كاتب ومحلل سياسي: خطاب البرهان تحوّل في لغة الدولة ورسائل سياسية تجاه الرباعية وواشنطن

مصدر الصورة

الراكوبة: رشا حسن
قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عمار العركي، إن التصريحات الأخيرة لرئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان تمثل نقطة تحوّل في الخطاب الرسمي للدولة، وليست مجرد رد فعل على تطورات الميدان.

وأوضح العركي في حديثه ل”الراكوبة” أن البرهان انتقل في خطابه من إدارة الأزمة بـ”صمت محسوب” إلى مخاطبة الداخل والخارج بلغة مباشرة وواضحة، مشيرًا إلى أن الخطاب حمل ثلاث رسائل سياسية أساسية.

وأشار إلى أن الرسالة الأولى تمثلت في إعادة تعريف العلاقة مع الرباعية، عبر رفض البرهان لأي مسار تشارك فيه الإمارات، معتبرًا أن الأمر يتعلق بـ”ضبط قواعد الاشتباك الدبلوماسي” والتأكيد على عدم قبول السودان بوسيط غير محايد.

أما الرسالة الثانية، فتركزت – بحسب العركي – على تثبيت الرواية الرسمية للدولة في مواجهة سرديات خارجية تُستخدم للضغط السياسي، مثل الحديث عن اختراق الإسلاميين للمؤسسة العسكرية، مؤكدًا أن البرهان أراد القول إن السودان لن يخضع لروايات لا تستند إلى معلومات موثوقة.

وأضاف أن الرسالة الثالثة تتعلق بـ إعادة ترتيب العلاقة مع واشنطن والرياض، حيث أشاد البرهان بمبادرة ولي العهد السعودي من جهة، وانتقد ورقة مسعد بولس من جهة أخرى، في محاولة لوضع العلاقة مع الولايات المتحدة على أسس أوضح، مع تثبيت الدور السعودي كمسار وساطة مقبول إقليميًا.

وعلى الصعيد العسكري، اعتبر العركي أن حديث البرهان عن “استعادة كل الأراضي” يشير إلى مرحلة عمليات جديدة تستند إلى تقديرات بإمكانية تغيير ميزان القوى ميدانيًا والانتقال من الدفاع إلى الاستعادة.

وأكد العركي أن خطاب البرهان الأخير رسم إطارًا جديدًا للتعامل مع الحرب والوساطة والمجتمع الدولي، في وقت تتزايد فيه ضغوط الميدان والسياسة، ساعيًا لبناء سردية رسمية أكثر تماسكًا أمام الداخل والخارج.