يُعد مخيم “العَفَاض” بمدينة الدبة في الولاية الشمالية بالسودان أحد أبرز الشواهد الحية على المأساة الإنسانية المتفاقمة في البلاد بنهاية عام 2025. تحكي الصور والتقارير الواردة من هناك قصصاً مؤلمة لنازحين فروا من جحيم المعارك في الفاشر وكردفان، ليواجهوا واقعاً قاسياً تحت شمس الصحراء الحارقة وبرد الشتاء القارس.
الدبة، السودان 30 ديسمبر 2025 (شينخوا) في الصورة الملتقطة يوم 13 نوفمبر 2025، خيام في مخيم العفاض للنازحين في مدينة الدبة شمالي السودان.
في الصورة الملتقطة يوم 13 نوفمبر 2025، متطوعون يستعدون لتوزيع مساعدات الإغاثة التي وصلت حديثا إلى مخيم العفاض للنازحين في مدينة الدبة شمالي السودان.
ويستضيف المخيم آلاف الأسر (تقديرات تشير لأكثر من 10,000 نازح في المخيم نفسه، ضمن أكثر من 57,000 نازح وصلوا مدينة الدبة ككل).
وتعكس الصور الملتقطة من داخل المخيم (مثل صور وكالة شينخوا) ملامح المعاناة في عدة جوانب.
وتظهر الصور نازحين وصلوا سيراً على الأقدام أو في شاحنات مكدسة، تظهر عليهم علامات الإرهاق الشديد والجفاف. الكثير منهم فقدوا أفراداً من عائلاتهم في الطريق أو تعرضوا للانتهاكات والنهب.
كما تظهر في الصور “غابة” من الخيام البيضاء البسيطة (المقدمة من منظمات مثل قطر الخيرية والهلال الأحمر) التي لا توفر حماية كافية من تقلبات الطقس في المنطقة الصحراوية.
وتبين صور متكررة لنازحين، بينهم أطفال ونساء، يصطفون في طوابير طويلة للحصول على مياه الشرب أو الوجبات التي تقدمها “التكايا” والمبادرات الشعبية المحلية.
أيضا تظهر هناك صور مؤلمة لأطفال يفترشون الأرض في “فصول تحت الظل”، في محاولة لمواصلة التعليم رغم انعدام الإمكانيات، حيث يواجه أكثر من 700 طفل خطر الانقطاع التام عن الدراسة.
ويعاني الكثير من الأطفال الواصلين من سوء تغذية حاد نتيجة الحصار الطويل الذي عاشوه في الفاشر قبل نزوحهم.
كما يعاني المخيم من ضعف الخدمات الطبية مقارنة بحجم التدفق اليومي، مع وجود حالات إصابات وجروح ناتجة عن الحرب لم تتلقَّ العلاج الكافي.
وتتحدث تقارير عن حالات اغتصاب وانتهاكات جسيمة تعرضت لها النساء والفتيات أثناء الفرار، مما يتطلب دعماً نفسياً واجتماعياً عاجلاً غير متوفر بشكل كافٍ.
المصدر:
الراكوبة