كشفت مجلة "فوربس " في تقريرها المالي المحدث لشهر سبتمبر أن ثروة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ارتفعت إلى نحو 7.3 مليارات دولار، بزيادة قدرها 3 مليارات دولار خلال عامٍ واحد، مدفوعة بمكاسب ضخمة من أنشطته في العملات المشفرة وتوسّع أعماله التجارية منذ عودته إلى البيت الأبيض.
ووفقًا للتقرير، فقد حوّل ترامب الرئاسة إلى مصدر ربح مباشر، إذ شهدت استثماراته المشفرة، التي كانت متوقفة قبل الانتخابات، انفجارًا ماليًا بعد فوزه، مضيفةً نحو ملياري دولار إلى ثروته خلال عشرة أشهر فقط.
كما نجح فريقه القانوني في إلغاء حكم قضائي بقيمة نصف مليار دولار، مما زاد رصيده بنحو 500 مليون دولار إضافية.
وفي الوقت نفسه، قفزت عائدات أعماله في مجال الترخيص التجاري بمقدار 400 مليون دولار، مع تهافت المطوّرين الأجانب على عقد صفقات مع الرئيس الأمريكي، في وقتٍ ما زال أمامه الجزء الأكبر من ولايته الثانية، ما جعل صحيفة فوربس تتوقّع تدفّق مليارات أخرى إلى إمبراطوريته المالية.
تقدّر فوربس قيمة أصول ترامب السائلة بنحو 1.1 مليار دولار، بعد أن جمع مئات الملايين من مبيعات العملات المشفرة ، مدعومة بعائدات بيع فندقه في واشنطن العاصمة وإعادة تمويل مجمع مكاتبه في سان فرانسيسكو.
وفي خطوة مثيرة، أطلق ترامب عملة رقمية من نوع "ميم كوين" قبل أيام من بدء ولايته الثانية، مستفيدًا من الزخم الإعلامي الذي رافق حفل تنصيبه.
تشير فوربس إلى أن المشروع المشفر الرئيسي لعائلة ترامب، World Liberty Financial، شهد انطلاقة متعثرة قبل أن ينفجر نجاحًا بعد الانتخابات، فقد بلغت قيمة الأصول المباعة أكثر من مليار دولار، فيما احتفظت العائلة بحصة كبيرة منها لا تزال مجمّدة وتُستبعد من التقييم.
كما أطلقت الشركة عملة مستقرة جديدة باسم USD1، مربوطة بالدولار الأمريكي لتقليل تقلبات الأسعار، وهي فكرة وصفها خبراء بأنها ليست جديدة ولكنها "تحدٍ في التبنّي".
وتضيف فوربس أن شركة أنشأها رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ساعدت المشروع من خلال الاتفاق على استخدام USD1 في استثمار بقيمة ملياري دولار داخل واحدة من كبرى بورصات العملات المشفرة العالمية.
وفي أغسطس 2025، اشترت شركة Alt5 المتداولة في البورصة حزمة من رموز World Liberty، ما وفّر لعائلة ترامب سيولة نقدية جديدة، ومنح الشركة حصة صغيرة في Alt5، بقيمةٍ تقدّر بـ 12 مليون دولار.
تصف فوربس مشروع ترامب الإعلامي Trump Media and Technology Group بأنه من أكثر الشركات غرابة في المشهد الأمريكي، فرغم أنه حقق مبيعات لا تتجاوز 3.6 ملايين دولار في 2024 وسجّل خسائر صافية بنحو 401 مليون دولار، فإن أسهمه لا تزال تجذب المتداولين المؤيدين لترامب، لترتفع إلى مستويات غير مبرّرة اقتصاديًا.
وبالرغم من تراجع قيمة السهم بأكثر من النصف، إلا أن حصة ترامب لا تزال تساوي نحو ملياري دولار.
تشير فوربس إلى أن أعمال ترامب في نوادي الغولف الأمريكية ازدهرت بقوة بعد مغادرته البيت الأبيض لأول مرة. وتقدّر القيمة الإجمالية لتلك الأندية بنحو 596 مليون دولار، بصافي 507 ملايين بعد خصم الالتزامات، إذ ارتفعت أرباحها التشغيلية من 19 مليونًا عام 2020 إلى 66 مليونًا عام 2024.
أما منتجع مارالاغو في فلوريدا، فيُعدّ الجوهرة الأبرز في إمبراطورية ترامب العقارية، وتصل قيمته إلى 490 مليون دولار بصافي 458 مليونًا. وذكّر التقرير بإفادة قديمة لترامب عام 2016 حين قال: "مدير مارالاغو أخبرني أن العام كان الأفضل في تاريخنا، وعندما سألته عن السبب، أجاب: الحملة الانتخابية."
منتجع ترامب دورال ميامي عاد هو الآخر إلى الربحية، حيث تضاعفت أرباحه بعد الجائحة لتصل إلى 25 مليون دولار سنويًا، فيما بلغت قيمته الإجمالية 390 مليون دولار بصافي 255 مليونًا.
وفي أوروبا، يمتلك ترامب منتجعين في اسكتلندا وآخر في إيرلندا بقيمة إجمالية 118 مليون دولار، بعد سنوات من الخسائر التي تجاوزت 100 مليون دولار، لكن النشاط هناك يشهد تحسنًا ملحوظًا مؤخرًا.
ما يزال ترامب يحتفظ بعقارات استراتيجية في قلب مانهاتن، أبرزها: 6 East 57th Street: بقيمة 148 مليون دولار دون أي ديون، يضم مساحات فاخرة تمتد على 65 ألف قدم مربعة.
1290 Avenue of the Americas: حصة بنسبة 30% بقيمة صافية 137 مليون دولار، يشرف عليها ستيفن روث، الرئيس التنفيذي لشركة "Vornado Realty Trust" وعضو مجلسه الاقتصادي عام 2016.
40 Wall Street: بقيمة 83 مليون دولار بعد أن سدّد ترامب ديونه البالغة 114 مليون دولار عام 2025، ليحرّر البرج بالكامل من التزاماتٍ مالية ثقيلة.
ورغم نجاح ترامب في إسقاط حكمٍ مدني بقيمة 500 مليون دولار في محكمة استئناف بنيويورك ، لا يزال ملزمًا بدفع تعويضاتٍ للكاتبة إي. جين كارول التي اتهمته بالاعتداء الجنسي، وهي القضية التي ينفيها ترامب ويواصل استئنافها، فيما تتراكم الفوائد القانونية على المبلغ المستحق.