دعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك إلى «وقف فوري غير مشروط» للحرب في السودان، وطالب القوات المسلحة بأن تحذو حذو «قوات الدعم السريع»، وترحب علناً بجهود السلام، ووقف إطلاق النار.
وحذر حمدوك من «أن استمرار القتال يمهّد لانهيار اجتماعي واقتصادي شامل»، ويحول البلاد إلى «بؤرة ومرتع خصب للجماعات الإرهابية».
وأشاد في خطاب نقلته منصات «التحالف المدني لقوى الثورة» (صمود)، ليل الثلاثاء، بـ«صمود السودانيين» أمام الجوع والنزوح والمعاناة. وقال «إنهم أثبتوا صبراً يفوق الوصف وثباتاً لا يضاهى، وواجهوا خطاب الكراهية بقيم التكافل والرحمة والإيمان بالوطن، بما يحفظ الوطن، ويسهم في إعادة بنائه»، مؤكداً تمسكه بشعارات «ثورة ديسمبر» في «الحرية والسلام والعدالة»، و«بالحلول السلمية في مواجهة البندقية».
ووجه حمدوك في خطابه نداءً للطرفين المتحاربين، دعاهما فيه إلى وقف فوري للقتال بقوله: «استمرار الحرب لا يخدم سوى الخراب… ولا يوجد فيها طرف رابح… والجميع خاسر». واعتبر التحريض على استمرار القتال «مشاركة مباشرة في القتل»، وقال: «الكلمة موقف يحملك المسؤولية… السودان يسع الجميع إذا احتكمنا للعقل، وابتعدنا عن لغة السلاح».
ودعا الجيش إلى «أن يحذو حذو (الدعم السريع) في الترحيب العلني بجهود السلام ووقف إطلاق النار دون شروط، وتبني مبادرات التهدئة المقدمة، وعلى رأسها مبادرة دول الرباعية، ووضع ضغط سياسي وشعبي متزايد على المؤسسة العسكرية للدخول في هدنة توقف العدائيات».
وأشاد حمدوك بالجهود المبذولة من دول الرباعية (الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، ومصر)، وخريطة الطريق المقدمة منها، التي وصفها بأنها أعادت للسودانيين «بارقة أمل في الحياة، ووقف شلالات الدم، وحفظ كرامة إنسان السودان».
ودعا المجتمع الدولي والإقليمي والجوار إلى «تنسيق المبادرات والانتقال لخطوات عملية تتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار وفقاً لمقترح الرباعية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بدون قيود، وحماية المدنيين ووقف القصف العشوائي على الأحياء السكنية».
وطالب الأمم المتحدة «بإنشاء آلية إقليمية خاصة بالسودان تنسق دخول المساعدات وتسهل إيصالها للنازحين والمتضررين في داخل البلاد ودول الجوار».
وقال: «وقف الحرب ليس هدفاً نهائياً، بل هو يعد مدخلاً وحيداً لاستعادة مسار ديمقراطي يعيد بناء السودان على أسس العدالة والمواطنة بلا تمييز، واستعادة حكم القانون»، ودعا إلى تبني عملية سياسية «شاملة وعادلة وذات مصداقية»، تستند على أهداف «ثورة ديسمبر».
وحمدوك هو رئيس وزراء الفترة الانتقالية، التي أعقبت سقوط نظام حكم الإسلاميين، برئاسة الرئيس الأسبق عمر البشير، وأطاح به الجيش في انقلاب عسكري في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ويترأس حالياً «التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة» (صمود).
المصدر:
الراكوبة