آخر الأخبار

مسدس غراء ساخن يُعيد الأمل: تقنية ثورية لإصلاح العظام المكسورة في دقائق!

شارك

تتيح هذه المادة للأطباء ملء الفراغات في العظام خلال دقائق معدودة أثناء الجراحة، مما يوفر بيئة مناسبة لخلايا العظم للنمو والانتشار بشكل طبيعي.

في خطوة قد تُغيّر مفهوم علاج الكسور وإصلاح العظام التالفة، كشف فريق بحثي من جامعة سونغ كيون كوان في كوريا الجنوبية عن تقنية غير مألوفة تعتمد على تعديل مسدس الغراء الساخن لاستخدامه كأداة طبية فعّالة. هذه التقنية البسيطة نسبيًا تقدم حلولًا سريعة وفعالة من حيث التكلفة، مما يجعلها خيارًا واعدًا في حالات الطوارئ الجراحية.

كيف تعمل التقنية؟

تتمي ز العظام بقدرتها الطبيعية على إصلاح نفسها بعد الإصابات الصغيرة، لكن الحالات الشديدة مثل الكسور الكبيرة أو استئصال الأورام تتطلب ملء الفراغ الناتج بمادة قادرة على تشجيع نمو خلايا العظم. حاليًا، يتم الاعتماد على زراعة طعم عظمي أو استخدام دعامات ثلاثية الأبعاد مطبوعة بتقنيات متقدمة، وهي عمليات تستغرق وقتًا طويلًا وغير متوفرة دائمًا في حالات الطوارئ.

لحل هذا التحدي، قام الفريق البحثي بقيادة البروفيسور "جونغ سيونغ لي" بتعديل مسدس الغراء الساخن لتقليل درجة حرارة التشغيل من أكثر من 100 درجة مئوية إلى حوالي 60 درجة مئوية، مما يجعله آمنًا للاستخدام داخل غرفة العمليات. كما تم تطوير مادة بيولوجية خاصة تحتوي على الهيدروكسيباتيت – وهو مركب يشكل حوالي 50 بالمية من حجم العظام البشرية الطبيعية - مع بلاستيك حراري قابل للتحلل يُسمى بولي كابرولاكتون.

وتتيح هذه المادة للأطباء ملء الفراغات في العظام خلال دقائق معدودة أثناء الجراحة، مما يوفر بيئة مناسبة لخلايا العظم للنمو والانتشار بشكل طبيعي.

نتائج التجارب الأولية

وأجرى الباحثون تجارب على عظام فخذ الأرانب بإصلاح فجوات يصل طولها إلى سنتيمتر واحد. وبعد مرور 12 أسبوعًا، أظهرت الفحوصات عدم وجود أي مضاعفات طبية أو انفصال بين المادة المستخدمة والعظم. والأكثر إثارة للإعجاب هو أن حجم العظم المُعاد تكوينه كان أكثر من ضعف الحجم لدى الحيوانات التي عُولجت باستخدام الأسمنت العظمي التقليدي.

وإضافة إلى ذلك، نجح الفريق في دمج مضادات حيوية مثل الفانكوميسين والجنتاميسين ضمن المادة الخام، مما يقلل من خطر الإصابة بالعدوى. يتم إطلاق هذه المضادات ببطء وتوزيعها مباشرة على موقع الجراحة على مدار عدة أسابيع.

هل ستكون هذه التقنية الحل النهائي؟

ورغم النتائج الواعدة، لا يزال هناك جدل حول مدى انتشار هذه التقنية مقارنةً بالتقنيات الحديثة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد. يقول "بنجامين أوليفيري"، باحث في تطوير الدعامات العظمية ثلاثية الأبعاد بجامعة نوتنغهام بالمملكة المتحدة: "إنها فكرة مثيرة وممكنة التطبيق، لكنها قد لا تكون الخيار الأكثر شيوعًا في المستقبل القريب". ويرى أنه رغم بساطتها وفعاليتها، فإن التطور السريع للتكنولوجيا الطبية قد يجعل من الصعب على هذه التقنية التنافس مع الحلول الأكثر تقدمًا.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار