخير إلى نظريات المؤامرة والعنصرية التي تشتهر بها لومر، لذلك همشها القائمون على الحملة الانتخابية، ولاحقا همشتها إدارة البيت الأبيض بعد فوز ترامب.
ووفقا لموقع أكسيوس، حاول كبار مستشاري ترامب منع "المحرضين المتطرفين" من الظهور معه، على الأقل في الأماكن العامة، ورفضت مديرة حملته سوزي وايلز توظيف لومر بالرغم من رغبة ترامب في ذلك.
ومع ذلك تتمتع لومر بنفوذ وتأثير على ترامب، فقد أشاد بها مرارا في تجمعاته الانتخابية وغيرها، ووصفها بأنها "وطنية جيدة وشخصية قوية للغاية" ويُعتقد أنها أثرت في قرار إقالته مسؤولين كبارا وموظفين في مجلس الأمن القومي الأميركي في أبريل/نيسان 2025.
فقد تم طردهم بعد يوم واحد من زيارة لومر للبيت الأبيض، واجتماعها بترامب ونائبه جيه دي فانس ورئيسة موظفي البيت الأبيض ومستشار الأمن القومي مايك والتز ومدير مكتب شؤون الموظفين الرئاسي سيرجيو غور، وقدمت في ذلك اللقاء "نتائج تحقيقاتها".
ونفى ترامب علاقة لومر بعملية الإقالة، وقال إنها قدمت توصيات فقط، وأضاف أن "لديها دائما ما تقوله، وعادة ما يكون بنّاء للغاية" وقال إنها رشحت أشخاصا معينين لوظائف.
روجت لومر لنظريات المؤامرة ونشرت أفكارا مضللة، أبرزها:
اشتهرت لومر أثناء إنجاز تحقيقاتها الصحفية وممارستها احتجاجاتها السياسية بتنفيذ حيل وممارسات غريبة، وقد تم اعتقالها 3 مرات على خلفية تلك الحيل والأفعال المثيرة، والتي منها: