آخر الأخبار

حرب غزة: مئات القتلى في غزة بعد إعلان إسرائيل استئناف الحرب، والحركة تتهم نتنياهو بالانقلاب على اتفاق وقف النار"

شارك
مصدر الصورة

أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، بارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، على مناطق متفرقة من القطاع، إلى 404 قتيل "غالبيتهم من الأطفال والنساء"، و562 مصاباً.

وأكد الدكتور محمد زقوت، مدير عام المستشفيات في قطاع غزة، لبرنامج (غزة اليوم) عبر بي بي سي أن "العشرات من الشهداء والمصابين لا يزالون يصلون إلى المستشفيات بسبب المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في جميع مناطق قطاع غزة، بلا استثناء، حتى في المناطق التي يصنفها الاحتلال على أنها آمنة، لا سيما مخيمات النزوح".

وأشار زقوت إلى أن "الاحتلال أطلق القنابل الحارقة والثقيلة على المواطنين، ما ضاعف أعداد الشهداء، وسجلت عشرات الإصابات الحرجة التي احتاجت إلى تدخل جراحي عاجل، فضلاً عن حالات أخرى تنتظر دورها تعاني من نزيف وحروق وكسور، وإصابات بليغة في الرأس".

وأوضح زقوت أن إسرائيل لم تسمح بدخول أي جهاز طبي طوال فترة الهدنة التي استمرت لأكثر من 51 يوماً، ولم تسمح بخروج المئات من الجرحى والمرضى إلى مصر، على حد قوله.

وأضاف: "الاحتلال دمر ما يزيد على 22 مستشفى حكومي وخيري، ولم يتبق سوى 7 مستشفيات تعمل في هذا الوضع الصعب والمفاجئ".

وفي ساعات مبكرة من صباح الثلاثاء، شنت طائرات جوية إسرائيلية غارات على معظم المدن في قطاع غزة، وفق ما أفاد مراسل بي بي سي، شملت مناطق في شمال القطاع ومدينة غزة ودير البلح وخان يونس ورفح في وسط وجنوب القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استعداده لمواصلة "الهجمات ضد قادة حماس والبنية التحتية في غزة طالما دعت الحاجة إلى ذلك" وفق تعبيره، مضيفاً أنه سيوسع الحملة إلى ما هو أبعد من الضربات الجوية.

ودعا المتحدث باسم الجيش أفيخاي أردعي عبر منصة إكس سكان مناطق بيت حانون وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة إلى إخلائها مؤكداً أن الجيش "بدأ هجوما قويا ضد المنظمات الإرهابية"، وإن هذه المناطق تعتبر مناطق قتال خطرة.

ودعا سكان هذه المناطق إلى الانتقال إلى مراكز إيواء متعارف عليها في غرب مدينة غزة وخان يونس.

من جهته قال مسؤول إسرائيلي لبي بي سي إن الهجوم "سيستمر طالما كان ذلك ضرورياً"، فيما أعلنت إسرائيل أنها أغلقت المدارس بالقرب من غزة في أعقاب الضربات.

وأعلنت حركة حماس مقتل رئيس حكومتها في غزة، عصام الدعاليس، وعدد من المسؤولين في غارات إسرائيلية فجر الثلاثاء، وهم: وكيل وزارة الداخلية محمود أبو وطفة، مدير عام جهاز الأمن الداخلي بهجت أبو سلطان، ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة، حيث "استهدفتهم طائرات الاحتلال مع عائلاتهم بشكل مباشر"، بحسب بيان للحركة.

وروى فلسطيني من جنوب قطاع غزة لبرنامج (غزة اليوم) عبر بي بي سي لحظات الرعب التي عاشها هو وعائلته فجر الثلاثاء، حيث تفاجأوا بأصوات الغارات الإسرائيلية أثناء استعدادهم لتناول وجبة السحور. وصف القصف بأنه "أحزمة نارية" حاصرت المنطقة، مما تسبب في حالة من الذعر والفزع بين الأهالي، وفق تعبيره.

وأضاف آخر أن "شدة القصف أجبرتهم على الاحتماء بجدران المنازل، خوفاً من سقوط الركام عليهم، في مشهد يعكس حجم المعاناة والتهديد المستمر".

وأظهرت مقاطع الفيديو جرى تداولها تصاعد أعمدة الدخان من المناطق المستهدفة، بينما عملت سيارات الإسعاف على إجلاء الجرحى والمصابين.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين قولهم إن "الهجوم المفاجئ على القطاع يأتي بعد تحديد مئات الأهداف الجديدة خلال شهرين من الهدنة".

وكانت إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق في 19 يناير/ كانون الثاني، لوقف إطلاق النار بواسطة أمريكية- قطرية- مصرية، يتضمن ثلاث مراحل، كان من المفترض أن يستمر بشكل دائم بمجرد الدخول في مرحلته الثانية.

مصدر الصورة

نتنياهو: سنتحرك ضد حماس بقوة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي باتخاذ "إجراء قوي" ضد حماس "رداً على رفض إطلاق سراح الرهائن ورفض جميع مقترحات وقف إطلاق النار".

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان "ستتحرك إسرائيل من الآن فصاعداً ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء إن إسرائيل ستواصل القتال في غزة "طالما لم تتم إعادة الرهائن"، بعدما استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على القطاع المدمر الليلة الماضية.

وأضاف كاتس "لن نتوقف عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن إلى ديارهم ولم تتحقق جميع أهدافنا من الحرب".

وحذر منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين من أن الضغط العسكري سيؤدي إلى قتل الرهائن الأحياء واختفاء جثامين الرهائن، معرباً عن قلقه الشديد بشأن مصيرهم.

ودعا المنتدى الجمهور الإسرائيلي إلى الانضمام إليه والتوجه للاحتجاج، للمطالبة باتخاذ خطوات تضمن سلامة الرهائن وإعادتهم.

واحتُجز خلال هجوم حماس 251 شخصاً، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 منهم قتلوا.

فيما نقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل أخطرت إدارة ترامب مسبقاً بالغارات الجوية وأطلعتها على الأهداف.

وقال أكسيوس إن "الخطة العملياتية للغارات الجوية تمت الموافقة عليها في نهاية الأسبوع الماضي من قبل نتنياهو ومجموعة من كبار الوزراء".

من جهته أعلن البيت الأبيض أنه جرى التشاور معه من قبل إسرائيل قبل تنفيذ الضربات الجوية.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت في برنامج "هانيتي" على قناة فوكس نيوز: "لقد تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة، كما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران وكل أولئك الذين يسعون إلى إرهاب ليس إسرائيل فحسب، بل أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية، سيدفعون ثمناً باهظاً، وسوف تُفتح أبواب الجحيم"، وفق ما قالته خلال المقابلة التلفزيونية.

"خرق الاتفاق والانقلاب عليه"

مصدر الصورة

بدورها، قالت حركة حماس في بيان على تلغرام إن "نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول"، داعيةً الوسطاء إلى تحميل نتنياهو وإسرائيل المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه.

ونفت الحركة "الادعاءات الإسرائيلية" بشأن وجود تحضيرات من حماس لشن هجوم على قواتها، وقالت إنها "مجرد ذرائع واهية لتبرير العودة للحرب".

وأضافت في البيان أنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار حتى آخر لحظة، وكانت حريصة على استمراره، "إلا أن نتنياهو، الباحث عن مخرج لأزماته الداخلية، فضّل إشعال الحرب من جديد على حساب دماء الفلسطينيين"، حسب تعبير البيان.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، الثلاثاء، إن "الاحتلال لن يحقق بالحرب ما عجز عن تحقيقه عبر المفاوضات"، مضيفاً أن نتنياهو "لم يكتف بمنع دخول الغذاء والدواء إليهم، بل قصف أطفال غزة وقتلهم وهم نيام".

وأشار إلى أن إسرائيل لم تفِ بالتزاماتها أمام الوسطاء والعالم، وأن نتنياهو قرر اسئناف "حرب الإبادة"، بوصفها "قارب نجاة له من الأزمات الداخلية"، بحسب الرشق.

وطالب الرشق الوسطاء بكشف الحقائق وتحميل نتنياهو وإسرائيل "مسؤولية صب الزيت على النار في غزة والإقليم".

وفي السياق، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بموقف دولي حازم لتثبيت وقف فوري للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، محذرة من إقدام إسرائيل على تنفيذ مخططاتها بتهجير الفلسطينيين.

وأكدت الخارجية في بيان صادر عنها، الثلاثاء، أن الحلول السياسية هي مدخل لتحقيق التهدئة ووقف الحرب واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع.

وأدانت الخارجية الفلسطينية القصف الإسرائيلي ووصفته بـ"الهجوم الوحشي"، واعتبرت استمرار الحرب هروباً إسرائيلياً رسمياً من استحقاقات تثبيت وقف "حرب الإبادة والتهجير"، بحسب تعبيرها.

