أدت الاستثمارات الضخمة لشركة الذكاء الاصطناعي " أوبن أيه آي" التي أُعلن عنها في الأشهر الأخيرة إلى زيادة التدقيق في شركات التكنولوجيا الكبرى المزودة للخدمات السحابية واسعة النطاق، والتي تتسابق جميعها لتطوير البنية التحتية اللازمة لازدهار الذكاء الاصطناعي المتسارع.
ويستعد المستثمرون لتلقي قدر كبير من المعلومات الجديدة التي يتعين عليهم استيعابها.
وستُعلن شركات "مايكروسوفت" و"ألفابت" و"ميتا" و"أمازون" عن نتائجها الفصلية هذا الأسبوع، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي"، اطلعت عليه "العربية Business".
ورغم اختلاف أعمال هذه الشركات، وتنافسها في مجالات معينة، ستركز وول ستريت تركيزًا شديدًا على بند واحد محدد؛ ألا وهو النفقات الرأسمالية.
وقالت ميليسا أوتو، رئيسة أبحاث "Visible Alpha" في "ستاندرد آند بورز غلوبال، إن هناك التزامًا هائلًا من جانب الشركات بالاستثمار الجاد حقًا، مضيفة: "سيكون من المثير للاهتمام معرفة رأيهم في مسار استثماراتهم، وإذا ما لاحظوا تباطؤًا في هذا المسار".
وعلى مدار ما يقرب من ثلاث سنوات، اجتاحت موجة الذكاء الاصطناعي السوق، حيث أظهرت روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل "شات جي بي تي" من "أوبن أيه آي" و"جيميني" من "غوغل"، قدرتها على إعادة تشكيل قطاعات واسعة من الاقتصاد.
لكن أكبر مشكلة اليوم أمام توسع هذه التقنية هي نقص القدرة الحاسوبية الكافية، وضعف الطاقة.
وتكشف شركات الذكاء الاصطناعي عن خطط لبناء مراكز بيانات ضخمة للحوسبة الفائقة، تعتمد عادةً على شرائح الذكاء الاصطناعي من "إنفيديا"، للتعامل مع الحمل المتوقع.
وقد ميّزت "أوبن أيه آي" وهي شركة خاصة تُقدر قيمتها بـ 500 مليار دولار، نفسها، معلنةً عن مشروعات تطوير بنية تحتية مستقبلية بقيمة تريليون دولار تقريبًا مع شركاء من بينهم "إنفيديا"، و"أوراكل" و"برودكوم".
وإلى جانب "أوبن أيه آي"، يشمل أكبر البناة شركات الإنترنت العملاقة الأربعة التي من المقرر أن تُعلن عن أرباحها هذا الأسبوع.
وفي كل حالة، يرغب المستثمرون في رؤية خطط طموحة واستراتيجية واضحة. ولكن على عكس "أوبن أيه آي"، لا يُمكن لهذه الشركات الاستثمار بشكل كبير جدًا خوفًا من أن يؤثر ذلك سلبًا على أسهمها لدى المستثمرين العموميين.
وتوقع محللو مورغان ستانلي في مذكرة الأسبوع الماضي نمو إجمالي النفقات الرأسمالية لشركات الحوسبة السحابية الضخمة بنسبة 24% العام المقبل ليصل إلى ما يقرب من 550 مليار دولار.
ويتعين على هذه الشركات أيضًا تحقيق نمو في الإيرادات، وخاصةً "أمازون" و"مايكروسوفت" و"غوغل"، التي تتنافس على أعمال الذكاء الاصطناعي ضمن وحداتها السحابية.
وقالت لورين تايلور وولف، الشريكة المؤسسة لشركة إمباكتيف كابيتال، لبرنامج " Squawk on the Street" على قناة سي إن بي سي الأسبوع الماضي: "هناك تريليونات من الدولارات مخصصة للإنفاق مقارنةً بمئات المليارات من الدولارات من التدفق النقدي الحر الذي حققته شركات الـ Mag 7"، مشيرةً إلى أن الشركات لم تحقق عوائد استثمارية كبيرة بعد.
ويشير مصطلح "Mag 7" إلى أكبر سبع شركات تكنولوجية أمريكية التي تتميز بنفوذ كبير في السوق وأداء مالي قوي.
وسيبحث المحللون أيضًا في كيفية مساهمة ميزات الذكاء الاصطناعي "Copilot" من "مايكروسوفت" في تعزيز نمو أعمالها الأخرى، وما إذا كانت استثمارات "غوغل" في الذكاء الاصطناعي تساعدها في الدفاع عن أعمالها الأساسية في البحث والإعلانات مع لجوء المزيد من المستهلكين إلى "شات جي بي تي" للحصول على المعلومات.
وقد صرّحت "ميتا" بأن تقنيتها للذكاء الاصطناعي التوليدي قد عززت قدرة الشركة على استهداف الإعلانات.
المصدر:
العربيّة