في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في زمن الحرب، حيث يضطر الكثيرون إلى المغادرة قسرا بحثا عن الأمان، اختارت طبيبة سودانية طريقا معاكسا.
إذ رفضت ترك البلاد، وأمضت ما يقارب العامين تحت القصف تواجه الخطر بيديها العاريتين، حاملة سماعتها الطبية.
فقد أسرت الدكتورة فتحية أحمد عبد الماجد، استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة، قلوب السودانيين، بعدما تمسكت بالبقاء في أروقة مستشفى البلك بأم درمان، تقاتل لإنقاذ أرواح الأطفال، رغم شحّ الأدوية، ونقص الغذاء، ورعب القنابل التي كانت تسقط بالقرب منها.
إذ أكدت الطبيبة السودانية أنها "لن تغادر"، قائلة "لن أترك الأطفال وحدهم"، رغم تحول المستشفى إلى خط مواجهة بين الموت والحياة.
حينها لم يكن لديها أجهزة متطورة، ولا إمدادات طبية كافية، لكنها كانت تملك روحا لا تُقهر.
ولم تكتفِ بعلاج الأطفال، بل كانت أمًا لهم جميعا، تسهر بجانب أسرّتهم، تطمئنهم وسط القصف، وتواسي الأمهات اللواتي فقدن الأمل.
وبعد عامين تقريبًا من الصمود، لم يكن هناك تكريم يليق بها سوى دموع زملائها وأطفالها الصغار الذين أنقذتهم من الموت.
ففي مشهد أبكى الجميع، وقف العاملون في مستشفى البلك ليمنحوها لحظة تقدير، لحظة اعتراف ببطولة امرأة لم تغادر، لم تضعف، لم ترفع الراية البيضاء.
وفي بيان رسمي، قالت نقابة أطباء السودان: "لقد قدمت الممكن وبعض المستحيل لأطفال محلية كرري في ظل الظروف الصعبة وقلة الإمكانيات المتاحة. تكريمها يتحدث عن نفسه.. إنها مفخرة لكل الأطباء".
وما إن انتشر فيديو تكريم الطبيبة، حتى اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، مخلّفًا موجة واسعة من الإعجاب والتقدير.
إذ كتب أحدهم: "لا أستطيع مشاهدة الفيديو دون أن تغلبني دموعي. أنتم الإنجاز الحقيقي، جيش الصحة الذي يحارب المرض رغم المحن".
بينما علّق البعض بأسف، متمنين لو استطاعوا المشاركة ومدّ يد العون.
في حين أكد البعض الآخر أن قصة هذه الطبيبة ستظل محفورة في وجدان السودانيين، نموذجا مشرقا للتفاني في زمنٍ عزّ فيه الإيثار، لتبرهن أن بعض البطولات تُصنع بالمواقف لا بالسلاح.