كما أدانت حركة (فتح) استئناف الجيش الإسرائيلي القصف على قطاع غزة، وطالبت بضرورة محاكمة إسرائيل ومحاسبتها على ما وصفقته بـ"الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين".

من جهتهم، نددّ الحوثيون الثلاثاء بالضربات الإسرائيلية العنيفة خلال الليل على قطاع غزة متعهدين بـ "تصعيد خطوات المواجهة"، بعدما هددوا باستئناف عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وقبالة ساحل اليمن.

وقال المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في بيان صباح الثلاثاء إنه "يحمّل العدو الصهيوني والأمريكي المسؤولية الكاملة عن نقض اتفاق وقف إطلاق النار وإفشال كل الجهود للانتقال للمرحلة الثانية، وكذلك إعادة عسكرة البحار وتوتير الأجواء في المنطقة"، محذراً من أن "عليهم تحمل تداعيات وتبعات ذلك مهما كان حجمها".

إغلاق معبر رفح

أفادت مصادر صحفية مصرية بمعبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة بأن المعبر مغلق حالياً من الجانب الفلسطيني. يأتي ذلك في الوقت الذي نقلت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أصدر تعليمات بإغلاق المعبر واعتبار المنطقة الحدودية مع مصر منطقة عسكرية خطرة.

وذكر المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريحات لبي بي سي أن معبر رفح أغلق أمام مرور المصابين والمرضى من قطاع غزة لمصر عقب استئناف إسرائيل قصفها للقطاع في ساعة مبكرة صباح اليوم الثلاثاء.

وكان المعبر-حتى أمس الاثنين- نقطة عبور لمئات من المصابين لتلقي العلاج بمصر أو بدول أخرى بتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية منذ الأول من فبراير/شباط الماضي بموجب التزامات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.

وبحسب التقارير الواردة من المعبر من جانبه المصري عبر حتى أمس الاثنين نحو 1700 من المرضى والمصابين وأكثر من 2500 مرافق من القطاع إلى مصر منذ استئناف عمل المعبر في الأول من فبراير/شباط الماضي في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والتي انتهت بنهاية الشهر ذاته، بيد أن المعبر ظل عاملاً حتى أمس الاثنين رغم قرار إسرائيل إغلاق باقي المعابر مع القطاع منذ ذلك الحين.

مصدر الصورة

ردود فعل عربية ودولية

أدانت مصر الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة فجر الثلاثاء، معتبرة إياها انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار.

وحذرت وزارة الخارجية المصرية من أن التصعيد يهدد استقرار المنطقة، مؤكدة رفضها التام لما وصفتها بـ "الاعتداءات الإسرائيلية". وطالبت مصر "المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان، ودعت كافة الأطراف لضبط النفس لاستكمال جهود التهدئة وإرساء وقف دائم لإطلاق النار".

كما أدان الأردن تجدد الضربات الجوية الإسرائيلية التي وصفها بـ"الهمجية" على القطاع، مشدداً على ضرورة وقفها.

وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني خلال مؤتمر صحافي "نتابع منذ مساء أمس القصف الإسرائيلي العدواني الهمجي على قطاع غزة، و(سقوط) مئات الشهداء"، مشدداً على ضرورة "وقف هذا العدوان وأن يحظى الشعب الفلسطيني بالأمن والاستقرار وعملية سياسية تعطيه حقوقه المشروعة وأهمها على الإطلاق إقامة دولة فلسطينية".

وكما اعتبرت إيران تجدد الغارات الإسرائيلية "استمراراً للإبادة"، قالت تركيا إن "قتل مئات الفلسطينيين في هجمات إسرائيل على غزة يُظهر أن سياسة الإبادة التي تنهجها حكومة نتنياهو دخلت مرحلة جديدة في انتهاك للقانون الدولي".

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "صدمته" إزاء تجدد الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة داعيا إلى احترام وقف إطلاق النار، بحسب ما أفاد ناطق باسم الأمم المتحدة.

ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى "إنهاء هذا الكابوس فوراً"، وقال في بيان إن "السبيل الوحيد للمضي قدماً هو التوصل إلى تسوية سياسية وفقاً للقانون الدولي"، مضيفا أن "استخدام إسرائيل لمزيد من القوة العسكرية لن يؤدي إلا إلى أن يفاقم مأساة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ظروف كارثية".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا