شدد السفير الصيني لدى السعودية، تشانغ هوا، على أن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة بشكل أحادي تمثل "ضربة قاسية لاستقرار النظام الاقتصادي العالمي"، مؤكداً أن بكين ترفض هذه السياسات وتدينها بشدة.
وأضاف أن "الجانب الأميركي يقدّم مصالحه الضيقة على حساب المصلحة الدولية، ويضحي بحقوق الدول الأخرى خدمةً لأهداف هيمنية".
وأكد السفير تشانغ في حديث لـ "العربية.نت" أن بلاده قادرة على التكيف مع التأثيرات السلبية للبيئة الخارجية، مشيراً إلى أن الأسس الاقتصادية للصين لا تزال قوية، وأن الناتج المحلي الإجمالي سجل نمواً بنسبة 5% في 2024، بينما بلغ 6% في الربع الأول من العام الجاري، مما يعكس "صلابة الاقتصاد الصيني وحيويته".
وفي رده على سؤال حول توجه الصين لتقليل الاعتماد على السوق الأميركية، أشار السفير تشانغ إلى أن بلاده "عملت خلال السنوات الماضية على توسيع دائرة الشركاء التجاريين"، وأصبحت الشريك الرئيسي لأكثر من 150 دولة ومنطقة.
ارتفاع إيرادات "بايت دانس" الدولية ترتفع إلى 39 مليار دولار في 2024
وأوضح السفير تشانغ أن الأسواق الناشئة، مثل دول آسيان ومجموعة بريكس، باتت تمثل المحرك الأبرز لنمو التجارة الخارجية الصينية، مؤكداً في الوقت نفسه أن "السوق الداخلية الواسعة تشكل داعماً أساسياً لقدرة الصين على مواجهة الضغوط الخارجية".
إلى ذلك أشاد السفير تشانغ بقوة العلاقات الاستراتيجية بين الصين والسعودية، قائلاً إن الشراكة الثنائية "تتعمق باستمرار بفضل توافق رؤية السعودية 2030 مع مبادرة الحزام والطريق". وأضاف أن البلدين يعملان على تطوير تعاونهما في مجالات الاقتصاد الأخضر والرقمي والذكاء الاصطناعي.
وأكد أن بلاده "تضع علاقتها مع السعودية في مقدمة أولويات سياستها الخارجية تجاه الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن البلدين يتقاسمان الدعم المتبادل في القضايا الإقليمية والدولية.
وحول الإجراءات التي اتخذتها الصين رداً على التعريفات الأميركية، شدد السفير تشانغ على أن الرد الصيني يأتي "في إطار الدفاع المشروع عن المصالح الوطنية"، لكنه أكد في الوقت نفسه أن "الصين لا تزال تؤمن بالحوار والتفاوض لحل الخلافات، شرط أن يكون على أساس الاحترام المتبادل والمساواة".
وقال: "ما يحتاجه العالم اليوم ليس رسومًا جمركية بل جسور تعاون"، داعياً واشنطن إلى العودة إلى مسار الحوار والتعاون.
وفي ختام حديثه، وجه السفير تشانغ رسالة طمأنة للمستثمرين في المنطقة، قائلاً إن الصين "ستظل قوة استقرار في الاقتصاد العالمي"، وستواصل تعميق التعاون مع الشرق الأوسط لتوفير بيئة تجارية أكثر يقيناً واستقراراً، رغم التقلبات الدولية.
وأكد أن بلاده ستفتح أبوابها بشكل أوسع أمام التجارة والاستثمار، مشيراً إلى أن "الفرص في السوق الصينية لا تزال واعدة، وتزداد تنوعاً واتساعاً عاماً بعد عام".