يشهد سوق العمل بأميركا تراجعًا حادًّا في وظائف التنوع والمساواة والإدماج (DEI) بعد أن كانت من أكثر القطاعات طلبًا قبل أعوام، إذ تحوّل هذا المجال إلى عبء مهني مع تصاعد الانتقادات السياسية والضغوط القانونية.
ووفقًا لتقرير بلومبيرغ، انخفضت الوظائف الجديدة في القطاع إلى نحو 1500 وظيفة فقط هذا العام، أي نصف مستويات 2019، بعدما بلغت ذروتها عند 10 آلاف وظيفة في عام 2022.
وتشير البيانات إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب اعتبرت برامج التنوع "غير قانونية"، مما دفع الشركات إلى تفكيك وحدات التنوّع خوفًا من الدعاوى القضائية.
وأعادت شركات كبرى مثل أمازون وماكدونالدز وغولدمان ساكس صياغة أو أوقفت سياساتها، بينما أبقت شركات مثل دلتا وكوكاكولا التسمية فقط دون التوسع في البرامج.
ويقول البروفيسور بيتر كابيلي من جامعة بنسلفانيا إنّ "مهارات كاملة أصبحت غير مرغوبة وبسرعة غير مسبوقة". ويضيف أحد العاملين السابقين، ديفيد دانيلز، أن "الخبرة في التنوّع باتت أشبه بوصمة مهنية".
وترى بلومبيرغ أن انهيار موجة التنوّع يعكس تراجع التزام الشركات بالقيم الاجتماعية تحت ضغط السياسة والمخاوف القانونية، لتتحول العدالة المؤسسية إلى ترفٍ مهني يصعب الدفاع عنه في المشهد الأميركي الحالي.
وتعنى وظائف التنوع والمساواة والإدماج بوضع سياسات التنوع من مبادرات وقواعد لتوظيف وتمكين أشخاص من خلفيات متنوعة، وتنظيم ورش عمل ودورات لتوعية الموظفين بأهمية وقيم التنوع، وكيفية تفادي التمييز، وتحقيق الدمج الاجتماعي والمهني.