آخر الأخبار

الإسلاميين و الرباعية .. الرفض غير المبرر أم سياسة الأرض المحروقة (1-2)

شارك

يوسف عيسى عبدالكريم

يصر الإسلاميين على ان يكون لديهم مكان في مستقبل سودان ما بعد الحرب في تحدي سافر لإرادة السودانيين و المجتمع الدولي معا بل ذهب بهم الامر الى الادعاء بأن الثورة والتغيير الذين حدثا في ديسمبر المجيدة لم يكونا سوى مؤامرة عالمية خارجية تمت بالتعاون مع اطراف داخلية خائنة و هم في ذلك لا يعتدون بالملايين التي خرجت ممثلة للسواد الأعظم من السودانيين وطالبت برحيلهم و ازاحتهم عن المشهد السياسي .
وبما أن معظم السودانيين يرغبون في إيقاف هذه الحرب العبثية و يتطلعون بعدها الى بناء مستقبل أفضل خالي من أوهام التوسع و الأيدلوجيات التي لم تزد على ان حملت الدولة فوق طاقتها و اهدرت مواردها و أدت الى اختطافها لصالح جماعة او حزب واحد .

نجد ان الإسلاميين عكس ذلك يرغبون في مواصلة مشروعهم الأيديولوجي التوسعي لبناء حركة إسلامية عالمية ضاربين عرض الحائط بتطلعات السودانيين و أمالهم و سعيهم الصادق إلى خلق مستقبل جيد لسودان يعمه السلام و يخلو من الحروب أو أي أسباب او ظروف تقود الى إعادة تكرارها او اندلاعها من جديد.

تقوم عقيدة الإسلاميين و يتغذى مشروعهم الإخواني على مناخ الحروب و المواجهة المستمرة مع الجميع بغرض اقصائهم و الاستفراد بالسلطة حتى و لو أدى ذلك الى استمرار هذه الحرب الى ما لانهائية . لذا فانهم يستمرون في في تغبيش الوعي بالتشويش على الناس وإخفاء الحقائق و ايهام قواعدهم و عوام السودانيين بأن الرباعية ماهي الا مشروع امريكي صهيوني لتركيع الامة و استهداف الإسلام و هي شعارات مستهلكة يسعون بها الى دغدغة عواطف البسطاء من السودانيين و تعمية ابصارهم عن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس وهي رغبتهم في استغلال طول امد الحرب و الاستفادة من مناخها في إعادة انتاج مشروعهم و استعادة نشاطهم عبر واجهات واشخاص برزت خلال فترة الحرب و عملت كألة إعلامية تغسل ادمغة البسطاء من السودانيين و تقوم بتعبئتهم وحشدهم بغرض تحقيق الأهداف التي يسعون اليها ، مستفيدين من الظروف بتحويل الهزائم الى انتصارات في سلوك براغماتي ميكافلي واضح يسعون عبره لجعل الحرب حصان طروادة الذي يعيدهم إلى سدة الحكم.

فكما ارغوا و ازبدوا بعد معركة الفاشر التي كان الجميع يعلم حقيقة ان سقوطها لا يعدو ان يكون مسالة زمن سعو لاستغلال ما حدث فيها من انتهاكات من اجل الكسب الإعلامي الرخيص وهاهم اليوم يعملون على قطع الطريق على جهود المجتمع الدولي في إيجاد حل عملي لإيقاف الحرب العبثية في البلاد باقتراح هدنة الثلاث اشهر و التي يعقبها تنفيذ مصفوفة تفضي الى وقف دائم لأطلاق النار و الانخراط في عملية سلمية توقف الحرب.

ويجب ان يفهم الناس الذين يسعى الإسلاميين الى تعمية ابصارهم واستغلال عواطفهم بالترويج لأسئلة من شاكلة كيف نجلس للتفاوض مع الطرف الاخر بعد كل الذي حدث . اننا يجب ان جلس اليوم قبل غد حتى لا يتكرر الذي حدث في مكان اخر .

[email protected]

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا