آخر الأخبار

الغزيون يرفضون مخططات التهجير.. "الوطن لا يُبنى بالرحيل"

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

رفض شعبي فلسطيني لجميع دعوات التهجير

وسط الركام والدمار الذي خلّفته الحرب، وبين جدران لم تبقَ منها سوى أطلال، يقف الفلسطينيون في قطاع غزة في مواجهة تحدٍ جديد، ليس أقل خطورة من القصف والتشريد: محاولات تهجيرهم بحجة إعادة الإعمار.

سكان القطاع، الذين اعتادوا مواجهة أزمات لا تنتهي، يرفضون أي خطة تُجبرهم على ترك أرضهم، متمسكين بحقهم في البقاء رغم المعاناة القاسية.

حياة فوق الأنقاض.. لا للخروج

كاميرا "سكاي نيوز عربية" رصدت واقع العائلات الغزية في حي الشجاعية، حيث يعيش كثيرون فوق أنقاض منازلهم المدمرة، رافضين فكرة مغادرتها رغم انعدام أدنى مقومات الحياة. بالنسبة لهم، البيت ليس مجرد جدران وسقف، بل هو وطن لا يمكن التنازل عنه.

في أحد الزوايا التي لم يبقَ منها إلا ركن صغير من منزله، يجلس أبو محمد تحت خيمة نصبها فوق الركام، متسائلاً بألم لمراسل "سكاي نيوز عربية": "لماذا نغادر؟ وأملاكنا أين تذهب؟ إذا خرجنا، لن نعود أبداً، ولن يسمحوا لنا بالعودة. أكلنا المرار، وتعرضت للاستهداف عشر مرات، ومن قال إننا إن خرجنا سنعيش في ظروف إنسانية؟ ربما تكون هذه الظروف أفضل بكثير من المجهول الذي ينتظرنا".

في الجوار، يقف رجل آخر وقد أنهكه التعب، لكنه يصرّ على البقاء رغم كل شيء، قائلاً: "سنقيم الخيام ونعيش فيها، كل ما نطلبه هو أن تمدّونا بالمساعدات كي نتمكن من العيش."

"لن نخرج.. سنعيد الإعمار"

لم يكن موقف الرجال وحدهم هو الحاسم في هذا الرفض القاطع، فالنساء أيضاً أكدن أن خيار البقاء هو الوحيد المطروح أمامهن. تقول إحدى السيدات بحزم: "سنصبر وسنعيد الإعمار، ولا نريد من ترامب أي إعمار.. لن نخرج من أرضنا، سنبقى ثابتين هنا".

أما الأطفال، الذين عايشوا ويلات الحرب وعاشوا شهوراً طويلة بين الخيام، فقد تعلموا معنى الصمود منذ صغرهم. يقول أحد الفتية لمراسل "سكاي نيوز عربية": "كيف نهاجر من ديارنا بعد كل هذا الصبر الذي صبرناه لعام ونصف تقريباً؟ العيش في خيمة هنا أفضل من الحياة التي يعدنا بها ترامب".

الركام وطن لا بديل عنه

ما يعيشه سكان غزة اليوم ليس مجرد أزمة سكن، بل هو معركة وجود حقيقية. لأكثر من عام، اختُبر صمود الغزيين بالنار، واضطر كثير منهم إلى إعادة تعريف مفهوم الوطن، فلم يعد البيت مجرد مكان، بل أصبح رمزاً للثبات في وجه المحاولات المستمرة لاقتلاعهم من أرضهم.

رغم انعدام أبسط مقومات الحياة، يواصل الغزيون العيش وسط الدمار، متشبثين بكلمات الشاعر محمود درويش: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".

وإن كانت هذه الأرض بلا ماء أو كهرباء أو منازل تأويهم، لكنها تبقى بالنسبة لهم الوطن الوحيد الذي لن يقايضوه بوعود إعادة الإعمار المشروطة بالرحيل.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا