لا يزال الجدل متصاعداً حول الروبوت الصيني الذي جعل الجميع يتساءلون: هل بداخله إنسان حقيقي؟ ظهور روبوت IRON من شركة إكس بينغ خلال فعالية الذكاء الاصطناعي في غوانغجو خطف الأنظار، بعدما تحرك ومشى وأدى إيماءات بمرونة تكاد تطابق البشر.
المشهد أثار موجة من التشكيك، ما دفع أحد المهندسين لقطع جزء من "جلده" الصناعي أمام الجمهور، كاشفاً هيكله المعدني الداخلي لإنهاء الجدل تماماً.
هذه اللحظة، التي تحولت إلى حدثٍ واسع الانتشار، كانت بمثابة إعلان واضح لفلسفة "إكس بينغ" في تطوير ما تسميه "تصميماً يولد من الداخل"، حيث يعتمد الروبوت على عمود فقري بيوني وعضلات صناعية وجلد مرن مصمم ليحاكي تشريح الإنسان بدقة، بحسب تقرير نشره موقع "interestingengineering" واطلعت عليه "العربية Business".
ورغم أن شركات عديدة تنافس في سباق الإنسان الآلي منذ سنوات، فإن "إكس بينغ" اختارت طريقاً مختلفاً.
فبدلاً من تقديم روبوت خارق القوة أو السرعة، ركزت على شكل الإنسان، وطريقة حركته، ومدى تقبل الناس له.
الرؤية التي يروج لها الرئيس التنفيذي للشركة، هي شبيهة باقتناء سيارة: يمكنك اختيار IRON بجسم أنحف أو أكثر امتلاءً، وبمظاهر مختلفة مع إمكانية تغيير طول الشعر والملابس.
الهدف ليس فقط أداء المهام، بل خلق روبوت يبدو أقرب إلى البشر وأكثر ألفة في التعامل.
تسعى "إكس بينغ" لتجاوز ما يُعرف بـ "الـ Uncanny Valley"، وهو الشعور بالغرابة الذي ينتاب البشر عند رؤية روبوت يشبه الإنسان دون أن يكون مطابقاً له.
وتحاول الشركة تحقيق ذلك من خلال:
- هيكل عظمي بيوني يحاكي العمود الفقري البشري.
- عضلات صناعية تمنح الروبوت حركة سلسة ومنسقة.
- جلد اصطناعي مرن يخفّف الإحساس بالبرودة الميكانيكية.
- الأبعاد البشرية المتناسقة والملابس القابلة للتخصيص.
وعرض الشركة لعملية قطع الجلد الصناعي لم يكن عشوائياً؛ بل رسالة مفادها أن الحركة شديدة الواقعية ليست خدعة، بل نتيجة بنية داخلية مصممة خصيصاً لتبدو "حية".
تعتزم "إكس بينغ" بدء الإنتاج التجاري لـ IRON بحلول نهاية 2026، مع التركيز أولاً على الاستخدامات المهنية في المتاجر والمكاتب والردهات ومواقع الاستقبال، بدلاً من المنازل.
ورغم الإبهار الذي حققه العرض، يبقى التحدي الأكبر هو قدرة الروبوت على:
- العمل بأمان في بيئات مزدحمة وغير متوقعة.
- الحفاظ على المتانة وسهولة الصيانة.
- إثبات موثوقيته على المدى الطويل.
- تجاوز الحاجز النفسي لدى المستخدمين للتعامل اليومي مع روبوت شبيه بالبشر.
المصدر:
العربيّة