وجاء السودان في المرتبة الأولى للعام الثالث ضمن القائمة التي نُشرت الثلاثاء، وتسلط الضوء على 20 دولة تُعد الأكثر عرضة لاندلاع أزمات إنسانية جديدة أو تفاقم أزمات قائمة.
وقال الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، في بيان، إن ما يجري في السودان ليس مجرد مأساة عابرة، مؤكداً أن تقاعس المجتمع الدولي، إلى جانب بعض السياسات والمواقف، أسهم في تعميق الأزمة وإطالة أمدها.
وأضاف ميليباند أن تصدّر السودان للقائمة للعام الثالث وتحوله إلى أكبر أزمة إنسانية مسجلة على الإطلاق، يعكس خللاً خطيراً في الاستجابة الدولية.
واندلعت الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، قبيل انتقال كان مخططاً له إلى الحكم المدني، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم.
وأفادت اللجنة بأن أكثر من 12 مليون شخص نزحوا بسبب القتال، في وقت يعاني العاملون في المجال الإنساني من نقص حاد في الموارد، بينما تعرض كثير من الفارين للعنف والنهب وفقدان أقارب، إضافة إلى حالات اغتصاب.
مع بداية عام 2026، يحتاج ما يزيد قليلاً عن 239 مليون شخص بشكل عاجل إلى المساعدة الإنسانية والحماية، وسط صراعات مستعصية تتسم بالعنف ضد المدنيين وتستمر لفترة أطول من أي وقت مضى، منذ الحرب العالمية الثانية، وأزمة مناخية تتصاعد بلا هوادة.
قدم التقرير العالمي للمساعدات الإنسانية لعام 2026 الصادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) تحليلاً للأزمات والاحتياجات العالمية، والخطط الإنسانية المُتخذة لمواجهتها.
وفي عام 2026، يناشد الشركاء في المجال الإنساني توفير ما يقرب من 33 مليار دولار أمريكي لمساعدة 135 مليون شخص في أوقات الأزمات.
وحسب التقرير، يمزق العنف المروع والجوع والنزوح والمرض حياة الناس، فيقتل ويشوه المدنيون، وتُشن الحرب على أجساد النساء والفتيات، وتفرق بين العائلات، ويُقتلع الناس قسراً من أراضيهم ومصادر رزقهم، ويغذي انتشار الأمراض، ويدمر صحتهم النفسية والجسدية. تفرقت عدد دول عربية على قائمة الدول التي تضم أكبر عدد من المحتاجين. السودان، الذي يحتل المرتبة الأولى، سجل وجود 33.7 مليون شخص محتاج. تلتها اليمن بـ23.1 مليون شخص محتاج للمساعدات الإنسانية.
بعدها أفغانستان بـ22 مليون شخص، وفي المركز الرابع جاءت سوريا بـ16.5 مليون شخص.
ويُعاني المدنيون من عدد قياسي من النزاعات المسلحة التي تتسم بتزايد التجاهل الصارخ للحقوق الإنسانية والدولية، بما في ذلك الفظائع الجماعية والهجمات على المرافق الصحية والتعليمية.
وفي السودان، أعقب حصار دام 500 يوم مقتل آلاف المدنيين في الفاشر على يد قوات الدعم السريع، بينما تتكرر أنشطة مماثلة في كردفان مع دخول عام 2026، مع انعدام احترام حياة المدنيين وحرية تنقلهم.
المصدر:
الراكوبة