آخر الأخبار

قرقاش: موقف الإمارات من السودان ينطلق من أولوية وقف الحرب ودعم الانتقال المدني

شارك

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن موقف دولة الإمارات من السودان ومن قضايا المنطقة يستند إلى قراءة استراتيجية هادئة، تضع الاستقرار الإقليمي ومصلحة الشعوب في مقدمة الأولويات، بعيداً عن السجال الإعلامي وحملات التشكيك التي تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة.
وقال قرقاش إن السياسة الخارجية الإماراتية شهدت منذ عام 2018 تحولاً واضحاً، تمثل في إنهاء الدور العسكري المباشر في اليمن بعد مساهمة إماراتية محورية في مراحل مفصلية، والانتقال إلى مقاربة جيو-اقتصادية تركز على تعزيز التنافسية الاقتصادية، والانفتاح الاستثماري، وترسيخ الاستقرار، وهي أولويات تعززت بعد جائحة كوفيد-19.
وأوضح أن تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة عام 2022 أسس لمرحلة جديدة قوامها دور دولي فاعل، واقتصاد إقليمي رائد، ومنظومة استثمارية عالمية، مع طموح متقدم في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن الاستقرار الإقليمي ظل ركناً أساسياً في معادلة الأمن الوطني الإماراتي.
وأشار قرقاش إلى أن هذه المعادلة اختُبرت بقسوة عقب السابع من أكتوبر، مع اندلاع الحرب في غزة وما تبعها من تطورات إقليمية، لافتاً إلى أن الإمارات لعبت دوراً محورياً في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وكانت في الوقت ذاته أكبر داعم إنساني للشعب الفلسطيني في غزة.
وفيما يتعلق بالسودان، قال قرقاش إن الإمارات تابعت بقلق بالغ تطورات الأوضاع منذ الانقلاب على الحكم المدني الانتقالي في عام 2021، والذي اعتبره جرس إنذار مبكراً تجاهله المجتمع الدولي. وأضاف أن الدولة بذلت خلال تلك المرحلة جهوداً لتقريب وجهات النظر بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، في محاولة لتفادي الانفجار العسكري.
وأوضح أن تعقيد المشهد السوداني، في ظل مؤسسة عسكرية مؤدلجة وقوة مسلحة نشأت من رحمها، جعل من غير الواقعي الرهان على حسم عسكري لأي طرف، وهو ما أكدته تطورات الحرب على الأرض. وانطلاقاً من ذلك، دعمت الإمارات مختلف المبادرات الإقليمية والدولية لوقف القتال، بما في ذلك منابر جدة والبحرين وجنيف، إلى جانب الاتصالات الثنائية.
وأكد قرقاش أن اعتبار الجيش وقوات «الدعم السريع» طرفين في نزاع مسلح يعكس قراءة واقعية تهدف إلى تغليب مصلحة السودان، مشدداً على أن الحكم المدني المستقل يمثل المخرج الوحيد للأزمة، في ظل تجارب سودانية سابقة أثبتت فشل الحكم العسكري وتداعياته.
وأشار إلى أن بيان الرباعية الصادر في سبتمبر 2025، والذي ضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، شكل المبادرة الأكثر جدية للخروج من الحرب، من خلال مقترح شامل يتضمن هدنة إنسانية، وضمان إيصال المساعدات، ومساراً تفاوضياً يقود إلى انتقال مدني ضمن إطار زمني محدد، معتبراً أن رفض هذه الخريطة عكس استمرار أوهام العودة إلى الحكم العسكري.
وشدد قرقاش على أن الإمارات واصلت انخراطها السياسي والإنساني في السودان، وكانت من أكبر الداعمين لجهود الإغاثة في مواجهة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، مؤكداً استمرار هذه الجهود رغم التحديات.
وختم بالقول إن الحرب في السودان لن تُحسم عسكرياً، وإن الخاسر الوحيد هو الشعب السوداني، مؤكداً أن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة يبدأ بوقف إطلاق النار، والعودة إلى مسار سياسي يقود إلى حكم مدني، ومصالحة وطنية قائمة على العدالة والمحاسبة، تمهيداً لإعادة الإعمار واستعادة السودان لمكانته.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا