في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
بات الجيش السوداني، الخميس، على مسافة 500 متر عن القصر الرئاسي الذي استولت عليه قوات الدعم السريع قبل عامين، حسبما أكد مصدر عسكري، في وقت تحتدم المعارك للسيطرة على العاصمة.
وأفاد مراسلو "فرانس برس" بسماع أصوات انفجارات وتبادل إطلاق نار في أنحاء العاصمة الخرطوم، حيث تكثفت المعارك بين الجيش والدعم السريع في الأيام القليلة الماضية.
وقال المصدر العسكري الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث إلى الإعلام، إن "الجيش دمر رتلاً من 30 عربة لميليشيا الدعم السريع كانت تحاول الانسحاب جنوباً".
وتدور اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في محاولة من الجيش لاستعادة القصر.
وتأتي المعركة لاستعادة القصر الجمهوري في إطار احتدام الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع لإحكام السيطرة على العاصمة الخرطوم، التي استولت قوات الدعم السريع على مساحات منها في بداية الحرب.
وكان الجيش السوداني حرّك، الاثنين، كتائب من المنطقة الجنوبية لتنضم للقوات المتواجدة في وسط الخرطوم من أجل إحراز المزيد من التقدم ضد قوات الدعم السريع.
وفق مراسل "العربية" و"الحدث" فإن عمليات التمشيط والتمدد تستهدف نحو عشر مناطق تقع إلى الجنوب من الخرطوم لاتزال تتحرك فيها قوات للدعم السريع أبرزها منطقة الشيخ الياقوت وجبل الأولياء والنعيم الجديد وأراك صالح والجديد الثورة.
وحسب معلومات حصلت عليها العربية والحدث فإن مسار المعارك في الخرطوم قد يشهد متغيرات مهمة مرتبطة بتحرك مختلف القوات المتأهبة لدخول الخرطوم عبر أكثر من محور في عملية تستهدف إعلان عاصمة البلاد خالية من قوات الدعم السريع خلال الأيام المقبلة.
كما ويشهد وسط العاصمة ومحيط القصر الجمهوري معارك عنيفة إثر هجوم ليلي شنّه الجيش السوداني على قوّات الدعم السريع في المنطقة.
وقال تلفزيون السودان اليوم الخميس إن الجيش السوداني يقترب من السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم من قوات الدعم السريع في حرب مستمرة منذ عامين تهدد بتقسيم البلاد.
وأفادت مراسلة العربية والحدث باقتراب الجيش بشكل كبير من إحكام السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري.
مصدر بالجيش السوداني لـ"العربية": دمرنا قوة كبيرة للدعم السريع بشارع القصر الجمهوري وسط الخرطوم#السودان #قناة_العربية pic.twitter.com/dB5uLFGtKK
— العربية (@AlArabiya) March 20, 2025
وفقًا لمصدر بالجيش السوداني للعربية والحدث، حاولت قوات الدعم السريع على مدار الأيام الثلاثة الماضية كسر الطوق المفروض على عناصرها المحاصرة في وسط الخرطوم، عبر شنّ هجمات متكررة ليلًا ونهارًا من المحور الجنوبي الشرقي للعاصمة.
وأضاف المصدر أن الجيش تصدى للهجمات ونصب عدة كمائن وباستخدام طائرات أدت إلى تدمير أكثر من فصيلتين للدعم بمحيط القصر الجمهوري في الخرطوم.
وذكر المصدر بالجيش السوداني للعربية والحدث أن الجيش مستمر في حصار القصر الجمهوري بالخرطوم لافتا الى أنه تم تضييق الخناق على قوات الدعم في القصر الرئاسي وسط الخرطوم وتدمير 30 سيارة قتالية للدعم بمحيط القصر الرئاسي، مشيرا الى أن الجيش سيطر على طرق مهمة تؤدي مباشرة للقصر الرئاسي. وأضاف أنه تم تدمير قوة كبيرة للدعم بشارع القصر الجمهوري وسط الخرطوم. وأوضح أيضا أنه تم تدمير سيارات للدعم أثناء محاولتها الخروج من وسط الخرطوم.
وأمس الأربعاء أفادت مصادر عسكرية، بتجدد المواجهات في المحور الجنوبي الغربي لمدينة أم درمان في ظل دفع الجيش السوداني بتعزيزات عسكرية في هذا المحور سعيا لتأمين المداخل الغربية للخرطوم واستعادة السيطرة عليها مقرون ذلك بالتحركات في محور جبل الأولياء جنوب الخرطوم.
صور متداولة للمعارك في محيط القصر الجمهوري في الخرطوم#السودان#قناة_العربية pic.twitter.com/OismXlgtrr
— العربية (@AlArabiya) March 20, 2025
تأتي هذه التطورات الميدانية المتسارعة بعيد إعلان قائد سلاح المدرعات اللواء دكتور ركن نصر الدين عبد الفتاح أن القوات المسلحة بدأت المرحلة الأخيرة من القضاء على قوات الدعم السريع.
وخلال الأشهر الماضية، احتدمت الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش في الخرطوم بعدما استعاد الأخير السيطرة على عدد من المناطق التي كان قد خسرها في بداية الحرب.
وكان الجيش أكد في وقت سابق، أن قواته وصلت إلى مسافة أقل من كيلومتر واحد من القصر الجمهوري الذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع في بداية الحرب.
وأسفرت الحرب التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023، عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير أكثر من 12 مليون شخص، كما تسببت في أزمة جوع ونزوح هي الأكبر في العالم.
ويتقاسم طرفا النزاع السيطرة على مناطق مختلفة، إذ يمسك الجيش بالشمال والشرق واستعاد مؤخراً مساحات كبيرة من الخرطوم ووسط السودان، بينما تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور (غربا) وأجزاء من الجنوب.
وطالبت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بوضع حد "لاستمرار غياب القانون والإفلات من العقاب" في السودان حيث تدور معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023.
وأفاد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان سيف ماغانغو في بيان "نتلقى تقارير مُقلقة حول تصاعد العنف ضد المدنيين في الخرطوم وسط أعمال عدائية مكثفة مستمرة"، داعيا طرفي النزاع إلى "اتخاذ خطوات ملموسة لضمان الحماية الفعالة للمدنيين".
وأضاف أن "عشرات المدنيين، من بينهم متطوعون محليون في المجال الإنساني، قُتِلوا جراء القصف المدفعي والغارات الجوية من قِبَل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في شرق الخرطوم وشمال أم درمان منذ 12 آذار/مارس".