د. إسحاق آدم
تتعهد القوى الظلامية وعلى رأسها (الإخوان المسلمون) الهجمة الجارية حالياً على دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويكره الظلاميون في كل المنطقة الإمارات لأنها نقيضهم؛ فبينما خربوا هم بلدانهم، تبرز الإمارات كنموذج عملي وناجح للازدهار والأمان واحتضان التعددية الدينية والثقافية.
كما أن الإمارات تشكل خط الدفاع الأول في مواجهة قوّي التطرف والظلامية، فإذا سقطت الإمارات ستنهار كل حصون المنطقة وتغرق كلياً في الظلام.
ويتذرع الظلاميون في هجومهم على الإمارات بانتهاكات حقوق الإنسان في الفاشر. ولكن الذين يتعهدون الحملة من الإخوان المسلمين في السودان والمنطقة هم من دبر ونفذ الإبادة الجماعية في دارفور منذ عام 2003 وحتى الآن، وذلك بشهادة أعلى هيئة قضائية في العالم — المحكمة الجنائية الدولية — التي أصدرت مذكرة اعتقال لعمر البشير (الرئيس السابق لتنظيم الحركة الإجرامية المسماة الإسلامية) وأحمد هارون (الرئيس الحالي للتنظيم — وصاحب المقولة الشهيرة عن قتل الأسرى: «أكسح وأمسح وما تجيبو حي!!»).
كما كان الإخوان المجرمون وراء حملات التطهير العرقي في جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق.
وهم الذين شكلوا ميليشيا الجنجويد ونظموا حملاتها الجنونية المتوحشة بقيادة موسى هلال — عضو التنظيم الإجرامي — والذي بعد كل ما ارتكبه من جرائم لا يزال جيش الإخوان المسلمين في السودان، المُسَمَّى زوراً بالجيش الوطني، يسقط له صناديق الأموال بالطائرات.
كما أن جيش الإخوان هو الذي أسس قوات الدعم السريع ودربها وسلحها. وقد اعترف عبد الفتاح البرهان — قائد جيش الإخوان — علناً أن هذه القوات خرجت من رحم جيشه.
وهو رحم ملوث ظل ينجب الميليشيات المنتهِكة باستمرار ولا يزال؛ ميليشيات تعمل بالمقاولة من الباطن كي تقتل على الهوية، وتجِزّ الرقاب، وتبقَر البطون، وتغتصب النساء، وتدفن، وتسمم آبار المياه، وتخرب البنى التحتية.
إنه رحم (فلترق كل الدماء) مع الإفلات من العقاب. ولذا فإن جرائم الدعم السريع في الفاشر وغيرها وإن كانت تتحملها هذه القوات، فالمسؤولية تتعداها كذلك لمن شكلها وسلحها ودربها في مدرسته الإجرامية القائمة على الانتهاكات بما لا يراعي إلًا ولا ذمة.
والذين يتصايحون حالياً بإنصاف الحقائق عن الفاشر لا يملكون ذرة من المصداقية أو الأخلاق أو الإنسانية.
يدينون انتهاكات الدعم السريع (التي تستوجب الإدانة والمساءلة) ولكنهم في ذات الوقت يغمضون العين عن انتهاكات جيش وميلشيات الحركة الإسلامية الإجرامية، بما في ذلك استخدامها السلاح الكيميائي وقتلها المواطنين بالشبهة وتلذذها العلني ببقر البطون وأكل الأكباد البشرية.
ويدينون الانتهاكات دون أن يقولوا كلمة واحدة عن إنهاء الحرب رغم أنها البيئة التي تفرخ الانتهاكات.
كما لا ينطقون بكلمة واحدة عن المصنع الذي ظل يصنع الميليشيات بما فيها الدعم السريع، ولا عمن سام السودانيين العذابات لأكثر من ثلاثة عقود، ولا عمن انقلب على الانتقال المدني الديمقراطي فمهد الطريق للحرب ثم أطلق شرارتها الأولى، ولا عمن ظل يرفض كل مبادرات السلام في السودان، بما في ذلك آخرها مبادرة الرباعية لهدنة إنسانية قبل أيام قليلة من اقتحام الفاشر.
ويحاولون تعليق وزر حروب السودان على الإمارات لإعفاء أنفسهم وحلفائهم من المسؤولية الأساسية عن إحراق السودان. وهذه من اضاليلهم الفاجرة الكذوب، حيث بدأت حروب السودان عام 1955، قبل أن تتأسس دولة الإمارات، وظل السودان أكثر البلدان الإفريقية معاناة من الحروب منذ استقلاله وحتى الآن. والسبب الرئيسي لذلك داخلي، يتعلق بقمع التعددية ومحاولات فرض الحلول العسكرية الأمنية لقضايا بناء الوطن. ويقع وزر ذلك بالأساس على النظم العسكرية التي ابتليت بها البلاد لأكثر من ثلثي سنوات ما بعد الاستقلال.
ثم إن إفراد الإمارات وحدها في خطاب إنصاف الحقائق عن التدخلات الخارجية إنما يهدف للتغطية على التدخلات الأخرى وهي تدخلات خبيثة وأكثر تورطاً وإجراماً — تدخلات إيران وتركيا وقطر ومصر، الداعمة للجهة التي ظلت ترتكب الإبادات في السودان طيلة الثلاثين عاماً الماضية.
ومن بين هذه التدخلات الفظة والإجرامية تدخل الدولة التي تحتل جزءاً من أراضي السودان وكانت وراء كل الانقلابات العسكرية في تاريخه، وشجعت وحرضت على الانقلاب على الحكم المدني وإشعال الحرب، وقصف طيرانها مصانع البلاد والمدنيين بصورة مباشرة، واستغلت الحرب لمزيد من نهب موارد البلاد كالذهب والثروة الحيوانية والموارد المائية، وتتمنى استمرار الحرب لاستمرار نهبها!!!
ومع ذلك لا تجد تركيزاً عليها ولا على غيرها. بل والأنكى أنه فيما تستقبل الإمارات مئات الآلاف من السودانيين وتمنحهم إقامات وإعانات الكوارث الإنسانية، يشترط الآخرون على اللاجئين السودانيين دفع آلاف الدولارات لمجرد الدخول! ويقبضون الثمن مضاعفاً من المنظمات الدولية على كل لاجئ يتعرض للإذلال في بلادهم.
وبينما دفعت الإمارات 4 مليارات دولار كمساعدات للشعب السوداني في العشر أعوام الأخيرة، يتفنن الآخرون في كيفية نهب موارد السودان في ظل الحرب. كل هذا وغيره يؤكد أن الهجوم على الإمارات ذو أجندة أيديولوجية سياسية معادية لمصالح الشعب السوداني، ولسلام وأمن واستقرار المنطقة.
ولكن رغم كل التضليل والافتراء والترويع الذي تمارسه حسابات التواصل الاجتماعي مدفوعة الثمن والقنوات الفضائية الكذوب، فإن غالبية الشعب السوداني تفهم وتقدر دور الإمارات، خصوصاً موقفها الصلب ضد الحركة الإسلامية الإجرامية السودانية التي لم يسلم من إجرامها بيت واحد في السودان.
وعاجلاً أم آجلاً ستضع الحرب أوزارها وتنقشع الأكاذيب وتنتصب موازين العدالة، وحينها ستعرف قيادة الإمارات وشعبها مدى إعزاز السودانيين لهم.
المصدر:
الراكوبة