آخر الأخبار

الجيش يقلب الموازين في الخرطوم.. هل دقّت ساعة الحسم؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي





من أمام القصر الجمهوري في الخرطوم (أرشيفية- أسوشييتد برس)

بعد عامين من إغلاقها، فتحت العديد من الطرقات في العاصمة الخرطوم أمام المارة والعربات، فيما تصاعدت أعمدة الدخان من معظم معاقل قوات الدعم السريع.

ففي تحوّل مُثير لمسار الحرب، شنّ الجيش السوداني قبل أسابيع أكبر عملية عسكرية منذ اندلاع النزاع، مُحكِماً سيطرته على مواقع استراتيجية شملت القصر الجمهوري، "الصندوق الأسود لحكم البلاد"، و البنك المركزي ، والوزارات السيادية، فضلا عن فندق كورنثيا، وقاعة الصداقة، والمتحف القومي، بالإضافة إلى مقر السفارة المصرية، وعدداً من الأبراج والبنايات الشاهقة الخاصة بعدة شركات ومصارف،.

كما سيطر على مقار جامعية، بينها جامعات النيلين، والسودان، والبيان.

جزيرة توتي

ولم يتوقف التقدم عند هذا الحد، بل امتد ليشمل جزيرة توتي، آخر معاقل الدعم السريع غربي الخرطوم.

فيما اقتحم الجيش مقر جهاز المخابرات العامة ومنزل قائد الدعم السريع، محمد حمدان "حميدتي"، في حي المطار جنوبي العاصمة، مستخدماً تكتيكات قتالية محكمة لتأمين خطوط الإمداد الخلفية.

فبسيطرة الجيش على مقر جهاز المخابرات العامة، يكون قد أنهى آخر حصار فرضه الدعم السريع على القيادة العامة للجيش.

لكن التحوّل بدا أكثر وضوحاً مع انتشار مقاطع مصورة لضباط من الجيش داخل القصر الجمهوري، ومن شارع النيل إلى سلاح المدرعات بالشجرة، مروراً بكبري توتي ومنطقة وسط وجنوبي الخرطوم، ما يعني أن الجيش تمكن أخيراً من ربط قواته في وسط الخرطوم بقواته في قاعدة الشجرة العسكرية وسلاح المدرعات جنوب غربي الخرطوم.

كما نشرت مقاطع أخرى لرتل عسكري متجه إلى ضاحية جبل أولياء، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً جنوبي الخرطوم، لخوض معركة فاصلة هناك.

تكتيك "الكماشة"

علما أنه منذ اندلاع الصراع، حافظ الجيش على وضع دفاعي ضمن استراتيجية "التحصين المتحرك".

لكن موازين السيطرة انقلبت رأسا على عقب مؤخرا، حيث انتقلت القوات المسلحة فجأة إلى الهجوم، مستعيدة أكثر من 70% من العاصمة عبر عمليات اقتحام خاطفة وتكتيك "الكماشة"، الذي مكّنها من الالتفاف على مواقع الخصم وعزلها تحت نيران المدافع الكثيفة وغطاء الطيران الحربي والمُسيرات.

في المقابل، تراجعت قوات الدعم السريع إلى الأطراف، متبعةً استراتيجية الانسحاب التكتيكي، تاركةً مواقع كانت تُعدّ معاقل حصينة.

غير أن تساؤلات عدة بدأت تطرح حول ما إذا كان هذا الانكفاء خطوة مدروسة ضمن خطط القتال التراجعي، أم أن الضغط العسكري بدأ يفكك خطوطها الدفاعية؟

في السياق، رأى اللواء. د.معتصم عبد القادر الحسن، المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، أن الجيش فرض إيقاعه العسكري بذكاء واحترافية، معتمداً على تفوّقه في القيادة والسيطرة، وتكتيك "التدمير التدريجي"، الذي مكّنه من تفكيك دفاعات العدو قبل تنفيذ الهجوم الحاسم.

وقال قي تصريحات لـ"العربية.نت":/الحدث.نت: "منذ سبتمبر 2024، كان واضحًا أن كل هجوم يشنه الجيش على مواقع الدعم السريع ينتهي بانتصار".

كما أضاف أن "الجيش بسط خلال أشهر قليلة، سيطرته على الولايات الوسطى ومعظم الخرطوم، وبات الآن يزاحم الدعم السريع حتى في مناطق دارفور." وتابع قائلا "نحن أمام استراتيجية عسكرية دقيقة قائمة على التخطيط والتنفيذ المحكم، في مواجهة أداء يفتقر إلى التنسيق".

من محيط القصر الجمهوري في الخرطوم (أرشيفية- أسوشييتد برس)

إلى ذلك، رأى الحسن أن القوات المسلحة "اعتمدت على قراءة ميدانية دقيقة وتكتيكات متجددة، ما مكّنها من قلب المعادلة. "

في حين رأى أن "الدعم السريع عانت من غياب القيادة الفعالة، وانعدام التنسيق، والتركيز على التحالفات السياسية أكثر من التركيز على المعركة"

واعتبر أنه "في حال استمر هذا الوضع، فإن النهاية قد تكون أقرب مما يتوقعه الجميع".

المقرن.. القلب النابض

هذا ولا يمكن الحديث عن السيطرة على الخرطوم دون التوقف عند منطقة المقرن، التي كانت بمثابة شريان الحياة لقوات الدعم السريع.

إذ لا تعتبر هذه المنطقة مجرد موقع جغرافي، بل نقطة استراتيجية تتحكم في الكهرباء، والمياه، والاتصالات، إضافة إلى الجسور التي تربط بين الخرطوم، وبحري، وأم درمان.

كما تحوّلت المنطقة إلى نقطة ارتكاز عملياتية لقوات الميليشيا، حيث تمركزت فيها وحدات استطلاع متقدمة لرصد التحركات، ونُشرت منصات إطلاق مختلفة لشن الضربات، وقناصة استغلوا الأبراج والبنايات العالية.

عناصر الجيش السوداني في الخرطوم (أرشيفية- أسوشييتد برس)

فيما خُصصت مستودعات ميدانية لتخزين الذخائر والمؤن.

كما جرى إنشاء مواقع تمويه محكمة لإخفاء الآليات والمعدات القتالية، مع تخصيص مرافق إيواء للقوة البشرية، وفق ترتيبات تعبئة تُعزز الجاهزية القتالية على مدار الساعة.

في حين أكدت مصادر عسكرية لـ"العربية.نت"/الحدث.نت أن سقوط المقرن يعني عملياً قطع خطوط الإمداد عن الدعم السريع، وعزل ما تبقى من قواتها داخل الخرطوم، ما يجعل أي محاولة لاستعادة العاصمة شبه مستحيلة.

وفي ظل هذا التحول العسكري، بات السؤال الأكثر الحاحاً "كيف ستكون النهاية؟، وهل ستشهد البلاد هجوماً كاسحاً ينهي وجود الدعم السريع في الخرطوم، أم أن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت جديدة.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا