في هذه الحلقة من فن للحياة، أعمال بصرية و سمعية يُعبر فيها أصحابها عن انشغالهم بالتحديات التي تحدق بشواطئ
البحار لاسيما في مدينة الإسكندرية.
قامت الفنانة الاسكندارية شدوى علي بجمع مقاطع صوتية وبصرية للحياة تحت الإغلاق أثناء جائحة كورونا. وتأملت بعد ذلك في الهوة بين رغبة الكثيرين في العودة الى الحياة الطبيعية وضرورة إعادة التفكير في الزحف العمراني المتوحش الذي يهدد شواطئ مدينة الإسكندرية.
تعتمد ممارستها السمعية والبصرية في هذا العمل على استكشاف نفسي للقضايا الاجتماعية والسلوك البشري، من خلال تفكيك مساحات الروتين الفوضوي والصاخب في مدينتي القاهرة والإسكندرية. تتلاعب شدوى بالبيئة المحيطة لها لتعكس عبثية عمليات الهدم والبناء وتأثيرها على الذاكرة الجماعية لتلك المدينة التاريخية.
صنع الفنان احمد صالح في حركات موسيقية تتقلب فيها اصوات مدينة الاسكندرية مع أمواج البحر،عملاً يحمل قصة فيضانات ضربت المدينة بالكامل في القرنين الرابع و الحادي عشر. وفي العمل الذي يحمل عنوان "رحلة عشر سنوات على الشاطئ" لا يتحدث فقط عن الماضي بل يحذر ايضا من وقوع كارثة مستقبلية.
تتأرجح حركات موسيقى احمد صالح بين الهدوء والهيجان، ويقوم بمزج الأصوات الحضرية في مشهد صوتي يجمع بين الذاكرة والخيال، حيث يغمر المد المتدفق الشوارع النابضة بالحياة، وتظهر المدن الغارقة تدريجياً، وتتحول مراراً وتكراراً، كأنها نبض حيٌّ.
"المد والجزر المتحرك" هو عمل سمعي متعدد الوسائط للفنانة الاسكتلندية البرتغالية شي، تتناول فيه علاقتنا المركبة بالبحار وتدعو من خلاله الى الاعتراف بالمعضلة البيئية التي يعيشها كوكبنا والضرورة الملحة للتعامل معها.
تُقدم شي عملاً متعدد الأصوات وغامر تحت عنوان "التيارات المتحركة" يستكشف علاقتنا بمياه كوكبنا. وتستحضر أيضاً إيقاعات البحر الدوارة وموجاته المتلاطمة. "التيارات المتحركة" عمل بمثابة نداء للالتفات بجدية الى المأزق البيئي الذي يواجهنا، ودعوة للعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل.