قال مساعد قائد الجيش ياسر العطا، إن الجيش السوداني سبق أن أبلغ الولايات المتحدة بمحاولات قوات الدعم السريع الاستيلاء على السلطة منذ عام 2017، زاعما أن فض اعتصام القيادة العامة في يونيو 2019 جاء في إطار محاولات تفادي اندلاع الحرب.
ويتنصل الجيش السوداني عن ارتكاب إحدى أكبر المذابح بحق السودانيين حيث تم قتل الآلاف من الشباب خلال فض اعتصام القيادة عام 2019، واغلق ضباطه وجنوده بوابات القيادة أمام المعتصمين فيما قتل أخرون بالقاءهم مباشرة في النيل.
وذكر العطا في تصريحات، إن الجيش السوداني كان على علم بمحاولات الاستيلاء التي خططت لها قوات الدعم السريع منذ العام 2017، مشيراً إلى أن القيادة العسكرية أبلغت الولايات المتحدة بهذه التحركات في وقت مبكر.
وأوضح أن الجيش تعامل حينها بمنطق التسامح، وسعى إلى احتواء الأزمة عبر دمج القبائل السودانية في إطار الهوية الوطنية الجامعة، بهدف الحفاظ على وحدة البلاد وتفادي الانزلاق نحو المواجهة المسلحة. وأكد أن هذه الجهود كانت جزءاً من استراتيجية شاملة لتفادي الحرب، رغم تصاعد التهديدات الميدانية.
وزعم العطا أن فض اعتصام القيادة العامة في يونيو 2019 لم يكن قراراً عشوائياً، بل جاء في إطار محاولات الجيش لتفادي الحرب التي كانت تلوح في الأفق. وأوضح أن القيادة العسكرية كانت تدرك حجم التحديات التي تواجه البلاد، وسعت إلى احتواء الموقف عبر إجراءات ميدانية تهدف إلى منع التصعيد.
وأضاف أن الجيش كان يأمل في أن ينتظر قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المسار السياسي والانتخابات، بدلاً من اللجوء إلى القوة، مؤكداً أن الوضع حينها لم يكن سهلاً، لكن الخيارات السياسية كانت لا تزال متاحة.
ورأى العطا أن ما جرى بعد ثورة ديسمبر 2018 كان محاولة لتغيير مسار الثورة، مشيراً إلى أن بعض الأطراف حاولت توظيف الحراك الشعبي لأهداف لا تتوافق مع تطلعات السودانيين. وقال إن الجيش بذل جهوداً كبيرة لتفادي الحرب، وجرب كل الطرق الممكنة للحفاظ على الاستقرار، لكنه واجه تحديات متزايدة من قبل المليشيا (قوات الدعم السريع) التي وصفها بأنها لا تمثل القبائل السودانية، بل تعمل وفق أجندات خارجية. وشدد على أن الجيش لا يقاتل القبائل، بل يواجه مليشيا منظمة تسعى إلى تقويض الدولة السودانية.
المصدر:
الراكوبة