نبدأ جولة الصحف اليوم من الغارديان البريطانية التي تناولت خطة إسرائيل الأخيرة بشأن غزة، وقالت في تحليل مطوّل بعنوان "إعلان خطة إسرائيل لاحتلال غزة جاء في توقيت حساس"، لمراسلها من القدس جيسون بيرك - إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يريد "الضغط على حماس لتقديم تنازلات وإرضاء اليمين المتطرف".
وأضافت أن إعلان إسرائيل عن خطة لشن هجوم موسّع وشيك على غزة، والاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها، "لحظةٌ بالغة الأهمية".
وتضيف الصحيفة أنه بمجرد بدء "عملية عربات جدعون"، سترسل إسرائيل قواتها لاحتلال معظم أنحاء غزة، إن لم يكن كلها، وستسعى إلى ترسيخ "وجود مستدام"، ونزوح الفلسطينيين إلى جنوب القطاع، واحتمال نزوحهم "الطوعي" من غزة بالكامل للسماح بتنفيذ خطة إعادة الإعمار التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وحذّر التقرير من أن هذا سيؤكد "مخاوف الكثيرين الراسخة" من نوايا إسرائيل في غزة، وسيثير غضباً دولياً، فلماذا أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن هذه الخطة بهذه الصخب؟ ولماذا الآن؟
وفي إجابة عن هذه التساؤلات ترى الصحيفة أن أحد العوامل الرئيسية هو المحادثات غير المباشرة الجارية مع حماس بشأن وقف إطلاق نار جديد، وتأمل حكومة نتنياهو أن تجبِر الخطة "قادة حماس على تقديم تنازلات".
ويرجّح تنفيذ الخطة بعد زيارة ترامب للشرق الأوسط خلال 10 أيام، ومغادرته السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، وذلك "حتى لا تؤثر صور الدمار والموت من غزة على زيارة الرئيس"، بحسب المقال.
وعن شكل الحكم في غزة مستقبلاً، يشير التقرير إلى أن نتنياهو "يرفض" إمكانية تولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، كما أنه لم يحدد أي نوع آخر من التسوية السياسية المستقبلية في غزة، لذلك من المرجح أن تصبح القوات الإسرائيلية الحاكم الفعلي لجزء كبير من غزة وسكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وفق الصحيفة.
في السياق، طالبت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في افتتاحيتها حكومة نتنياهو بتوضيح "منطق العملية الموسّعة في غزة".
وقالت الصحيفة إذا "طلبت الحكومة مرة أخرى من الشعب الاستعداد لحملة طويلة ومكثفة، فإنها مدينة له بتفسير واضح للنوايا".
وأضافت أن المسؤولين الإسرائيليين يتحدثون علناً عن "غزو غزة"، معتقدين أن هذه هي الطريقة لتفكيك قدرات حماس العسكرية والمدنية وضمان إطلاق سراح الرهائن، مفترضين أن إدراك حماس أن حكمها ينهار وأنها ستفقد الأرض بشكل دائم، سيدفعها لتحرير الرهائن.
ووفقاً للصحيفة، فإن الخطة الحالية التي وضعها رئيس الأركان الفريق إيال زامير، تشير إلى تحوّل في التكتيكات والفلسفة، حيث كانت الخطط السابقة تسعى للسيطرة على مناطق محددة في غزة، وتدمير البنية التحتية لحماس، ثم الانسحاب.
وترى الصحيفة أن الحكومة ورئيس الأركان يراهنان الآن على أن استراتيجية "أكثر عدوانية واستمرارية" قد تحقق ما لم تحققه المرحلة السابقة من الحرب، وهو ما يتطلب "توضيح نواياها".
وذلك نظراً لحالة "الإحباط" التي يشعر بها العديد من جنود الاحتياط، "معتقدين أن تضحياتهم السابقة في دخول غزة والانسحاب والعودة مراراً وتكراراً، قد قُوّضت بسبب التردد والتناقض وغياب الوضوح الاستراتيجي" - بحسب جيروزاليم بوست.
وعن حرب أخرى لكن في مجالات العمل والتوظيف، نشرت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية مقالاً بعنوان "سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي في التوظيف يمثل فوضى عارمة للجميع".
وقالت الكاتبة سارة أوكنور، إن أدوات الذكاء الاصطناعي تسببت في أزمة لإدارات الموارد البشرية، حيث يستخدمها الباحثون عن عمل في تقديم طلبات توظيف مجهولة وبها الكثير من "الاحتيال في التقييمات الإلكترونية"، خاصة أن الكثير من الشركات تستخدم أنظمة إلكترونية لتقييم المتقدمين للوظائف قبل إجراء المقابلات الشخصية.
وتقول الكاتبة إن أصحاب العمل أرادوا من هذه الطريقة جعل العملية أكثر كفاءة وعدالة مع تقليل مخاطر التحيّز البشري، فمثلاً تتضمن "مقابلات الفيديو غير المتزامنة" إجابة المتقدمين للوظائف على الأسئلة بمفردهم أمام كاميرات الويب، دون وجود أي شخص للاستماع إليهم أو إجراء المقابلة معهم، ويقوم نظام الذكاء الاصطناعي يتقييم ردودهم، وهو ما لا يلقى قبولاً لدى الباحثين عن عمل.
لكنها تشير إلى أن تلك الطريقة تثير "الارتباك واللامبالاة والإرهاق" عند الكثير من الشباب، وأخبرها أحدهم: "كانت أصعب وأكثر تجربة مهينة مررتُ بها على الإطلاق".
وكان الحل أمام هؤلاء هو استخدام نفس سلاح الشركات، بحسب الكاتبة، فلجأ الباحثون إلى أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة مثل تشات جي بي، من أجل "التلاعب" بعملية كانت تبدو بالفعل "غير إنسانية".
وتضيف أوكنور أن "سباق التسلح" بالذكاء الاصطناعي لم يكن جيداً للشركات ولا حتى للباحثين عن عمل، كان من المفترض أن يحسّن الكفاءة والإنصاف، لكنه "أصبح تهديداً لكليهما".
من ناحية الكفاءة، "يشكو" أصحاب العمل من تزايد طلبات التوظيف، لكن من الصعب العثور على أفضل المرشحين، لأن بعض المتقدمين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتحسين درجاتهم في اختبارات مهاراتهم.
وتوضح الكاتبة أن "عدم التكافؤ" في الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المدفوعة، التي تساعد الأشخاص في الحصول على أعلى تقييم وعلى إجابات نموذجية، يمثل نوعاً جديداً من الظلم أيضاً.